يخيم الحزن على مهد السيد المسيح عليه السلام، مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، فلن يتمكن الحجاج المسيحيون من الوصول إليها هذا العام للاحتفال بأعياد الميلاد، بسبب تفشي فيروس كورونا.
و أضيئت شجرة عيد الميلاد في بيت لحم من دون جمهور، بسبب التدابير التي فرضت لمواجهة فيروس كورونا، ما كان له تأثير كبير على المستوى الاقتصادي في بيت لحم، حيث غاب الزوار الذين كانوا ينشطون الحركة التجارية في المدينة.
وقالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة “نحتفل هذا العام بدون حجاج أو سياح من دول العالم، القطاع السياحي أول قطاع تضرر (من الجائحة) وآخر قطاع يستعيد عافيته”.
وبيت لحم مدينة تاريخية تقع في جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وتكتسب قدسيتها من وجود كنيسة المهد، التي يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى بن مريم، ولد في الموقع الذي قامت عليه.
وحول تأثير كورونا على واقع المدينة، قال حنا حنانيا نائب رئيس بلدية بيت لحم: “أول مرة نشهد حدثا مثل هذا الحدث، فإن تكون مدينة السلام والمحبة بيت لحم مهد السيد المسيح، خالية من المحتفلين والحجاج هو مشهد صعب وقاس علينا جميعا وعلى العالم أيضا ككل”.
وأضاف حنانيا خلال حديثه لقناة “الغد”،: “وبالتالي نحن نتعامل مع هذا الحدث بكل حذر وشدة، ونحن نتخذ كل الإحطياطيات اللازمة حسب البروتوكول الصحي وبحسب قرارات رئيس الوزراء، لذا لا حجاج هذا العام في بيت لحم واقتصرت الإضاءة لشجرة الميلاد على عدد محدود جدا جدا”.
ورسالتنا هي الرسالة وهي “الميلاد نور الحياة” وعلينا جميعا أن نكون حريصين على إحياء مناسباتنا الدينية والوطنية بشكل يتمشى مع الوضع القائم حتى نرسل رسالة للعالم أن هناك شعبا على هذه الأرض.
2 مليار دولار خسائر
وقال رئيس جمعية الفنادق العربية إلياس العرجا أوضح أيضا “أن حجم الخسائر التي تتعرض لها بيت لحم في موسم أعياد الميلاد تقدر بمليون و200 ألف دولار يوميا، ولم تتجاوز نسبة الإشغال في الفنادق هذا العام 2% خلافا لما كانت عليه في الأعوام السابقة، والتي بلغت فيها نسبة الإشغال 100%، حيث هناك 5 آلاف غرفة فندقية موزعة على 73 فندقا، تكبدت خسائر فادحة”.
أما رئيس غرفة تجارة بيت لحم سمير حزبون قال :”إن خسائر الاقتصاد بين السياحة والقطاعات الإنتاجية تقدر بـ2 مليار دولار”، مشيرا إلى تراجع يفوق النصف في قطاعات التجارة والصناعات التحويلية والمنشآت الصغيرة منذ بداية الجائحة”.
وأكد أن بيت لحم تكبدت خسائر أكثر من المحافظات الفلسطينية الأخرى كونها تم إغلاقها 40 يوما حينما ظهرت أولى حالات الإصابات بفيروس كورونا.
رسالة الميلاد
وأعلنت بلدية مدينة بيت لحم، “رسالة الميلاد” في ظروف استثنائية يفرضها انتشار فيروس كورونا حول العالم.
حيث جاء ذلك في مؤتمر صحفي افتراضي عقده مسؤولون فلسطينيون، عبر تقنية “زووم”، للإعلان عن برنامج احتفالات أعياد الميلاد للطوائف المسيحية.
وقال أنطون سلمان، رئيس بلدية بيت لحم، إن رسالة هذا العام “تحت شعار الميلاد نور الحياة ليكون متوافقا مع الحالة الاستثنائية وإجراءات السلامة التي يعيشها العالم في ظل جائحة كورونا”.
من جهته قال محافظ بيت كامل حميد لحم: “إن فلسطين ما زالت تئن تحت الاحتلال الإسرائيلي وأشكال الظلم والعدوان، لكننا مصرون على الخلاص وإقامة دولتنا المستقلة، وإن المدينة كانت الأولى التي تواجه فيروس كورونا، في مارس/آذار الماضي، ورغم الظروف الاستثنائية ورغم الجائحة أصرت بيت لحم على أن تقدم رسالتها”.
