مع اعتبار كثيرين فوز دونالد ترامب، بالرئاسة في أمريكا انتصاراً لليمين المتطرف وللتيارات الشعبوية في أمريكا، وأوروبا والعالم، يقول أنتوني لين، الكاتب والناقد السينمائي في مجلة نيويوركر الأمريكية، أن البعض خارج الولايات المتحدة، سر بفوز المرشح الجمهوري، ومنهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيسعى، إذا وفى الرئيس المنتخب بوعده بخفض الدعم الأمريكي لحلف الناتو، إلى اقتناص الفرصة وغزو لاتفيا.
وكتب المعارض الروسي غاري كاسباروف على تويتر، ساخراً من نتيجة الانتخابات الأمريكية: “حل الشتاء هنا”، بينما قدمت مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية، في فرنسا، تهانيها عبر تويتر “لا للفائز فحسب، بل لجميع الأمريكيين”. وأضافت كلمة” الحرية” بما يوحي بأن الأمريكيين كانوا، حتى اليوم، مقيدين. وأصدر، فلوريان فيليبوت، نائب رئيس الجبهة الوطنية، بياناً مقلقاً قال فيه: “عالمهم ينهار. لقد ولدنا”.
هزيمة للمرة الثانية
ويقول لين: “لم يوضح فيليبوت من يعني بقوله هم… ولكن قد يصح التخمين بأنه يشير إلى النخبة الحاكمة” التي نادراً ما استقطبت رضا أحد، وغالباً ما كانت محتقرة من قبل حركات شعبوية في كل مكان حول العالم. ويعتبر أن فيليبوت، وهو ليس معتدلاً في آرائه، اضطر لأن يربط بين اختيار ترامب ورفض الأمريكيين لأن تملى عليهم قراراتهم من طبقة حاكمة هزمت الآن للمرة الثانية، بعد بركزيت”.
نتيجة غير متوقعة
وهناك بالتأكيد ما يدعو للربط بين ما جرى في يوم الانتخابات الأمريكية، وما جرى في المملكة المتحدة، في ٢٣ يونيو( حزيران). بداية كلا النتيجتين كان غير متوقعاً، وكلاهما جاء نتيجة مخاوف من العمالة المهاجرة وأثر العولمة على دول صناعية سابقة، والحلم (رغم عدم توفر خطة ملموسة) بنهضتها.
والسبب الثالث هو أن بركزيت وفوز ترامب، يعبران كما ورد على لسان مراسل رفيع لمحطة بي بي سي البريطانية “عن تلك المشاعر تجاه النخبة الحاكمة والتي بدأت منذ عام 2008، عندما حمل الناس الحكومات والمسؤولين عن القطاع المصرفي مسؤولية الانهيار الاقتصادي”.
المقارنة بحذر
ورغم أوجه الشبه بين التجربتين الديموقراطيتين البريطانية والأمريكية، يدعو لين إلى توخي الحذر عند المقارنة بينهما. فبركزيت لم يحصل نتيجة التذمر من حكومة منتخبة لأخطاء وقعت بها، بل ضد مجلس غير منتخب يمارس أعضاؤه أعمالهم في أوروبا، والذي، كما قال المعارضون له، يمارس سلطات البرلمان في وستمنستر.
ويرى الكاتب أن المشكلة ليست في السيادة، وإنما عندما يتبع مسوؤل كاره للأجانب أسلوباً منفراً في زرع الخوف والشك في من هم غير أمريكيون، أو من يسعون للهجرة إلى أمريكا.
هجمات
وبالمقارنة مع الحملة الانتخابية الأمريكية، نادراً ما خرج سياسي بريطاني وهاجم الأقليات، أو النساء، كما فعل ترامب عندما اتبع خطاباً عنصرياً قديماً لم يعد يصلح اليوم، عندما سأل مؤيدوه هل تعتقدون حقاً أنه من الحكمة السماح لأمريكي من أصل أفريقي بأن يكون رئيساً لأمريكا لمدة ثماني سنوات؟”. ولا حاجة للتذكير بنظرته لمنافسته المرشحة السابقة هيلاري كلينتون التي تعامل معها كأنها ساحرة من القرون الوسطى، أو مجرمة.
ضياع فرصة
ويقول لين: “اليوم فقط يستطيع العالم أن يفكر للحظة بأن أقوى بلد في العالم ضيع في يوم 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الفرصة لأن تحكمه امرأة، كما هو الحال في ألمانيا وبريطانيا وكوريا الجنوبية وليبيريا وليتوانيا وتشيلي وتايوان وكرواتيا وإستونيا وموريشيوس ونيبال، فضلاً عن دول أخرى كثيرة
وقد شغلت الشيخة حسينة منصب رئاسة الوزارة في بنغلادش منذ عام 2009، ومن عام 1996 إلى 2001. كما شغلت منافستها السابقة، خالدة ضياء، المنصب في عام 1991، ومرة ثانية من عام 2001 إلى 2006.
ويقول الكاتب إنه قد يحلو لترامب الإشارة إلى كلا السيدتين أنهما مسلمتان. وقد تلقى لتوه رسالة ودية من الشيخة حسينة تدعوه فيها والسيدة ميلانيا لزيارة بنغلادش “في الوقت المناسب”.