قصر الإليزيه سكنه من قبل 8 رجال ليس بينهم امرأة منذ تأسيس الجمهورية الخامسة. في التقرير التالي نعود إلى بدايات تأسيس هذه الجمهورية في نظرة على تاريخ الانتخابات الفرنسية.
“في الماضي أعطتني فرنسا ثقتها لكي أقودها إلى بر النجاة واليوم أنا مستعد مرة أخرى لتحمل المسؤولية”… كانت هذه كلمات شارل ديجول، الجنرال الفرنسي الذي بقي في الذاكرة الفرنسية على هيئة بطل وزعيم فرنسا الحرة بعد الحرب العالمية الثانية.
شارل ديجول مؤسس الجمهورية الخامسة، وأول رئيس سكن قصر الإليزيه بعد كتابة الدستور الجديد سنة 1958.
وسيكون اليمين المتطرف والاشتراكيون خصوماً لديجول بعد اعترافه باستقلال الجزائر، وهو الحدث الذي كان سببا مباشرا للانتقال إلى كتابة دستور الجمهورية الخامسة بعد معاناة طويلة في حكم أحزاب الوسط واليمين والاشتراكية والشيوعية في مرحلة الجمهورية الرابعة وحسم الأمر وبدأت الجمهورية الجديدة التي قادها ديجول ببناء فرنسا الحديثة.
وتنتهي فترة ديجول سنة 1969 ويخلفه جورج بومبيدو من حزب اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية لتعزيز الحركة الديجولية ليحكم حتى نهاية 1974 ، ثم فاليري جيسكار ديستان صاحب التوجهات الليبرالية لكنه واجه معارضة سياسية من اليسار الفرنسي بقيادة فرانسوا ميتران سنة 1981 ليكون أول رئيس اشتراكي في الجمهورية الخامسة يحكم لأطول فترة انتهت سنة 1995.
أما جاك شيراك السياسي المخضرم مؤسس حزب التجمع من أجل الجمهورية المعجب بشخصية شارل ديجول وأخيراً سيفوز على ميتران ثم يهزم في سنة 2002 ماري لوبان والد مارين لوبان و مؤسس الجبهة الوطنية المنتمي إلى أقصى اليمين ثم نيكولا ساركوزي رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية ليهزمه فرانسوا هولاند ثاني اشتراكي في الجمهورية الخامسة ثم يأتي إيمانويل ماكرون أصغر رئيس عابر للسياسة ومن خارجها ليهزم اليمين المتطرف التي تقوده مارين لوبان وذلك سنة 2017 .
ومنذ تأسيس الجمهورية الخامسة، سكن 8 رؤساء رجال قصر الإليزيه ليس بينهم إمرأة وتاسعهم سيأتي بعد التنافس والحسم بين رجل وإمرأة.
وما بين ماكرون ولوبان كانت المناظرة بينهما لكنها لم تقدم للناخب المفاجآت، حتى وإن كان ماكرون أوفر حظاً لكن المنعطفات و المفاجأت تبقى عالقة في التفاصيل وهذا ما ستحسمه نسبة الاقبال على التصويت يوم 24 أبريل الجاري، فمن هو الرئيس التاسع الذي سينتزع مفاتيح قصر الإليزيه؟