فلسطيني يطهو «الجريشة» لفقراء غزة
أمام منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، يحضر الفلسطيني وليد الحطاب اللحم والقمح والبهارات لطهي “الجريشة” على نار موقدة من الحطب وتوزيعها على فقراء منطقته.
وتتكون “الجريشة” من القمح البلدي المجروش المحمص مع إضافة اللحم والبهارات وتوضع في وعاء على نار هادئة مع التحريك جيدا وبشكل مستمر لجميع المكونات حتى يتماسك قوامها.
وعن الفكرة، يقول الحطاب لقناة الغد “إنه في أحد أيام العشر الأواخر من رمضان قبل نحو 3 سنوات كنت جالسا أمام منزلي وجاءت الفكرة ليكون هذا عمل خيري في هذا الشهر الفضل وذكرى طيبة”.
ويضيف: “فورا انطلقت واستخدمت طنجرة صغيرة من أواني البيت وأشعلت نارا في الشارع وإذا بي أطبخ الجريشة.. كانت كمية قليلة لا تتعدى 3 كيلوغرامات من القمح، وكنت أعدها ولا أعلم كيف سأوزعها ولكنني فوجئت بإقبال كبير فور الانتهاء منها”.
ويؤكد أن، الجريشة أكلة تراثية وتاريخية تعود لزمن سيدنا إبراهيم عليه السلام وهي ذات قيمة غذائية قيمة.
ويشير إلى أن هذه الأكلة لم تقتصر على الفقراء أيضا الأغنياء يتناولنها في وجباتهم وخلال الشهر الفضيل.
ولاقت هذه المبادرة الفردية استحسان الناس في غزة، ويقول الحاج يوسف النوري إن هذه الأكلة بتناولها الكبير والصغير والمريض وتوضع على المائدة ويتناولها الفقير والغني.
ويضيف: “الأكلة طيبة وتسد الفراغ”.
وقد انتشرت في السنوات القليلة الماضية “تكيات خيرية” في مناطق مختلفة من قطاع غزة، تعد أصنافا تقليدية من الطعام الفلسطيني، وتوزعه على الفقراء.
ويعاني سكان القطاع الذين تزيد أعدادهم عن مليوني نسمة من ظروف اقتصادية صعبة في ظل انعدام توفر فرص العمل وارتفاع نسبتي الفقر والبطالة.
كما يتقاضى الموظفون الذين عينتهم حركة حماس في غزة، والموظفون التابعون للسلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله رواتب مُجتزأة تتراوح بين 60-80 في المئة، بسبب ما يرجعه الطرفان إلى أزمات مالية يعانيان منها.
ووفق اقتصاديون فإن شهر رمضان يحل على الفلسطينيين بالقطاع في ظل ظروف صعبة ومعقدة جراء الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي وارتفاع الأسعار.
وأضافوا أن الإجراءات التي تم اتخاذها بحق الموظفين (يتبعون لرام الله)، عام 2017، من اقتطاع أجزاء من رواتبهم، فضلا عن التداعيات التي خلفتها الحروب العسكرية أدى إلى تراجع دور القطاع الخاص الفلسطيني، وحالة النمو بغزة.
وتابع اقتصاديون: كما أن أكثر من 80 ألف أسرة فلسطينية “يبلغ أعدادهم نحو نصف مليون” من منتفعي الشؤون الاجتماعية، لم تتلق مخصصاتها المالية، منذ أكثر من عام”.
وأوضح أن هذه الأوضاع مجتمعة تسببت بارتفاع نسبة البطالة إلى 47 في المئة، والفقر إلى 53 في المئة، بينما وصلت نسبة الفقر المدقع إلى 33 في المئة، على حدّ قوله.
وحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن 68.5 في المئة من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وتظهر بيانات محلية ودولية أن 80 في المئة من الفلسطينيين في غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
