حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند من “الغموض” المستمر المتعلق بعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وأكد على ضرورة التشدد مع بريطانيا في مفاوضات الانفصال التي ستبدأ خلال شهر مارس اذار القادم سنة 2017 بعد تفعيل المادة 50 من اتفاقية ليشبونة من طرف الحكومة البريطانية.
وقال أولاند إن البريطانيين اختاروا خروجا قاسيا من الاتحاد الأوروبي و ليكن لهم ذلك، وعلينا ان نذهب إلى الآخر من أجل تلبية رغبة البريطانيين في انفصالهم عن الاتحاد الأوروبي وعلينا ان نكون صارمين في ذلك.
التصريح تسبب في انهيار العملة البريطانية في البورصات العالمية لتخسر 6,1 في المائة من قيمتها في الأسواق و تعود إلى قيمتها التي كانت متداولة سنة 1985.
تصريحات فرانسوا هولاند المتشددة جاءت بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ20 لتأسيس معهد جاك دولور، وبحضور جون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية وميشال بارنيي المسؤول الأوروبي المكلف بقيادة مفاوضات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، التصريح المتشدد للرئيس الفرنسي يأتي كما قال ضمن المحافظة على المبادئ التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي وعلينا حمايتها من الهدم، وتابع: “بريطانيا تريد الخروج دون ان تدفع الثمن و هذا غير ممكن، وليس من مصلحة الاتحاد الأوروبي ولا بريطانيا الإبقاء على حالة الغموض الحالية”.
واعترف الرئيس الفرنسي ان الاتحاد الأوروبي يعيش أزمته الكبرى مؤكدا ان استفتاء 23 يوليو الماضي خلق اضطرابات في الأسواق المالية العالمية في وقت كان فيه المستثمرون يقيمون ويراقبون تأثير ذلك على خامس اكبر اقتصاد في العالم، فالبلدان الحليفة متخوفة من ان يتحول خروج بريطانيا إلى منعرج حقيقي في العلاقات الدولية ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقد يصل إلى حد إضعاف كتلة البلدان الغربية امام الصين وروسيا ، ويفخخ المجهودات الرامية إلى تحقيق المزيد من الاندماج الأوروبي ويؤثر على التبادل التجاري الحر.
ووجه اولاند دعوة إلى دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة هذه التحديات با، عليها أن تقلق من الوضع، وتعمل كل ما في وسعهم لدعم أسس بناء التي ترتكز عليها الكتلة الأوروبية.
