فرنسا على أبواب الجمهورية السادسة

يبدو أن موجة الاحتجاجات التى تشهدها العاصمة الفرنسية باريس لا تجد طريقا للتراجع فى المرحلة الحالية، رغم خطوات اتخذتها الحكومة الفرنسية من شأنها تهدئة الشارع، إلا أن حركة «السترات الصفراء»، والتي انضمت إليها أمس الثلاثاء «الحركة الطلابية»، قد تجاوزت المطالب الاجتماعية إلى الوضع السياسي، بمطالب رحيل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وحل البرلمان، بالإضافة إلى الخروج من الاتحاد الأوروبى.

 

 فرنسا أمام «أبواب المجهول»،

الدوائر السياسية في باريس، ترى أن حركة الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تقودها حركة «السترات الصفراء» فتحت أبواب المجهول أمام الدولة الفرنسية، وكشفت في الوقت ذاته، أن فرنسا وأوروبا عموماً تعاني أزمة ثقافية وأيديولوجية عميقة، وهناك مؤشرات كثيرة أن الشارع الفرنسي لن يهدأ ـ بحسب تحليل الباحث الفرنسي بمعهد السوربون للدراسات الاجتماعية، كونت مارسيل  ـ ويرى إذا كانت حركة الطلبة فى عام ١٩٦٨ بداية عهد جديد فى فرنسا وظهرت تيارات سياسية غيرت الكثير فى حياة الفرنسيين، فإن  حركة السترات الصفراء قد تحمل بوادر ميلاد الجمهورية السادسة، أو أن تقف فرنسا أإمام «أبواب المجهول»، ومن الواضح أن القضية أكبر من مجرد مواجهات بين الشرطة ومجموعة من الشباب لأن الشارع الفرنسى كله يطالب بالتغيير.

 

 

الجمهورية الخامسة تتداعى وتفتح الأبواب لـ«الجمهورية السادسة» 

والمشهد العام في فرنسا، ينبىء باحتمالات قائمة وليست مستبعدة، ويرى خبير العلاقات الدولية، د. طارق البرديسي، أن الوضع في فرنسا متأزم للغاية، وأن تطور الأحداث هناك يشي بأن اليمين واليسار التقليديين لم يعدا مقعنين للشارع الفرنسي، وأن الأحزاب الفرنسية لم تعد مقنعة للمواطن الفرنسي، ما جعلهم يلجؤون إلى الشارع للتعبير عن آرائهم، وإذا استمرت الأمور بالتطور على هذه الشاكلة، «سنكون بصدد جمهورية فرنسية سادسة، وهي ما يعني دستور ونظام انتخابي جديد»، ومطالبات الشارع لم تعد محدودة وهي في تصاعد مستمر.

 

  • وأوضخ خبير العلاقات الدولية، أن الجمهورية الخامسة بدأت تتداعى، واستمرار احتجاجات السترات الصفراء تزيد فرص ظهور الجمهورية السادسة، فالديموقراطية التمثيلية لم تعد مرضية للناخب الفرنسي ورجل الشارع، وصار يتجه إلى الديموقراطية المباشرة، التي كانت موجودة قبل الميلاد، وأتصور أن الصراع بين الديموقراطيتين الآن تؤكد أننا في صدد أزمة حقيقية في الممارسات الديموقراطية في فرنسا.

 

 

انقلاب صريح على الديمقراطية الغربية

وتحذر تقارير إعلامية فرنسية، من اصطدام فرنسا بـ«أبواب المجهول»، لأن مطالب «السترات الصفراء» الإطاحة بالرئيس الفرنسى الذى جاء عبر الصناديق الانتخابية، تمثل انقلابا صريحا على الديمقراطية الغربية، والتى تؤمن بمبدأ احترام ما آلت إليه نتائج الصناديق الانتخابية، حيث لم يسبق وأن تبنى متظاهرون فى دول «المعسكر الغربى»، مطالب من شأنها الإطاحة برئيس منتخب، وهو ما يمثل امتدادا لحالة من الغضب فى الداخل الفرنسى، تراكمت لسنوات، حيث عبر الفرنسيون عن تدهور الأوضاع عبر الانتخابات الرئاسية فى كل مرة دون أى تقدم ملموس، فى ظل انهيار الأوضاع الاقتصادية من جانب، وقضايا الفساد التى لاحقت بعض الرؤساء السابقين،  وهنا يحمل الحراك الفرنسى فى طياته «كفرا» بالديمقراطية الغربية ومبادئها، فى ظل سياسات تبناها الرؤساء الذين تبادلوا فى السنوات الماضية على عرش  قصر «الإليزيه».

 

 

إقالة رئيس الحكومة خلال ساعات

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لن يتنازل عن كرسي الإليزيه، ويجد نفسه في مواجهة حاسمة مع اليسار واليمين المتطرف، وهو يخشى على مستقبل القارة العجوز «أوروبا» في حال نجاح الحركات الاحتجاجية، ولذلك ليس مستبعدا، وفقا لتأكيد الباحث الفرنسي، كونت مارسيل ، أن يتواصل  مسلسل التنازلات، بعد تراجع الحكومة الفرنسية عن قرارها بزيادة أسعار الوقود، فى ظل أنباء تداولتها بعض وكالات الأنباء حول إمكانية إقالة رئيس الوزراء الفرنسى إدوار فيليب فى الساعات المقبلة فى محاولة جديدة لتهدئة غضب الشارع.

 

 

تنحي ماكرون أو إجراء استفتاء شعبي

الاحتجاجات الفرنسية تحولت إلى أزمة تتعلق بقدرة المواطنين على الأنفاق وشكواهم من عدم المساواة، حيث أصبحت المفاوضات بين الحكومة والمحتجين صعبة بسبب حقيقة أن الحركة ليست تابعة لأى حزب أو اتحاد سياسى وليس لها هيكل قيادى، لكن بعض مطالبهم تشمل الآن إعادة الضريبة على الثروة، وزيادة الحد الأدنى للأجور وفرض ضرائب أعلى على الشركات متعددة الجنسيات.. وقال مشاركون فى «السُترات الصفراء»، لوسائل إعلام فرنسية،إن «هدف الاحتجاجات ليس مجرد التراجع عن الضرائب التى كان ينوى ماكرون فرضها، وإنما الأمر يتعلق بالضرائب القائمة، ولا بد من تنحى ماكرون»، فيما طالب آخر بإجراء استفتاء شعبى.. وتحدثت وسائل إعلام فرنسية عن استقالات لمسئولين كبار، خلال ساعات.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]