«فنلندا و السويد».. من الحيادية مع روسيا إلى الانخراط في العسكرة
كتب: أسامة حميد
تسعى كل من السويد وفنلندا إلى الانضمام لحلف الناتو بعد عقود من سياسة الحيادية والنأي بالنفس عن الصراع بين الغرب و رروسيا.
ويأتي قرار هذه الدول المحايدة في أعقاب استشعارالساسة هناك بالخطر و احتمال التعرض أن تصبحا مسرحاً لعمليات عسكرية روسية قادمة.
نحاول في هذا التقرير إلقاء الضوء على التاريخ الدموي في علاقات هذه الدول مع روسيا.
سياسة الحياد
في أقصى الشمال الأوروبي تقبع دولة تتخذ سياسة الحياد الودي مع موسكو بعد معاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفييتي في أعقاب الحرب العالمية الثانية آنذاك، إنها فنلندا؛ تلك الدولة الأوروبية التي عاشت يوماً ما ذات الظروف الشبيهة بالجغرافيا الأوكرانية مع فارق الخط الزمني حيث نالت استقلالها الذاتي عن روسيا سنة ألف و تسعمئة و سبعة عشر من القرن الماضي
1300 كيلو من الحدود المشتركة بين فنلندا و روسيا تكفي كي تخبرك عن تاريخ دموي بين البلدين، لقد كانت فنلندا ساحة المعارك بين السويد وروسيا منذ القرن الثاني عشر لتبرز فيما بعد حرب الشمال الكبرى، حيث سيتنازل السويديون عن فنلندا التابعة لهم، وستحاول روسيا إضفاء الطابع الروسي على فنلندا عبر فرض اللغة الروسية و تجنيد شعبها، كان ذلك 1899
في تلك الفترة كان لا بد من الوقوف على أطلال التاريخ، لكنه لن يصبح أثراً بعد عين؛ فالتاريخ فلسفة استيراتيجية قائم على الماضي و الحاضر والمستقبل ضمن مختبر السياسة، حرب الشتاء في ثلاثينيات القرن الماضي اجتاحت روسيا فنلندا لذات الأسباب التي دخلت فيها إلى أوكرانيا، كانت موسكو في حينها تخشى أن تتحول إلى قاعدة عسكرية يستخدمها أعدائها و من بينهم ألمانيا بكل تأكيد في ذلك الوقت
11 حربا بين السويد وروسيا
ما بين القرن الخامس عشر و التاسع عشر كانت أحد عشر حرباً بين السويد و روسيا وما بينهما كانت فنلندا القاسم المشترك المطل على بحر البلطيق و حساسية لعنة الجغرافيا التي عادة ما يدفع ثمنها دم و حروب و تنافس اقتصادي و في بعض الأحيان تنافس ديني بين شرق أوروبا و غربها
لم تسمح موسكو لأوكرانيا بأن تكون جزءاً من الناتو ليصبح على حدود روسيا. فكيف إذاً ستسمح لفنلندا و في أطول الحدود معها؟.
تلك معادلة أخرى وقد تقترب من تشابك التعقيدات حيال ما يمكن أن تفعله موسكو بكل الأحوال فإن عقدة التاريخ و الجغرافية ماثلة بشكل واقعي أمام هيستريا السياسات والحروب والمصالح .. لم تلتقط الكاميرات التي لم تكن مخترعة في ذلك الوقت مشهد دوقية موسكو الكبرى سنة 1713 والتي هددت شرق فنلندا، منذ ذلك الحين تحولت فنلندا إلى دولة أشبه ما تكون تابعة لروسيا إلى أن سقط الاتحاد السوفييتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي
في كل الأحوال فإن فنلندا و السويد تضعان ظلال التاريخ نصب أعين سياستهما الحالية
