فرنسا تعتزم الانسحاب من مالي والبقاء في منطقة الساحل
يبدو أن فرنسا بصدد الانسحاب من مالي، وذلك وفقا للتصريحات التي يدلي بها المسؤولون في الجيش الفرنسي، نظرا لتوتر الأوضاع في المنطقة، وعدم القدرة على السيطرة عليها.
وقالت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي، اليوم السبت، إن بلادها لا يمكنها البقاء في مالي بأي ثمن.
وخفضت فرنسا عديد قواتها العاملة في مالي منذ الصيف في إطار إعادة تنظيمها، في حين أنها ظلت لعدة سنوات في مالي ضمن قوة مهام لمكافحة الإرهاب.
وتواجه مالي انتقادات عدة، حيث لا ينوي المجلس العسكري في مالي، الذي وصل إلى السلطة في 2020 إعادة السلطة إلى المدنيين على المدى القصير، ما أثار غضب بلدان مجموعة دول غرب إفريقيا (إيكواس) التي أقرت عقوبات شديدة قضت بإغلاق الحدود مع مالي وفرض حظر تجاري ومالي عليها.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الدنمارك الخميس، أنها ستبدأ سحب كتيبتها المؤلفة من نحو 100 جندي من مالي تلبية للطلبات المتكررة التي وجهها إلى كوبنهاجن المجلس العسكري الحاكم في الدولة الإفريقية.
تمسّك فرنسي سابق
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قال الجمعة، إن فرنسا ستواصل قتال المتشددين بمنطقة الساحل. رغم أنه أكد أن الوضع في مالي أصبح “لا يطاق” بعد الانقلاب الذي وقع في مايو/ أيار 2021.
وأضاف، أن المواجهة القائمة في مالي مع مجلس عسكري خارج عن السيطرة لا يمكن أن تستمر، مضيفا أن باريس تبحث مع الشركاء كيفية تعديل عملياتها لمواصلة التصدي للمتشددين هناك.
محاولات فاشلة
حاولت باريس والاتحاد الأوروبي وواشنطن إبعاد حكام مالي عن السير في هذا الطريق.
وشجب وزير خارجيتها جان إيف لودريان ووزيرة قواتها المسلحة فلورنس بارلي مؤخرا احتمال نشر مرتزقة فاجنر في مالي، معتبرين أن ذلك “غير مقبول” و”يتعارض” مع وجود الآلاف من العسكريين الفرنسيين.
وأكد الجيش الأمريكي، وجود مرتزقة من مجموعة فاجنر الروسية في مالي، وهو ما لم يقر به المجلس العسكري الحاكم في باماكو، في ظل التوتر المتزايد في علاقاته مع الغربيين.
وأعلن رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، الجنرال ستيفن تاونسند، في مقابلة أجرتها معه إذاعة “صوت أمريكا” وسجلت الخميس، أن “فاجنر في مالي”، مضيفا “أنهم هناك، نعتقد أنهم بضع مئات الآن”.
وتابع الجنرال تاونسند، “بإمكان العالم بأسره أن يرى ما يجري،” مؤكدا أن “هذا يثير لدينا قلقا كبيرا”.
اتهامات موجهة لفاجنر
واتهم وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الأسبوع الماضي، فاجنر بـ”دعم” المجلس العسكري في مالي تحت ستار مكافحة التكفيريين، واتهم روسيا بـ”الكذب” بشأن وضع مجموعة فاجنر.
وقال: “عندما نسأل زملاءنا الروس عن فاجنر، يقولون إنهم لا يعرفون عن بوجودها”.
وأضاف: “عندما يتعلّق الأمر بمرتزقة هم مقاتلون روس سابقون يحملون أسلحة روسية وتقلّهم طائرات روسية، يكون من المدهش عدم معرفة السلطات بوجودهم”.
وظهرت مجموعة “فاجنر” للمرة الأولى عام 2014، خلال دعمها للانفصاليين الموالين للروس في صراع شرق أوكرانيا.
وكان الجنود الفرنسيون قد لاقوا ترحيباً بعد وصولهم مالي عام 2013، عقب تمرد قاده متشددون، هددوا بالسيطرة على البلاد بكاملها.
لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن مؤخراً عن خفض القوات الفرنسية البالغ عددها 5000 جندي اإلى النصف. ما دفع برئيس وزراء مالي، شوغل مايغا، إلى اتهام ماكرون بالتخلي عن بلده.
فيما أعلن وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب الجمعة أن بلاده “لا تستبعد أي شيء” في علاقاتها مع فرنسا، مؤكدا في الوقت نفسه أن مسألة خروج القوات الفرنسية من منطقة الساحل “ليست مطروحة في الوقت الحالي”.
