يعاني سكان قطاع غزة المحاصر الذي يعيش معظمهم على المساعدات الخارجية، و يتلقى ما يزيد على 90% من شريحة اللاجئين به مساعدات من وكالة الغوث الأونروا.
أحد هؤلاء الفقراء المسن محمد الجاروشة 60 عاما، الذي يكابد نفسه في ظل صعوبة الحياة وتفشي ظاهرة الفقر والبطالة التي يعاني منها في غزة.
أوضح الجاروشة الذي يقطن بمخيم الشاطئ غرب قطاع غزة، أن أسرته تتكون من 7 أفراد وأنه أصبح عاطلا عن العمل منذ أربع سنوات مشيرا إلى مرضه بالقلب، ما أثر عليه وجعله فريسة سهلة للبطالة وعدم إيجاد فرصة عمل كي يعيل أسرته.
ويقول الجاروشة وهو يحمل طفلته الرضيعة بين يديه: “أنا أسكن في بيت بالأجرة، وبالكاد أستطيع أن أوفر متطلبات الحياة الأساسية، فلا أحد يرغب في تشغيل رجل مسن، ومتطلبات الأطفال دوما في ازدياد، و لم أقدر على التحرك كما في السابق أو حتى توفير ثمن أجرة البيت، و لا يوجد عمل والحياة أصبحت صعبة جدا علينا”.
وتابع لـ”الغد”: “أقوم بالاستدانة من الناس وأحيانًا أبيع بعض ما نتسلمه من مواد تموينية من قبل وكالة الغوث “الأونروا” كي نستطيع أن نوفر المال لشراء ما نحتاجه، فهذا البيت لا يوجد به إلا 5 فرشات ونحن 7 أفراد في الأسرة، ونعيش بستر من الله”.
وليس بعيدا عن المسن الجاروشة، يقف الشاب مؤمن أبو الطرابيش 20 عامًا على مفترق”بهلول” بحي النصر وسط مدينة غزة يبيع البسكويت علّه يستطيع توفير المال اللازم له و لأسرته.
ويقول مؤمن:” أنا طالب في جامعة الأزهر وأدرس علاقات عامة وإعلام، وبسبب الظروف الاقتصادية وعدم وجود فرص عمل لجأت لبيع البسكويت على مفترقات الشوارع في قطاع غزة بعد ما أخرج من الجامعة، وأتواجد في أماكن البيع حسب ما أخرج من المحاضرات”.
وقال إنه ما دفعه وهو طالب جامعي للعمل، هو رغبته في مساعدة أسرته ونفسه في متطلبات الحياة بسبب صعوبة الوضع الاقتصادي له ولأسرته، فهو يطمح في إكمال تعليمه الجامعي، لأنه لا يوجد عمل إلا ما هو متوفر الآن”.
وبحسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ معدل الفقر في غزة ما يزيد على 65 % فيما سجل معدل البطالة أكثر من 53% والسبب بحسب خبراء يعود لتدهور الواقع الاقتصادي في ظل الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني.
وأمام حالة الفقر المرتفعة في غزة، أشار المحلل الاقتصادي محمد أبو جياب: “إلى الحالة العدمية على المستوى الاقتصادي التي باتت تسيطر على الوضع في قطاع غزة، وأيضا حالة انعدام الأمل والثقة بما هو قادم من قبل الشباب الفلسطيني وانعدام توافر فرص العمل أو فتح آفاق جديدة أمامهم كل ذلك يؤثر عليهم”.
وأوضح أبو جياب، أن الشباب أو العاطلين عن العمل يعيشون أمام حالة جديدة، أوجدت لهم الخلاص الفردي من خلال ابتداع فرص عمل قد لا تتناسب مع طموحاتهم أو رغبتهم، لكن الظروف أجبرتهم عليها.
وتابع: “نحن أمام حالة عديمة، لذلك يبحث الشباب في محاولة لاختراق الجدار السميك للفقر والبطالة”.
