بإمكانيات وأدوات بسيطة من بقايا الخردة تمكن شاب فلسطيني من صناعة سيارات كهربائية يمكن للمرضى وذوي الإعاقة استخدامهما في حياتهم العملية في ظل ارتفاع ثمن السيارات المتحركة الذي لا يقدرون عليه،، لا سيما في قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاما.
تمكن الشاب مؤمن أبو ريدة (29 عاما) من سكان بلدة بني سهيلا شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة من صناعة سيارتين كهربائيتين صغيرتين، تستخدمان للمرضى وذوي الإعاقة، بأقل التكاليف، وذلك في ورشة صغيرة، لا تزيد مساحتها على مترين ونصف المتر تقريبا بمنزله الذي يحوي معدات عمله اليدوية والكهربائية البسيطة.
وحول فكرة صناعة هذا النوع من السيارات الكهربائية قال أبو ريدة في حديث لقناة “الغد”: “في البداية أنا أعمل بصناعة ماكينات اللحام الصغيرة وصيانة الديسكات والمقادح”، وبالنسبة للسيارات الكهربائية التي صنعتها جاءت الفكرة من السعر المرتفع لهذه السيارات والتي لا يقدر عليها الكثير من المرضى بقطاع غزة”.
أدوات من الخردة
وأضاف أن سعر هذه السيارات يتراوح بين 2500 و2700 دولار، ويعد مرتفعا جدا، ومن ثم فكر بصناعة هذه المركبات، واشترو “موتور” مستعملا من الخردة خاصا بالسيارات الكهربائية، والإطارات والأشياء الضرورية لهذه السيارة.
وتابع: “بدأت بتجميعها وصناعة ما تحتاجه من هيكل لها، رسمت الهيكل على الورق من أجل تنفيذ الفكرة، والتي بدأت بصناعتها على مدار أسبوعين، حتى خرجت بالشكل الذى عليه”.
وفيما يتعلق بالإجراءات الفنية لمثل هذه السيارات قال أبو ريدة: “هذا النوع من السيارات بحاجة للوحة تشغيل فنية وتحكم في القيادة، وللتغلب على ذلك كان هناك تواصل مع مختصين ومهندسين لتوفير ذلك، كونها تعمل على بطاريات تولد الطاقة وهي بحاجة لبطاريتين بقدرة إنتاجية تبلغ 48 أمبيرا للكبيرة، و 14 للصغيرة، ومولد 24 فولت لكل واحدة.
ويأمل الشاب الذى استطاع بهذا المشروع الريادي أن يتطور إلى الأفضل وأن تتوافر الإمكانيات اللازمة لصناعة مثل هذه السيارات كي يتمكن من خدمة كبار السن، وذوي الإعاقة، وأصحاب الأمراض المزمنة، وأن تعمل الجهات المعنية على تبنىي مشروعه الذى يمكن أن يساهم في محاربة البطالة التي تنتشر بين الشباب في قطاع غزة.
بطالة مرتفعة بين الشباب
وذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن معدل البطالة بين الشباب في فلسطين 38% لعام 2019 (31% بين الذكور و63% بين الاناث) بواقع 63% في قطاع غزة و23% في الضفة الغربية.
كما تظهر البيانات أن أعلى معدلات بطالة بين الشباب سجلت بين من يحملون مؤهلا علميا دبلوما متوسطا فأعلى، حيث بلغ معدل البطالة بين الخريجين (18-29 سنة) من حملة الدبلوم المتوسط فأعلى 52% خلال العام 2019 (35% للذكور و68% للاناث).
