قبل ساعات من جولة نيويورك، في الاقتراع التمهيدي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، المزمع إجراؤها مساء غد، الثلاثاء، احتدم النقاش حول القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي في المناظرة التاسعة لحزب الديمقراطيين، إلا أن هذه القضية طالما أثارت الجدل في الانتخابات الحالية سواء وسط الجمهوريين أو الديمقراطيين.
بقيت الإجابة حول تعامل الرئيس الأمريكي مع فلسطين والحرب المتكررة على قطاع غزة مثارا للجدل والغموض، بين المرشحين لقيادة البيت الأبيض، وهي القضية التي اعترف باراك أوباما بفشله في حلها، على الرغم من مساعيه ووزير خارجيته جون كيري الحثيثة لجمع الفريق الفلسطيني والإسرائيلي معا على مائدة التفاوض، على مدار أكثر من عامين ماضيين.
تصريحات مبعثرة على مدار شهر تقريبا، للمرشحين الأربعة الكبار لخوض سباق الفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تجيب عن أسئلة حول فلسطين والعلاقة بين واشنطن وإسرائيل.
بيرني ساندرز
أصبح ساندرز المرشح الأكثر إثارة للجدل بالنسبة لإسرائيل، بعد اتهامه لأوباما بالانحياز أكثر من اللازم إلى جانب إسرائيل.
وأضاف ساندرز في حوار تلفزيوني مع قناة ABC الإخبارية مساء أمس، الأحد، أن الإدارة الأمريكية كانت داعمة بشكل غير محايد لإسرائيل ضد الفلسطينيين،.
وأكد ساندرز على تصريحات أدلى بها خلال مناظرة الديمقراطيين التاسعة التي عقدت الخميس الماضي، قائلا إن الحرب الأخيرة على قطاع غزة كانت «غير متكافئة»، وهي المرة الأولى التي يصرح فيها أحد مرشحي الرئاسة بهذا الشكل.
وأضاف ساندرز: «لا أذكر الأرقام بالتحديد، ما أذكره هو أن ما يزيد على 1500 مدني قتلوا بينما أصيب 10 آلاف مدني في غزة، هل يبدو ذلك صحيحا؟ لا أظن أنني الوحيد في هذا الاعتقاد، لأن القوة الإسرائيلية كانت تضرب بغير تمييز بشكل أكثر مما ينبغي».
ما استدعى وزير الهجرة والاستيعاب وشئون القدس زائيف ألكين لوصف تلك التصريحات بالقول: «تصريحات ساندرز حول ضحايا حرب غزة عام 2014، درب من الجنون»، مضيفا: «إن الساسة يرتكبون أخطاء أحيانا أثناء حملاتهم الانتخابية».
هيلاري كلينتون
تؤكد كلينتون، بصفتها المرشحة الأوفر حظا لنيل بطاقة الديمقراطيين لخوض السباق نحو البيت الأبيض، على قوة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، وكانت ألقت خطابا مطولا أمام «أيباك» في مارس/آذار الماضي، أشارت فيه إلى دعمها غير المحدود لإسرائيل وأمنها.
وفي مناظرة الديمقراطيين الخميس الماضي، قالت ردا على سؤال حول حرب 2014 على قطاع غزة: «إن الإسرائيليين لا يسعون إلى هذا النوع من الهجمات، لا يستدعون الصواريخ التي تنهمر عليهم كالمطر»، منتقدة مواقف منافسيها في السباق على رأسهم ترامب، وتابعت: «أمريكا لا يمكنها أن تكون محايدة فيما يتعلق بأمن إسرائيل وبقائها، أي شخص لا يتفهم ذلك لا يمكن أن يكون رئيسا لنا».
دونالد ترامب
في خطابه أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «أيباك»، اللوبي الصهيوني، قال المرشح الأقوى لنيل بطاقة ترشيح الجمهوريين لخوض سباق البيت الأبيض دونالد ترامب إنه «سينحاز إلى إسرائيل الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة في أي مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وأضاف ترامب في خطابه، في 21 مارس/آذار الماضي، أنه على الفلسطينيين «المجيء إلى طاولة التفاوض وهم يعرفون أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل غير قابلة للكسر»، مطالبا إياهم بـ «وقف الإرهاب ضد إسرائيل».
وفي سابقة من نوعها، أكد المرشح الجمهوري أنه حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة فإنه سينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
تصريحات ترامب التي أثارت جدلا واسعا الشهر الماضي، جاءت بعد انتقادات استغلها منافسوه لتقويض موقفه الانتخابي، بعدما قال في تصريحات له إنه «سيتخذ موقفا محايدا في أي مفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني».
تيد كروز
عبر موقعه الإلكتروني الرسمي «تيد كروز 2016»، يتضح دعم المرشح الجمهوري الكبير لإسرائيل، حيث يرفع شعارا هو «أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لن تذهب للسلطة الفلسطينة» و«قف مع إسرائيل» و«أمن الولايات المتحدة يتعزز بإسرائيل القوية».
وعبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قال كروز في سبتمبر/أيلول الماضي: «إن حرب إسرائيل على غزة ماهي إلا دفاع من منطلق السيادة، ضد الإرهابيين الذين تحكمهم حماس في القطاع».
ولم يتوقف كروز عند هذا الحد، بل قال: «على الولايات المتحدة أن تفعل ذات الأمر»، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس كانت مخطئة على الدوام.