شوقي عبد الحميد
وجه مرشح المعارضة في إعادة الانتخابات البلدية المثيرة للجدل في إسطنبول ضربة قوية وصفعة على جبين الحزب الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب إردوغان، بعد فوز مريح الأحد.
قال نائب رئيس الأمانة الفيدرالية للاندماج والهجرة بالحزب الاشتراكي الألماني، حسين خضر، إن سكان مدينة إسطنبول صفعوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقابا على ممارساته الديكتاتورية.
وأوضح خضر، أن يونيو هو شهر الصفعات للرئيس التركي وجماعة الإخوان الإرهابية، الأمر الذي وضح في فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري بمقعد إسطنبول.
وأكد خضر، في تصريحات خاصة، أن انتخابات إسطنبول التي فاز بها مرشح المعارضة، أكرم إمام أوغلو، أظهرت حقيقة النظام القمعي التركي المتعاون مع الجماعة الإرهابية، المعارض للديمقراطية.
يذكر أن الحزب الاشتراكي الألماني هو الشريك في السلطة مع الحزب المسيحي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، وهو صاحب ثأني كتلة بالبولدستاغ الألماني، وكانت له تعليقات سلبية على إلغاء أردوغان لفوز أوغلو السابق بمقعد إسطنبول.
وأكد خضر أن النظام التركي رفض نتيجة انتخابات ديمقراطية لمجرد أنها قد أتت بما لا يرغب فيه، وأن الشعب التركي في إسطنبول قام بمعاقبة أردوغان على ممارساته الديكتاتورية.
وأوضح أن نظام أردوغان، خطط بأن تكون انتخابات الإعادة في فترة الإجازات التي يذهب فيها العديد من الناخبين إلى أماكن بعيدة عن مساكنهم ولجانهم الانتخابية لقضاء العطلة، ولكن الشعب التركي لم يقع في هذا الفخ.
وتابع: “كسر الأتراك إجازتهم ومنهم من لغاها ليعود ويقول لهذا النظام الفاسد كفى وحل عنا ليقول إن النهاية قد اقتربت”.
وأردف: “عنجهية الخلافة العفنة جعلت من صفع مرة في مارس يدير وجهه لصفعة ثانية في يونيو”.
وتساءل خضر:” والآن ماذا يقول أردوغان؟! ما هي الحجة التي سوف يبحث عنها هذه المرة؟!”.
وأكد خضر، أن من يفوز بالمحليات في أسطنبول، بحسب الأعراف التاريخية، يحكم تركيا بعدها، وذلك يتضح إذا تابعنا تاريخ الأحزاب التركية.
وخسر مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم مقرا بهزيمته، وأظهرت النتائج شبه النهائية التي نشرتها وسائل الإعلام التركية حصول مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو على نسبة 53,69% من الأصوات مقابل 45,4% ليلدريم، بعد فرز أكثر من 95% من الأصوات.
ولا يشكل اقتراع إسطنبول الأحد مجرد انتخابات بلدية بل أيضا امتحان لشعبية أردوغان وحزبه في وقت تواجه فيه تركيا صعوبات اقتصادية كبيرة، ولم يتردد أردوغان بالقول إن من يفز في إسطنبول يفز بتركيا.
وكان الرهان بالنسبة إلي أردوغان هو الاحتفاظ بالعاصمة الاقتصادية لتركيا البالغ عدد سكانها 15 مليون نسمة ويسيطر عليها حزبه منذ 25 عامًا، أما المعارضة، فترى في هذه الانتخابات فرصة لتكبيد أردوغان أول هزيمة كبيرة يُمنى بها منذ 2003.
وكان حزب العدالة والتنمية فقد أيضاً في الانتخابات السابقة نهاية مارس العاصمة أنقرة بعد هيمنة الإسلاميين المحافظين عليها طوال 25 عاماً، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب مع نسبة تضخم بلغت 20% وانهيار الليرة التركية ونسبة بطالة مرتفعة.
وفي أول تعليق له اعتبر مرشح المعارضة التركية أكرم إمام أوغلو الأحد أن فوزه في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول يشكل “بداية جديدة بالنسبة إلى تركيا”.
وصرح إمام أوغلو للصحفيين بعدما وجه صفعة قوية إلى أردوغان عبر الفوز على مرشحه بن علي يلديريم بأن هذه الانتخابات تعني فتح صفحة جديدة وتشكل بداية جديدة”.
ودعا إمام أوغلو أنصاره للاحتفال في منطقة بيليك دوزو التي كان رئيسًا لبلديتها سابقًا.
من جهته قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كليجدار أوغلو أمام الآلاف من أنصاره في أنقرة إن تركيا الآن ستعود إلى الديمقراطية من جديد، مضيفا أن إرادة الشعب التركي تجلت بوضوح.
وهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرشح المعارضة إمام أوغلو في تغريدة لفوزه في انتخابات إسطنبول المعادة.
