يبدو أن هناك بارقة أمل للخروج من مأزق و«دوامة» تقاطعات المواقف بشأن التوافق حول شخصية رئيس الجمهورية اللبنانية، حيث أن الدوران في الحلقة المفرغة بات غير ممكن، نظراً للحسابات الخطيرة المترتبة على هذا التردي على الصعد كافة، لذا رست المشاورات الجارية بين «الثنائي الشيعي» والحزب التقدمي الاشتراكي وكتل وشخصيات سنية إسلامية ومسيحية على الانتقال إلى مقاربة مختلفة، قوامها:، حسب تأكيد صحيفة اللواء اللبنانية:
- 1 ـ لا جلسات قريبة لمجلس النواب لانتخاب الرئيس ما لم يكن الثنائي (حزب الله وحركة أمل) حسم خياراته، مع توجه حزب الله عبر حركة الاتصالات التي أجراها مع كل من النائب السابق وليد جنبلاط والنائب جبران باسيل للإعلان رسمياً عن دعم ترشيح فرنجية للرئاسة الاولى.
- والتوجه الآن هو لإجراء حسابات رقمية، فاذا ضمن «الثنائي الشيعي» ـ حزب الله وحركة أمل ـ أن سليمان فرنجية، يجمع 65 صوتاً من دون التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية»، يصبح خيار تحديد الجلسة متاحاً، حسب النائب المقرب من الرئيس نبيه بري علي حسن خليل.
- وحسب معطيات «الثنائي الشيعي» إذا لم يحصل توافق، ولم يتمكن جنبلاط من التوصل إلى «صيغة ما» مع حلفائه من القوى المسيحية، وضمن الفريق المؤيد لترشيح فرنجية العدد الذي يوصله إلى قصر الرئاسة، فإنه سيسير ولو لم تؤيد الكتلتان المسيحيتان هذا التوجه.
ويرى مراقبون في بيروت، أن حركة حزب الله ليست عادية وهي تمهيد للإعلان رسميا عن ترشيح فرنجية للرئاسة. وأن المشاورات والمفاوضات حول الملف الرئاسي بدأت جدّيا، وبات من الضروري أن يعلن الحزب وبشكل نهائي اسم مرشحه.
حزب الله يتبنى ترشيح «فرنجية»
وقياسا على تلك المعطيات، لم يعد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مجرد مرشح رئاسي يطرح اسمه في الغرف المغلقة أو يستنتج بأنه الوحيد المطابق للمواصفات التي حدّدها الأمين العام لحزب الله، بحسب الباحثة منال زعيتر كما أنه في لقاء وفد الحزب الذي ضم المعاون السياسي للسيد الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا برئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، كانت أولى الإشارات عن بدء الحزب ومن خلفه 8 مارس/آذار ترشيح فرنجية للرئاسة بشكل علني وبالاسم. وفي اللقاء الآخر الذي ضم الوفد ذاته مع رئيس التيار الحر جبران باسيل، أعيد على مسامع الأخير الكلام ذاته حول خيار الحزب الرئاسي ولكن الفارق أن باسيل سمع قبلا من السيد حسن نصر الله شخصيا تبنّي الحزب لخيار فرنجية.
مساع نبيه بري للخروج من حالة الانهيار
وذكرت مصادر مطلعة لصحيفة اللواء، أن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، يسعى بالمشاورات للخروج من حالة الانهيار الحاصلة على كل المستويات السياسية والإدارية والاقتصادية – المعيشية، وهو بات يستشعر إلى حد كبير مخاطر ما يجري واحتمالات انفجاره بشكل أوسع ما لم يجرِ التوافق سريعاً على انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة جديدة كاملة المواصفات والصلاحيات لينتظم عمل المؤسسات الدستورية.
