عبرت فرنسا اليوم الأربعاء، عن «قلقها» إزاء التهديد بإغلاق مركز «النديم» لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب في مصر، مؤكدة «الدور المحوري» للمجتمع المدني ضد القمع، قبل زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، القاهرة الأسبوع المقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، «فرنسا تعرب عن قلقها إزاء التهديدات بإقفال مركز النديم، لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب».
وأضاف، «يتعين على المجتمع المدني أن يؤدي دورا محوريا في بناء مجتمع تعددي يحترم حقوق الجميع».
وفي فبراير/ شباط الماضي، صدر قرار بإغلاق المركز، هذا القرار الذي تسبب في حالة من السخط لدى منظمات المجتمع المدني والمراكز الحقوقية، واصفين الأمر بالهجمة الشرسة عليهم، وتضامنت 18 مؤسسة ومركزا حقوقيا ضد قرار إغلاقه.
وتوفر هذه المنظمة التي يقع مقرها الرئيسي في وسط القاهرة، دعما نفسيا لضحايا التعذيب والعنف، وتنظر في شكاوى التعذيب الذي يتم ارتكابه في مراكز الاحتجاز والسجون، فضلا عن شكاوى عائلات المفقودين.
وتتهم المنظمات الدولية لحقوق الإنسان بانتظام السلطات المصرية بالمسؤولية عن مئات من حالات الاختفاء القسري، والاعتقالات غير القانونية والتعذيب وسوء المعاملة، فضلا عن أنواع أخرى من التعذيب أثناء الاحتجاز.
وأكدت كل من منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، أنه منذ إطاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي، قتل نظام السيسي في أقل من 10 أشهر أكثر من 1400 متظاهر، مؤيد لمرسي، وسجن أكثر من 40 ألفا من أنصاره.
وتتهم الأجهزة الأمنية بانتظام بتنفيذ اعتقالات غير قانونية وبعمليات تعذيب.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، خالد مجاهد، أوضح في بيان رسمي سابق، أن قرار إغلاق مركز النديم جاء بناء على أن المركز تم استصدار ترخيص له باعتباره عيادة مشتركة نفسية وعصبية من الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والترخيص بوزارة الصحة عام 2003، ولوحظ منذ فترة أن العيادة حولت نشاطها إلى مركز تأهيل لضحايا العنف دون طلب تغيير الترخيص الممنوح لها.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن العيادة ارتكبت مخالفتين، الأولى هى تغيير المسمى من عيادة إلى مركز، حيث أن التراخيص الخاصة بكل حالة تختلف عن الأخرى، والثانية تغيير النشاط من نشاط طبي إلى نشاط حقوقي.
بينما رد مركز «النديم» على أنه يعمل كمنظمة مصرية غير حكومية بإشهار وتوثيق في الشهر العقاري، ومن ثم فإن الشكل القانوني الذي تندرج تحته كل أنشطة مركز النديم، ومن بين تلك الأنشطة تأسيس عيادة باسم «النديم للعلاج والتأهيل النفسي»، حصلت على ترخيص من نقابة الأطباء أولا، ثم رخصة تشغيل منشأة طبية من وزارة الصحة، ولما كانت وزارة الصحة لا تشمل في أنواع عياداتها تخصص «العلاج والتأهيل النفسي» فقد قامت الوزارة بتسجيل العيادة بأقرب تخصص لها، وهو «عيادة مشتركة نفسية وعصبية».