فروانة: 7 شهداء ومئات المصابين جراء استخدام القوة المفرطة بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال
قال عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن 7 معتقلين فلسطينيين سقطوا شهداء في السجون والمعتقلات الإسرائيلية جراء إصابتهم بأعيرة نارية، بالإضافة إلى إصابة المئات من المعتقلين بإصابات مختلفة بعد إطلاق النار عليهم مباشرة من قبل حراس السجن أو قوات القمع المدججين بالسلاح والمزودين بأدوات القمع المختلفة.
وأضاف فروانة، في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، أن استخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لم تعد مجرد اقتحام وتفتيش روتيني والعبث بالمقتنيات الخاصة، أو ممارسة فردية ونادرة واعتداءات عابرة تُنفذ من قبل هذا الضابط أو ذاك الشرطي فقط، كما لم تعد حدثا استثنائيا وموسميا، أو ظاهرة أسبوعية و شهرية فحسب، وإنما أضحت سلوكا ثابتاً وممارسة جماعية وجزءا أساسيا من معاملة المعتقلين، لدرجة أنها تتكرر أحيانا داخل السجن الواحد أكثر من مرة في اليوم الواحد، وفي مرات كثيرة تحدث في أكثر من سجن في آن واحد.
وتابع: ” من بين أولئك الشهداء كان المعتقل محمد صافي الأشقر من طولكرم والذي استشهد في مثل هذا اليوم، الثاني والعشرين من تشرين أول/أكتوبر عام 2007 في معتقل النقب الصحراوي جراء إصابته بعيار ناري في الرأس، وأصيب حينها مئات المعتقلين، وذلك حينما احتج المعتقلين العُزل سلميا على تردي ظروف الإحتجاز وسوء المعاملة، فتدخلت قوات القمع الخاصة المتواجدة في المعتقل وأفرطت في استخدام القوة بحق المعتقلين مما أدى إلى استشهاد “الأشقر” وإصابة نحو 250 معتقل. في واحدة من أبشع الأحداث التي جرت في السجون.
وبين فروانة أن استخدام القوة والاعتداء المستمر على الأسرى، أنما تهدف إلى إرباك أوضاع الأسرى واحداث حالة من عدم الاستقرار، كما تهدف إلى المساس بالمكونات الشخصية للأسرى والانتقام منهم، وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي والمعنوي بهم، والمسّ بكرامتهم والسعي لإذلالهم وإهانتهم وصولا إلى السيطرة عليهم والتحكم في تصرفاتهم ودفعهم نحو القبول بقرارات وتوجيهات إدارة السجون وسياسة الأمر الواقع. وأن تلك الظاهرة اتسعت مساحة وازدادت عدداً واشتدت عنفا خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح فروانة أن استخدام القوة المفرطة بحقهم تحت ذرائع مختلفة، تحظى بمباركة وتشجيع الجهات العليا في دولة الاحتلال، والتي شكّلت لهذا الغرض قوات قمع خاصة مثل قوات “نخشون ودرور وميتسادا واليماز”.
وأضاف أن هذه القوات مدربة جيداً ومزودة بأسلحة مختلفة بما فيها الأسلحة النارية ذات الذخيرة الحية القاتلة والمحرمة دولياً، وهي منتشرة في كافة السجون ومتواجدة فيها باستمرار.
و دعا فروانة كافة المؤسسات المعنية بالأسرى وكذلك الحقوقية والقانونية واللجنة الوطنية لمتابعة محكمة الجنايات، إلى إعادة ملف الأحداث وظروف استشهاد “الأشقر” وإصابة المئات، والعمل على استكمال توثيق كافة الحيثيات بشكل علمي ومنهجي، والإستفادة من الفيديوهات التي تم تسريبها، والتي توثق جزءا منها، فضلا عن التحرك الجدي والفاعل لفضحها وتسليط الضوء عليها، والضغط على المؤسسات الدولية لتحمل مسؤولياتها والتحرك لحماية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين العُزل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.