فلويد يضع الغرب في مواجهة الماضي الاستعماري

لم يضع حادث مقتل الرجل الأسود من أصول أفريقية “جورج فلويد” على ركبة شرطي أمريكي خنقا منذ أسبوعين، ماضي العنصرية في الولايات المتحدة وما تم من جرائم في قرون سابقة مع الهنود الحمر “السكان الأصليين”، والأفارقة الذين تم جلبهم كـ”عبيد” في مواجهة تحمل في طياتها كشف حساب عما سبق، ولكن جاء حادث “فلويد” بثورة أحفاد من نكّل الغرب الأوروبي بأجدادهم، الذين نًقلوا من بلدانهم في أفريقيا أو أواسط آسيا، لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وسط ملامح من الأحفاد ومعهم من البيض من هم ضد العنصرية، ليدفع الغرب هذه الفاتورة حتى لو كان معنويا أو بإسقاط تماثيل من قادوا المنهج العنصري في قرون سابقة.

محاصرة التماثيل 

وأصبحت التماثيل هدفا لمحتجين مناهضين للعنصرية يعبرون عن رفضهم للماضي الاستعماري لبريطانيا، وذلك في إطار احتجاجات منذ وفاة الأمريكي الأسود جورج فلويد.

محتجون يسقطون تمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستون في بريستول بإنجلترا

وحطم محتجون مشاركون في موجة احتجاجات عالمية في مدينة بريستول يوم الأحد تمثال إدوارد كولستون، الذي جنى ثروة في القرن السابع عشر من تجارة العبيد.

دفاعا عن تشرشل

فيما غطى مسؤولون تمثال وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، أمام مبنى البرلمان بألواح بعدما تعرض للتخريب على يد محتجين.

وعلق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بأن تهديد محتجين بمهاجمة تمثال لونستون تشرشل “مُخز وسخيف” في أقوى تصريحات له حتى الآن بشأن اتجاه متصاعد لتحدي إرث زعماء الماضي.

وأضاف: “نعم، كان يعبر في بعض الأحيان عن آراء غير مقبولة لدينا اليوم، لكنه كان بطلا ويستحق تماما هذا النصب التذكاري. لا يمكننا الآن أن نحاول تعديل ماضينا أو إخضاعه لمقص الرقابة، لا يمكننا أن نتظاهر بأن لدينا تاريخا مختلفا”.

ليوبولد الثاني في بلجيكا

وسط زخم انتشار مظاهرات دولية مناهضة للعنصرية إثر مقتل “فلويد”، تم تخريب أحد تماثيل ملك بلجيكا السابق ليوبولد الثاني، ما أعاد للأذهان مطالب متعلقة بجرائم بلجيكا الاستعمارية في الكونغو، حيث يتهم ليوبولد الثاني، الذي تولى حكم بلجيكا منذ عام 1865 وحتى وفاته عام 1909، بالوقوف وراء جرائم تطهير عرقي أدت إلى مقتل الملايين من السكان المحليين خلال فترة خضوع الكونغو لملكيته.

وتطالب مجموعات حقوقية مناهضة للعنصرية بإزالة شتى التماثيل والآثار التي تحيي ذكرى واسم ليوبولد الثاني في بلجيكا، كما تطالب بدفع تعويضات مالية للكونغو الديمقراطية عما ارتكب بحق مواطنيها إبان الاحتلال البلجيكي الذي استمر حتى عام 1960.

 جيمس كوك في أستراليا

في حين اعتقلت الشرطة الأسترالية امرأتين ، في سيدني بعدما شوهتا تمثالا للمستكشف البريطاني جيمس كوك، قبطان أول سفينة غربية تصل إلى الساحل الشرقي لأستراليا.

تمثال جيمس كوك في سيدني

وتلقت شرطة نيو ساوث ويلز بلاغا بتشويه تمثال كوك في هايد بارك بمنطقة وسط أكبر مدن أستراليا قبل اعتقال المرأتين وهما في أواخر العشرينيات.

وقالت الشرطة في بيان إنها عثرت مع المرأتين على حقيبة بها عدد من علب الطلاء بالرش.

وأضافت أنه تم رفض الإفراج عنهما بكفالة ووجهت لهما تهم تدمير وإتلاف ممتلكات.

وطالب متظاهرون خرجوا إلى الشوارع في أعقاب وفاة الأمريكي الأسود جورج فلويد بعد احتجاز الشرطة بإعادة النظر في تراث بعض مهندسي عهد الاستعمار وتدمير تماثيلهم.

إلقاء كريستوفر كولومبوس في بحيرة

في حين قام متظاهرون مناهضون للعنصرية في ولاية فرجينيا الأمريكية بإسقاط تمثال كريستوفر كولومبوس في حديقة بيرد بريتشموند، ثم لفه في علم محترق وإلقائه في بحيرة.

وركزت بعض التحركات المدنية على المعالم التي تمجد الماضي الاستعماري للدول والتي يعتبرها البعض مسيئة في مجتمع اليوم متعدد الأعراق. وهدم المتظاهرون التماثيل المرتبطة بالإمبراطورية وتجارة الرقيق.

وولد كولومبوس في جنوة بإيطاليا عام 1451 وفتحت رحلاته عبر المحيط الأطلسي الطريق للاستعمار الأوروبي للأمريكتين، ووصل كولومبوس لأول مرة إلى الأراضي الأمريكية في 12 أكتوبر عام 1492 وهو التاريخ الذي أصبح عطلة اتحادية في الولايات المتحدة باسم يوم كولومبوس.

مسيرة لحملة “حياة السود مهمة” في شوارع طوكيو

وشارك آلاف المحتجين في مسيرة حملة “حياة السود مهمة” (بلاك لايفز ماتر) ، داعين لإنهاء التمييز العنصري وانتهاكات الشرطة بعد مقتل جورج فلويد ، حيث خرجت المسيرة في منطقتي شيبويا وهاراجوكو بالعاصمة اليابانية وردد المتظاهرون هتافات وحملوا لافتات كتبوا عليها “العنصرية وباء” و”لا سلام بلا عدالة”.

امرأة خلال مسيرة لحملة “حياة السود مهمة” في طوكيو

وقال شو فوكوي (22 عاما) لرويترز “الدعاء له لا يكفي… نحتاج لتغيير المجتمع، ليس فقط من أجل جورج، لكن أيضا من أجل من ماتوا من قبل”.

وقال ناهو إيدا (44 عاما) “في اليابان هناك يمينيون متطرفون يتبعون أسلوبا تمييزا مع الأعراق الأخرى. الكوريون والصينيون في اليابان يتعرضون لخطاب الكراهية.. يتعين عدم السماح بهذه الأمور وينبغي لنا معارضتها”.

10 آلاف متظاهر في زوريخ

شارك أكثر من عشرة آلاف متظاهر في مسيرة مناهضة للعنصرية في زوريخ أمس السبت بينما رشقت مجموعة صغيرة من المتظاهرين اليساريين الشرطة بمقذوفات مع تراجع أعداد المشاركين في المسيرة.

وردد المتظاهرون الذين اتشح معظمهم بالسواد هتافات “حياة السود مهمة” و”لا عدالة .. لا سلام” و”قولوا اسمه: جورج فلويد” وساروا عبر وسط زوريخ المركز التجاري في سويسرا حيث انضم إليهم آلاف آخرون في عدة مدن سويسرية.

زيادة التقارير حول الحوادث العنصرية في ألمانيا

ورصدت وكالة مكافحة التمييز في ألمانيا زيادة حادة في التقارير الواردة إليها عن وقائع ذات طبيعة عنصرية خلال عام 2019، وحث رئيس الوكالة السلطات على علاج أوجه القصور المؤسسي التي تعوق مكافحة العنصرية.

ونُشرت هذه الأرقام بعد عطلة نهاية أسبوع غصت فيها شوارع أوروبا بعشرات آلاف المتظاهرين الذي خرجوا لإبداء التأييد لحركة “حياة السود مهمة”.

وتسلط الإحصاءات الضوء على أن العنصرية المؤسسية والتمييز ليس شيئا تتفرد به الولايات المتحدة.

وأشار التقرير السنوي للوكالة، الذي نشر يوم الثلاثاء الماضي، إلى زيادة أعداد الشكاوى التي تلقتها عبر الخط الساخن للنصح والإرشاد بنسبة 10% إلى 1176 شكوى.

محتجون يرفعون قبضاتهم في الهواء احتجاجا على العنصرية خلال مظاهرة في روما
مظاهرات ضد العنصرية في برلين

وفي إحدى هذه الشكاوى، تحدثت مصففة شعر عن زبونة كانت تصيح بألفاظ عنصرية في أرجاء الصالون وهي تطلب الخدمة من الشخص الذي يقوم عادة بتقديم خدمة تدليك الرأس لها.

وكتب تلميذ “أهان طفل أخي في المدرسة بسبب سواد بشرته. بعدها ضربه أمام المعلم الذي رأى كل شيء لكنه لم يفعل شيئا”.

وقال برنارد فرانك رئيس الوكالة فى مؤتمر صحفى إن الشرطة “ليست خالية من التمييز مثلما يميل بعضنا للاعتقاد”.

وقال فرانك “لقد شهدنا 200 حالة لأشخاص أوقفتهم الشرطة بسبب المظهر فقط”.

وأضاف أن نصف الولايات الاتحادية في ألمانيا فقط أنشأت وكالات خاصة لمكافحة التمييز وهو أحد أوجه القصور المؤسسي الذي يعرقل مكافحة العنصرية.

ولأسباب من بينها تاريخ ألمانيا في الإبادة الجماعية في الحرب العالمية الثانية، تتوخى البلاد الحذر من عنف النازيين الجدد، على غرار هجوم بالرصاص على معبد يهودي في العام الماضي قُتل فيه اثنان من المارة، وتحظى الأشكال الأخرى من العنصرية باهتمام أقل.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]