فورين بوليسي: أمريكا أمامها فرصة ذهبية لحصاد مكاسب رحيل بريطانيا عن أوروبا
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إنه على الرغم من أن الحكمة التقليدية تقول إن قرار الناخبين البريطانيين بمغادرة بلادهم للاتحاد الأوروبي سيكون سيئا للولايات المتحدة، إلا أن أمريكا يمكن أن تجني ثمار خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية، بقدر من التخطيط الحريص.
وأشارت المجلة إلى أن البيت الأبيض يعارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن هذا خلال زيارته للندن هذا الأسبوع، لكن بالتركيز على سلبيات خروج بريطانيا، فإن الإدارة الأمريكية ربما تكون تخسر بعض الإمكانيات. ففي الواقع يمكن أن يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وببعض السياسات الأمريكية الذكية، أن يكون فرصة لتعميق التحالف الأمريكي البريطاني وسيعزز على الأرجح المشروع الأوروبي المضطرب في هذه العملية.
ويقول كاتب التقرير بيتر هارل إنه بحكم خبرته كمسئول سابق بالخارجية الأمريكية، يفهم رغبة الدبلوماسيين الأمريكيين لبقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبي، فبريطانيا تعد بمثابة حليف لمواقف أمريكا في المفاوضات مع بروكسل. ولعبت بريطانيا دورا هاما فى إقناع الاتحاد الأوروبي بالتحالف مع أمريكا فى فرض عقوبات على روسيا عام 2014 وفي المحاولات الأخيرة لمحاربة داعش، كما يتذكر المسئولون الأمريكيون الأزمة المالية عام 2008 واضطرابات السوق التي حدثت بسبب أزمة الديون السيادية اليونانية، ويشعرون بالقلق من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يروع الأسواق العالمية. إلا أن هذه المخاوف يتم المبالغة فيها.
والحقيقة البسيطة، كما تقول الصحيفة، هى أن علاقة أمريكا بالدول الأساسية فى أوروبا قوية بما يكفى حتى أن الولايات المتحدة ينبغى أن تكون قادرة على تحقيق تحالف مع الاتحاد الأوروبى فى القضايا المتعلقة بسوريا وروسيا، حتى لو خرجت بريطانيا من الاتحاد.
واستطاعت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة أن تعمق علاقتها فرنسا وإيطاليا والأطراف الأوروبية الأخرى حول القضايا الرئيسية مثل مكافحة الإرهاب وأزمة الهجرة الأوروبية. وصحيح أن خروج بريطانيا سيجبر الدبلوماسيين الأمريكيين على قضاء وقت أكبر فى العواصم الأوروبية الأخرى وأقل فى لندن، لكنهم سيكونون قادرين على التكيف مع الظروف الجديدة.
وتتابع الصحيفة قائلة، إن المخاطر الاقتصادية لخروج بريطانيا يمكن احتواؤها. ففي ظل ما تظهره استطلاعات الرأى بتقارب بين الرافضين والمؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد، فإن الأسواق ستحتاج وقتا للتكيف، وقرار المغادرة لن يكون صادما. وأكدت أن خروج بريطانيا لن يكون كارثة دبلوماسية واقتصادية لأمريكا، بل ربما تستطيع الولايات المتحدة الاستفادة منه بتعزيز علاقة التحالف القديمة بين البلدين وتعميق التعاون بينهما بشكل ليس ممكنا مع وجود بريطانيا في الاتحاد، وذلك فيما يتعلق بقضايا التنمية والأمن العالمي.
