في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، و كون “الحاجة أم الاختراع”، اتجهت الشابة الفلسطينية كاميليا ثابت خريجة” هندسة كيميائية” عام 1995 إلى تطبيق هذه المقولة لشيء ملموس في حياتها.
تقول كاميليا في حديثها لقناة الغد حول قصة نجاحها: “بسبب ما نعانيه من ظروف الحصار وإغلاق للمعابر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الخريجين والشباب، بدأت بالتفكير بمشروع يكون مصدر عمل ودخل لي”.
وتابعت: “وبسبب طبيعة دراستي للكيمياء، فكرت بصناعة المواد التي تتعلق بالعناية بالبشرة مثل “الصابون – الشامبو- كريمات” وغيرها، من المواد الطبيعية وتكون في الوقت نفسه صديقة للبيئة ولا تكون لها أي أضرار جانبية”.
وأضافت “أحببت أن أكون ملك نفسي وأعمل بيدي، وبدأت تقريبا في عام 2000 أولى تجاربي على صناعة الصابون ولم تكن في البداية ناجحة بالقدر الذى أريده، ومع مرور الوقت والتجارب بدأت أولى خطوات النجاح، ووضع المعادلات الصحيحة لصناعة الصابون ومنتجات البشرة، لأن الفشل يولد النجاح”.
وتابعت: “كان هناك تشجيع كبير من قبل الأهل والأصدقاء، لأن منتج الصابون نال إعجابهم كونه طبيعيًا وباردًا ولا توجد له أضرار كيميائية، ولا يؤثر على البشرة، خاصة من يعانون مشاكل صحية مثل الحساسية أو أمراض جلدية، وأطلقت عليه لقب “صابون الياسمين” والذى جاءت فكرته من زيت الزيتون والأعشاب الطبيعية.
وأوضحت أنه في العام 2014، تمكنت فعلا من تطوير صناعة الصابون باحترافية و تسويقه بعد تراكم الخبرات، وقمت بإنشاء معمل صغير في بيتي وفتح محل تجارى صغير في البداية، خاصة أنني سعيت لترخيص المنتج من وزارتي الصحة والاقتصاد، لأن ما يميز هذه المنتجات أنها طبيعية 100% دون تدخل أي مادة كيماوية، وهذا ما نمّى الإقبال عليها.
وأشارت إلى أنه نتيجة استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وظروف الحصار وارتفاع نسب الفقر، وكذلك تكاليف المواد و السوق، جاءت فكرة التسويق عبر الإنترنت وإغلاق المحل التجاري، خاصة أن هناك تنوعا في المنتج، ولم يقتصر الأمر على صناعة الصابون، بل هناك منتجات أخرى للعناية بالبشرة مثل منتجات لتقشير البشرة.
ولفتت إلى أن هناك 7 أنواع من منتجات العناية بالبشرة، وما يدخل في تركيبها الورد والخزامى والقهوة والبرتقال والليمون، كما يوجد 7 أنواع للصابون أيضًا، كل واحد خاص بحالة معينة أو ببشرة معينة.
وتطمح الشابة الفلسطينية كاميليا ثابت أن تستطيع تكبير مشروعها لتساهم ولو بجزء بسيط من حل مشكلة بطالة الشباب والخريجين عبر توفير فرص عمل لهم، ومن خلال تكبير حجم المشروع وتنوعه، وأن يكون هناك مجال لفتح السوق أمامهم لتحقيق ما يطمحون له.
