فلسطين.. العدوان الإسرائيلي المتواصل يهدد بانفجار الأوضاع
في الوقت التي تدعي به حكومة الاحتلال، أنها ستقدم تسهيلات للفلسطينيين في حال ساد الهدوء في الأراضي المحتلة، يواصل مسؤولون إسرائيليون جولاتهم الاستفزازية في مدن وبلدات مدينة القدس المحتلة من خلال حملات الاقتحام، التي قادها وزير خارجية الاحتلال، يائير لابيد وغيره من المسؤولين، وكذلك السماح لغلاة المستوطنين المتطرفين وأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى.
وهذه الجولات تزامنت مع إطلاق وزير جيش الاحتلال، بيني جانتس تهديدات ضد قطاع غزة، والتي قال فيها، إن حماس والجهاد الإسلامي تعرفان جيدا ماذا سيحصل في قطاع غزة اذا ما قامتا بتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية”.
وعن لهجة التصعيد الإسرائيلية ومزاعم التسهيلات للفلسطينيين، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة: “التصعيد الإسرائيلي واستهداف الشهداء الفلسطينيين يتناقض تماما مع ما تزعمه إسرائيل بأنها ستقدم تسهيلات للفلسطينيين في شهر رمضان المبارك من خلال فتح الحواجز والسماح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى”.
وأوضح أبو سعدة، خلال حديثه لقناة “الغد”، أن السياسة الإسرائيلية العدوانية هذه ستؤدي الى توتر الأوضاع من جديد وبالتالي حدوث تصعيد في الضفة الغربية في القدس وقد يحدث ذلك في غزه.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي لديه الاستعدادات العسكرية الكاملة، فقد نشر كتائب جديدة على طول الجدار الفاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل وكذلك تعزيزات كبيره من الشرطة وحرس الحدود في مدينه القدس المحتلة وفي الداخل.
وقال أبو سعدة: “كل ذلك يأتي من أجل استباق حدوث أي عمليات، لذلك يبدو أن الأوضاع تتجه الى مزيد من التصعيد.. مزيد من التوتر في ظل حاله العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني”.
تخوفات من موجة تصعيد
وحول إمكانية حدوث تصعيد في ظل التهديدات الإسرائيلية، قال مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية، هاني المصري: “هذا يتوقف على الأعمال والإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية، فإذا واصلت قوات الاحتلال عمليات الاغتيال التي تقوم بها والإجراءات العقابية الشاملة ومس بالتسهيلات التي أعلن عنها، أعتقد أننا سنذهب الى موجه كبيره شبيه بموجة التصعيد التي شهدناها في العام الماضي”.
وأضاف المصري، خلال حديثه لقناة “الغد”: “كذلك المقاومة حذرت، على لسان قياداتها السياسية والعسكرية، من أي إجراءات تتعلق بالقدس من ناحيه منع الصلاة في المسجد الأقصى أو المساس به من خلال المستوطنين والمتدينين المتطرفين كما هو مُخطط، لأنه في هذا الشهر الفضيل أيضا هناك عيد الفصح ويخطط المستوطنون للقيام بمسيرات واحتفالات كبرى في المسجد الأقصى، وإذا نفذوا هذه الأعمال سنكون أمام تصعيد كبير”.
ولفت المصري إلى أن هناك جهودا دولية واقليمية كبيرة لمنع هذه الموجة، ولكن لا يجب أن يكون هناك مطالبة من الفلسطينيين ان يهدأوا في الوقت الذى تواصل فيه إسرائيل التصعيد، هذا التصعيد الذي وصل إلى حد خطير جدا من خلال مطالبه رئيس حكومة الاحتلال لكل من يحمل سلاح مرخص من الإسرائيليين أن يخرج به إلى الشارع، وهذا إطلاق لشريعة الغاب، وهذا معناه استباحة للدم الفلسطيني بشكل كبير.
قبة حديدية على حدود قطاع غزة
وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت تقييما أمنيا في شمالي الضفة الغربية للاطلاع على سير العمليات هناك، هذا وقد حذر وزير الجيش الإسرائيلي الفصائل الفلسطينية من أي عمل قد يجر قطاع غزة لحرب جديدة.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن المؤسسة الأمنية لديها تخوفات كبيرة من المواجهات التي اندلعت أمس بالقرب من باب العامود بالقدس.
ونقلت الإذاعة عن مصدر أمني قوله: “إذا تصاعدت الأوضاع في القدس فإن قطاع غزة ستدخل في ساحة التوترات أيضًا، وأنه تم وضع القبة الحديدية على حدود قطاع غزة بحالة التأهب القصوى”.
وأكدت قناة كان العبرية، أن قائد شرطة الاحتلال أجري مناقشات مشتركة مع ما يسمى لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست حول الأوضاع الأمنية المتوترة في الضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان والاستعداد لها. وفي وقتٍ سابق، أكدت القناة 13 الإسرائيلية، أن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، أمر الجيش بالاستعداد لعملية “حارس الأسوار 2”.
وتشهد الساحة الفلسطينية توترا متصاعدا في الضفة، كان آخرها ما جرى في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة، أمس والتي أدت إلى وقوع 19 إصابة، ويأتي ذلك وسط خشية من اندلاع مواجهات عنيفة وتكرار ما حدث العام الماضي في معركة “سيف القدس” بمايو 2021.
وهذا التصعيد دفع العديد من الدول العربية وعلى رأسها مصر، لأن تطالب حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني.
وأعرب السفير أحمد حافظ المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية عن بالغ الإدانة لما تشهده الأراضي الفلسطينية من تصعيد إسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، وما تخلَّلته من مواصلة اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين ساحة المسجد الأقصى المُبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، فضلًا عن استمرار وتيرة عمليات استهداف المواطنين الفلسطينيين، مؤكدا على ضرورة تجنب التصعيد وبشكل فوري.
كما حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من أي خطوات إسرائيلية من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد وفرض القيود على المصلين المسلمين في المسجد الأقصى.
