مر عام على الفلسطينيين ولم تنته معه الأحداث الدامية، بل استمرت الحياة بين القتل والتشريد والتهويد وسرقة مزيد من الأرض.
ووثقت إحصائية مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة هدم 734 منزلا على يد الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ بداية العام، حيث استولت إسرائيل في مايو/أيار على محمية (عين العوجا) في أريحا، وهي أكبر محمية طبيعية فلسطينية بالضفة الغربية.
وباتت مليونا دونم من أراضي الضفة المصنفة بمناطق (سي) في قبضة المستوطنين.
وكشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الاحتلال يتجه لشرعنة نحو 40 بؤرة استيطانية غير قانونية وغير شرعية أقامها مستوطنون على هيئة “مستوطنات زراعية” لتربية المواشي، من بين 50 بؤرة استيطانية من هذا النوع تسيطر على 240 ألف دونم من الأراضي، ما يوازي 7% من المنطقة سي في الضفة الغربية والتي تسيطر إسرائيل على 62% منها بشكل فعلي.
وفي الحادي عشر من مايو/أيار هزت جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، برصاص جيش الاحتلال في جنين أركان الإنسانية في العالم، وتنكرت إسرائيل من تلك الجريمة، وتواصل الاعتداء حتى على نعشها أثناء التشييع.
وسبق مقتل شيرين، وتحديدا في 12 من يناير/كانون الثاني عندما استشهد المسن عمر أسعد بعد احتجازه والاعتداء عليه بالضرب من قبل قوة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قرية جلجليا شمالي مدينة رام الله، فعرضت إسرائيل تعويضا لكن العائلة رفضت.
وتكررت ذات الجريمة في سبتمبر/أيلول للطفل ريان سليمان، 7 سنوات، الذي استشهد خوفا بعد نوبة قلبية اثر اقتحام جيش الاحتلال منزل عائلته في بيت لحم وهو ما أثار غضبا واسعا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أما الجريمة الرابعة، فكانت في أخر شهر من العام حيث استشهدت الطفلة جنى زكارنة برصاصة قناص إسرائيلي أثناء وقوفها على سطح منزلها في مخيم جنين.
فيما وصلت أعداد الشهداء إلى ما يقارب 220 شهيدا.
وشهد عام 2022، وتحديداً في أكتوبر/تشرين الأول ظهور مجموعات عسكرية فلسطينية مسلحة تُعرف باسم «عرين الأسود» في نابلس، تجمع مسلحين من فصائل مختفلة، ونفذت المجموعة سلسلة عمليات ضد الجيش والمستوطنين فاستشهد عدد من قادة «عرين الأسود»، أبرزهم إبراهيم النابلسي ووديع الحوح وسلم عدد آخر أنفسهم لأجهزة الأمن الفلسطينية نظرا للعمليات العسكرية والاغتيالات الإسرائيلية.
وحصل الشهيد عدي التميمي على رمزية كبيرة في الشارع الفلسطيني والعربي نتيجة بطولته التي مثلت نموذجاً حياً للجيل الفلسطيني الجديد، بالتمرد على فكرة الاحتلال أو الاستسلام للواقع الأمني معلناً في وصيته هدفه من عمليتيه الفدائيتين، وهو أنه يريد أن يلحقه مئات الشبان بحمل البندقية في وجه الاحتلال.
كذلك، شهد العام اقتحام جيش الاحتلال وسط مدينة رام الله، أي المنطقة التي تخضع بشكل كامل للسلطة الفلسطينية، في أغسطس/آب وإغلاق مكاتب 7 منظمات مجتمع مدني وحقوقية ومصادرة محتوياتها وتصنيفها كـ”منظمات إرهابية”.
في الخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول، وقّع 14 فصيلاً فلسطينياً في الجزائر اتفاق مصالحة كأحدث اتفاق لإنهاء الانقسام، عده محللون سياسيون وشخصيات فلسطينية بأنه نسخة أخرى لاتفاقات وتفاهمات سابقة لم تجد طريقها إلى التطبيق.
أما على الصعيد السياسي، فظلت نداءات الساسة الفلسطينيين تطالب بحماية دولية ومناشدات للتدخل، ففي 6 من نوفمبر/تشرين الثاني اتخذت لجنة الأمم المتحدة الخاصة بإنهاء الاستعمار قراراً طلبت فيه من محكمة العدل الدولية إبداء الرأي بالنواحي المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي.
وسيدخل قرار اللجنة حيز التنفيذ عندما تقره الجمعية العامة للأمم المتحدة وبذلك ستصبح فلسطين على موعدٍ مع أجراس العدل الدولية.