أصبحت فنلندا بشكل رسمي، العضو الـ 31، في حلف شمال الأطلسي الناتو ، في خطوة وصفها مراقبون بـ «التحول الاستراتيجي»، والتي نتجت عن الحرب في أوكرانيا، حيث أنهت تلك الخطوة 7 عقود من عدم الانحياز العسكري لفنلندا .
وبدأت الخطوة منذ مايو الماضي، عندما قدمت كل من فنلندا والسويد طلبا للانضمام إلى الحلف، لكن العملية تأخرت بسبب اتهام تركيا للدولتين بدعم جماعات تعتبرها أنقرة إرهابية.
وفي الأسبوع الماضي، صادق البرلمان التركي على انضمام فنلندا للناتو لتكون عملية انضمامها هي الأسرع على الإطلاق .
ويضع الانضمام إلى الناتو، فنلندا تحت المادة الخامسة للحلف، التي تشير إلى أن أي هجوم على عضو في الناتو، يعتبر هجوما ضد أعضاء الناتو جميعا.
وفي المقابل دخول فنلندا يعني دخول جيشا قويا إلى التحالف، حيث يتكون الجيش الفنلندي من 280 ألف عنصر، كما تمتلك فنلندا واحدة من أكبر ترسانات المدفعية في أوروبا.
علاوة على ذلك، فإن موقعها الاستراتيجي يعزز دفاعات الناتو على الحدود الممتدة من دول البلطيق، ويضاعف تقريبا حدود التحالف المواجهة لموسكو حيث تمتلك فنلندا حدودا بطول 1300 كيلومتر مع روسيا.
وأثار انضمام فنلندا للناتو غضب روسيا التي قللت من الأمر في البداية، لكنها صعدت لهجتها بمرور الوقت وأعلنت أن فنلندا والسويد ستكونان هدفا مشروعا لها حال انضمامهما للناتو ، واعتبر الكرملين أن عضوية فنلندا في الناتو هجوم على الأمن الروسي .
من جانبه، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، إن بلاده ستشكل 12 وحدة وفرقة في منطقتها العسكرية الغربية لتعزيز إمكاناتها العسكرية في الاتجاهين الغربي والشمالي الغربي.
التهديدات الروسية
وقالت تاريا كرونبرج عضوة سابقة في البرلمان الفنلندي، عبر برنامج مدار الغد، إن انضمام فنلندا إلى الناتو سيحمي البلاد من أي تهديدات روسية، خاصة بعد محاولات روسيا غزو أوكرانيا وتدخلها عسكريا للسيطرة على البلاد العام الماضي.
وأضافت كرونبرج، أن الشعب الفنلندي هو من اختار الانضمام للناتو منذ سنوات طويلة، معتبرة أن الانضمام اليوم للناتو بمثابة انتصار كبير لشعب فنلندا
أمن الحدود
وأشارت ألكسندر جورنوف، أستاذ العلوم السياسية بمعهد موسكو للعلاقات الدولية ، عبر برنامج مدار الغد، إن ما حدث في أوكرانيا، هو مجرد عملية عسكرية وليست تدخلا عسكريا أو حرب بين بلدين.
وقال جورنوف، إن هدف روسيا من هذه العملية العسكرية حماية الحدود الروسية، مشيراإلى أن أوكرانيا لديها طموحات في الانضمام إلى الناتو، ما أثار المخاوف الروسية.
وأضاف، أن فنلندا لم تدخل في صراع مع روسيا، ولديهما علاقات جيدة، على عكس أوكرانيا، التي أصبحت معادية لروسيا خلال التسع سنوات الأخيرة.
