فرنسا تلعب بالنار.. وتستعمل الإسلام كمادة «سريعة الالتهاب»

تساؤلات الدوائر السياسية في باريس، تدور حول تصاعد حدة “الإسلاموفوبيا” في فرنسا، وكيف ولماذا تجاوزت كل الحدود ، وفاقت معدلات العداء للمسلمين في الدول الأوروبية الأخرى ؟! رغم تشديد السلطات الفرنسية على الصبغة العلمانية التي تجعل الدولة على حياد من المظاهر الدينية الفردية أو الجماعية.

2016-09-0421_23_04-462116-islaminfrance-555x318

المسلمون في فرنسا، أصبحوا في قلب معادلة صعبة، بعد إقحامهم في الخطاب السياسي، وإلحاق كل ما يتصل بشؤونهم لوزارة الداخلية، ليصبح التعامل مع الإسلام بمنهجية بوليسية تجعل من الديانة الثانية ( 7 ملايين مسلم في فرنسا)  لا تخرج من دائرة الشك أو من دائرة التمييز، ومخاوف دائمة، بل سعت إلى تأطير ما اصطلحت عليه بـ”الإسلام الفرنسي”، من خلال وزارة الداخلية، مقارنة بنمو الجالية المسلمة التي أضحت تشكل وزنا انتخابيا وعنصرا من عناصر النسيج الاجتماعي والبشري في فرنسا.

5600d9f51595b
ويرى رئيس المرصد الوطني المناهض للإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، أن الخطابـات المعـادية للإسـلام تفـــرش البساط الأحمر لـ”داعش” في فرنــــسا،  وللعناصر التي تهتم بتجنيد الشباب الفرنسي ضمن الخلايا الجهادية من خلال هذه الخطابات العدائية المشتتة لأبناء فرنسا، وكل ما يحتاج إليه هؤلاء هو الاعتماد على حجج وبراهين كي تسهل مهمتهم في إقناع الشباب الهش وهذا ما هم بصدد فعله هؤلاء المسؤولون السياسيون، خاصة المرشحين لخوض عراك رئاسيات 2017 .

 

وأوضح رئيس المرصد الوطني المناهض للإسلاموفوبيا ، لصحيفة الخبر الجزائرية، أن “الإسلاموفوبيا”  تأخذ  طابعا سياسيا اليوم بفرنسا ،وتستعمل كورقة رابحة في الانتخابات الرئاسية القادمة، ويتم إثراء النقاش حول كل المسائل المتعلقة بالإسلام ومسلمي فرنسا، وتكثر الخطابات، كما هو بالنسبة للحملة الانتخابية للفترة التمهيدية لرئاسيات 2017، حيث نسمع زعيم الجمهوريين من التيار اليميني المعارض بفرنسا “نيكولا ساركوزي” بصدد الخلط بين المسلمين عقب خطابات الكراهية الموجهة لمسلمي فرنسا، متجاهلا تماما بأنه كان وزيرا للداخلية، وهو من أنشأ المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية سنة 2003، معتقدا بأنه باتخاذه موقفا انتخابيا معاديا للإسلام والمسلمين في فرنسا بإمكانه الاستحواذ على أصوات اليمين المتطرف لمارين لوبان، لكنه مخطئ بهذا كل الخطأ، فهو يجعل من كراهيته تجاه المسلمين بمعية منافسيه انتقاما داخليا، ولكن ما يهمه الفوز والعودة إلى قصر الإليزيه.

2016-09-1021_55_24-904073-exper-555x318
و يشير خبراء في التاريخ والسوسيولوجيا إلى ترسخ الخلفية العنصرية لدى عدد من الفرنسيين المنتمين إلى أطياف سياسية متعددة، من اليمين المتطرف إلى اليمين التقليدي، وإلى اليسار، مع تمركز في صفوف اليمينين المتطرف والتقليدي، بحسب تعبير عبد الله زكري، وكلهم يتخذ العلمانية مبرراً ومطية لاستهداف الإسلام والمسلمين، خاصة مع تنامي ممارسة العبادات لدى مسلمي فرنسا، وتغير ملامح بعض الأحياء وواجهة بعض المحلات، منها محلات الأكل الحلال خصوصاً، الذي تزامن أيضا مع الجدل القائم حول وضع الضواحي ومشاكل الاندماج، وهي في المحصلة تهديد للهوية الفرنسية، كما يعتقدون.

%d8%aa%d8%b3%d9%84%d8%aa

والحاصل أن  الإسلام دخل عنوة ساحة الجدل والتجاذبات السياسية، وأضحى الإسلام فضاء أكبر للنقاش، مع احتكاك فرنسا بما اصطلح عليه بالإسلام السياسي والإسلام الجهادي، وما يزيد الطينة بلة، هو تجاوز رئيس الوزراء مانويل فالس الخطوط الحمراء، وراح  إلى أبعد التصورات في خطابه بمدينة تولوز قائلا إن (“ماريان” رمز الدولة الفرنسية، لا تضع الحجاب ولا تلبس “البوركيني” لا تضع الخمار وتشرب الكحول وتخرج عارية الثديين) ..والمقارنة ليست في محلها، خاصة أن الفرنسيات لا يخرجن عاريات الثديين، فلماذا إذن على المسلمات فعل ذلك؟

 

مادة سريعة الالتهاب

ومن جانبها، تؤكد السيناتورالاشتراكية والقاضية في المجلس الأعلى للدولة، بريزة خياري ــ من أصل جزائري ــ أن مانويل فالس يستعمل الإسلام كمادة سريعة الالتهاب، وعليه أن يتوقف ، فهو مثله مثل نيكولا ساركوزي يضع مسألة الإسلام في قلب اليمين المتطرف، باستعماله كمادة سريعة الالتهاب، وهو بذلك يقوم بسكب الزيت على النار فقط، بحسب تعبيرها لصحيفة الخبر.
untitled
وأشارت “بريزة” إلى تصريحات فرانسوا فيون الذي يريد وضع ميثاق “اللائكية” وفرضه على المسلمين، بسن بند حسن السير، وإلى موقف نيكولا ساركوزي من جهة، الذي يحاول جذب أصوات اليمين المتطرف لمارين لوبان كما هو معروف عليه باستخدام ورقة الهوية والإسلام في فرنسا،

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]