يواجه المشهد السياسي الفلسطيني، تخوفات تتمثل بطبيعة الحكومة، واقتصار الانتخابات الفلسطينية على كونها استجابة لمطالبة دولية بهدف التعامل مع قيادة فلسطينية مُنتخبة، دون أن ترتبط بترتيب البيت الداخلي.
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إن هناك ملفات كثيرة لم تحسم بعد، وكنا نتمنى حسمها قبل إصدار المراسيم الرئاسية لإجراء الانتخابات الفلسطينة.
وأصدر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء أمس الجمعة، مرسوما رئاسيا بشأن إجراء الانتخابات العامة على 3 مراحل.
وأكد رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية حنا ناصر أن التسجيل للانتخابات متاح بدءا من اليوم السبت الموافق 16 يناير كانون الثاني الجاري.
وأعرب ناصر عن أمله في أن تجرى الانتخابات في القدس، مشيرا إلى أنه سيتم توجيه دعوات لمؤسسات دولية لمراقبة الانتخابات.
وأوضح الرقب، في تصريحات لـ«الغد» أن هذه الملفات تتمثل في إعادة الحقوق لأهل قطاع غزة الذي تعرض سكانه لعقوبات عالية جدا، مشددا على ضرورة الاستعداد لهذا الحق الديمقراطي الغائب منذ قرابة 15 عاما.
وأشار الرقب إلى أن هناك تخوفات كثيرة أبرزها الجهة التي ستشرف على هذه الانتخابات في غزة، هل ستكون حماس، أو القضاء التابع للحركة أو غير ذلك؟
وأكد أن إعادة ترشح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للرئاسة غير صحي لإحياء الحالة الديمقراطية، معتقدا أنه لن يتم الوصول لقائمة مشتركة بين حركتي فتح وحماس.
وقال عضو المجلس الثوري لـ«فتح» حنا عيسى، إن الحركة لديها برنامج سياسي، وكذلك حماس، لذلك كان لا بد من توافر إجماع وطني لإجراء هذه الانتخابات.
وتساءل عيسى عما إذا كانت هذه الانتخابات ستنهي الانقسام الفلسطيني أم لا، موضحا أن الإجابة ستكون خلال الأيام المقبلة، حيث المطلوب بلورة جميع الاتجاهات الوطنية في الساحة الفلسطينية.
من جانبه يرى رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، صلاح عبد العاطي، أن الفلسطينيين متفاءلون من إصدار المراسيم الرئاسية، وكذلك غالبية الفصائل رحبت بالخطوة، لكن كل هذا يمكن أن ينقلب إلى انتكاسة إذا بقت حالة الغموض والتناقض فيما يتعلق بالاتفاق على توفير الضمانات بإجراء انتخابات قانونية.
وأوضح عبد العاطي، أننا أمام مجموعة من السيناريوهات، أولها أن ينجح الفرقاء في التوافق على كل متطلبات إجراء العملية الانتخابية السياسية من ثوابت وطنية وشرعية دولية وبرنامج وطني، لتجاوز التجارب السابقة.
وأشار أيضًا إلى أنه لا يوجد توافق بين حركتي (فتح وحماس) طوال 14 عاما، ولا يزال هناك غياب في الاتفاق على الضمانات، ولكن أيضا الانتخابات فرصة لإنهاء الانقسام ومقاومة الاحتلال.
ورحبت الفصائل الفلسطينية بإعلان مواعيد إجراء الانتخابات الفلسطينية، وفي بيان له قال تيار الإصلاح في حركة فتح إن هذه الخطوة تأخرت كثيراً، لكنها تُعد السبيل الأمثل لتجاوز الانقسام وتبعاته، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسسٍ ديمقراطية.
كما رحبت حركة حماس بقرارات الرئيس محمود عباس وأكدت أهمية تهيئة المناخ لإجراء انتخابات نزيهة يعبر فيها الناخب الفلسطيني عن إرادته دون أي ضغوط.
