ما زالت كرة الثلج تتدحرج في فنزويلا، وما زالت الأحداث تتصاعد، وفي تطور جديد أعلن البرلمان الفنزويلي، الذي تسيطر عليه المعارضة، حال الطوارئ اليوم الإثنين.
وتأتي الخطوة الجديدة بعد أربعة أيام من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، كما جاءت بناء على طلب خوان جوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة.
وأورد المرسوم، الذي تقدم به جوايدو ووافق عليه البرلمان، “أعلنت حال الطوارئ على كل التراب الوطني، بسبب الوضع المفجع في البلاد، جراء انقطاع الكهرباء”، مناشدا “التعاون الدولي” لمعالجة الأزمة في فنزويلا.
ودعا جوايدو “جميع سكان” فنزويلا إلى التظاهر مجددا في كراكاس و”في كل مكان” الثلاثاء في الساعة 15,00 (19,00 ت ج)، قائلا “غدا، في الساعة الثالثة، كل فنزويلا إلى الشارع”، داعيا قوات الأمن والجيش إلى “عدم منع أو عرقلة” تلك التظاهرات.
وأضاف جوايدو “كلا، الوضع ليس عاديا في فنزويلا، ولن ندع هذه المأساة تصبح طبيعية”، معددا الأزمات التي يعانيها السكان، وخصوصا أزمة المياه، التي تفاقمت في اليوم الرابع من انقطاع الكهرباء.
والأحد، أكد وزير الداخلية فلاديمير بادرينو، أن البلاد هادئة. وبصفته رئيسا انتقاليا اعترفت به أكثر من خمسين دولة، طلب جوايدو من “السفراء”، الذين عينهم لتمثيل فنزويلا في الخارج، أن ينسقوا الدعم الدولي.
في المقابل، يعتبر الرئيس نيكولاس مادورو، أن أزمة الكهرباء ناتجة من هجوم “إلكتروني” دبرته الولايات المتحدة مع المعارضة، الأمر الذي وصفه جوايدو بأنه “سيناريو هوليوودي”، منددا أمام النواب بـ”الفساد” الذي يسود دوائر الدولة المكلفة تأمين الكهرباء، علما بأن إنتاج وتوزيع الكهرباء تم تأميمهما في العام 2007.
انفجار
لكن أزمة الطاقة مستمرة، وفجر الإثنين، انفجرت منشأة كهربائية في كراكاس لأسباب غير معروفة، وتم نهب متاجر الأحد.
وبدأ النقص في المياه والمواد الغذائية يزداد إلى درجة أعلنت الحكومة، أنها ستبدأ الإثنين توزيع سلع ضرورية في الأحياء الشعبية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، فرضت واشنطن، الإثنين، عقوبات على مصرف روسي لـ”دعمه” السلطة في كراكاس، وتم تجميد أصول مصرف “افروفايننس موسناربنك” في الولايات المتحدة ومنع الأمريكيون من التعامل معه.
وسبق أن أعلنت حكومة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض عقوبات اقتصادية، وخصوصا على شركة النفط الوطنية الفنزويلية، وأكدت الأسبوع الماضي، أنها ستوسع هذه العقوبات بحيث تشمل مؤسسات مالية أجنبية “ضالعة في مساعدة عمليات غير قانونية تعود بالنفع على نيكولاس مادورو وشبكته الفاسدة”.
ولا يملك جوايدو وسائل ملموسة لتنفيذ حال الطوارئ، فالجيش ليس في يده، وكذلك الشرطة، إذ لا يزال مادورو يسيطر عليهما، لكنه بخطوته هذه قد يمهد لتدخل أجنبي تحت شعار المساعدة الإنسانية.
وتستمر المواجهة بين جوايدو ومادورو منذ 23 يناير/ كانون الثاني ، حين أعلن جوايدو نفسه رئيسا بالوكالة، رافضا الاعتراف بإعادة انتخاب خصمه في عملية ندد بها المجتمع الدولي.
ويسود الغموض الوضع في المستشفيات والمناطق البعيدة، وخصوصا مع تسجيل أعمال نهب، الإثنين، في ماراكايبو.
ومنذ الخميس في الساعة 16,50 (20,50 ت ج) تعاني فنزويلا أزمة كهرباء ومياه عطلت وسائل النقل والتواصل.
وتقول منظمات غير حكومية، إن الأزمة تسببت حتى الآن بوفاة 15 مريضا، على الأقل، في المستشفيات، التي تفتقر في غالبيتها إلى مولدات كهرباء، ولكن في غياب أي حصيلة رسمية تستحيل معرفة ما يحصل فعليا في البلاد.
وكان وزير الصحة، كارلوس ألفارادو، نفى بعد ظهر الأحد هذه الحصيلة.
ولا يملك البرلمان أو “الجمعية الوطنية” أي سلطات سياسية بعدما همشه مادورو عقب تشكيله “الجمعية التأسيسية” المكونة من أنصاره عام 2017.