فيدرر سيبدأ موسمه على الملاعب العشبية في شتوتجارت

تغلب كارلوس ألكاراز على نوفاك ديوكوفيتش أمس الأحد ليصبح أول لاعب من خارج “الأربعة الكبار”، وهم ديوكوفيتش وروجر فيدرر ورافائيل نادال وآندي موراي، يحرز لقب بطولة ويمبلدون منذ عام 2002، وتأتي النتيجة بمثابة بداية حقبة جديدة لتنس الرجال.

وفيما يلي خمس مباريات تاريخية ولا تنسى في ويمبلدون والتي رصدها تقرير لرويترز اعتبرها تحولات الأجيال في اللعبة:

* كونورز ضد روزوول في 1974

كان كين روزوول قد عزز مكانته كواحد من عظماء اللعبة عندما وصل إلى نهائي ويمبلدون 1974 وعمره 39 عاما، وكان يتطلع إلى إضافة لقب على الملاعب العشبية إلى ألقابه الثمانية في البطولات الأربع الكبرى.

لكن روزوول واجه الأمريكي جيمي كونورز البالغ من العمر 22 عاما، والذي فاز 6-1 و6-1 و6-4 قبل أن يعادل عدد ألقاب البطولات الكبرى لمنافسه بسلسلة من الانتصارات على مدى السنوات القليلة المقبلة.

* مكنرو ضد بورج في 1981

فرض السويدي الرائع بيورن بورج سيطرته على ويمبلدون، حيث فاز بخمسة ألقاب متتالية خلال الفترة 1976-1980، لكن هذه المسيرة توقفت على يد الشاب الصاعد جون مكنرو في 1981.

وبعد أن خسر أمام بورج في نهائي 1980 المثير، ثأر اللاعب الأمريكي لنفسه في العام التالي من خلال الفوز بأول ألقابه الثلاثة في ويمبلدون بتفوقه 4-6 7-6 و7-6 و6-4.

* فيدرر ضد سامبراس في 2001

أعلن فيدرر عن نفسه للعالم بإنهاء سلسلة انتصارات بيت سامبراس التي بلغت 31 مباراة متتالية في ويمبلدون عندما حقق الانتصار عليه في الدور الرابع عام 2001.

وعند وقوع الهزيمة، كان سامبراس هو صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب في البطولات الأربع الكبرى برصيد 13 لقبا.

وكان سامبراس قد فاز ببطولة ويمبلدون أربع مرات متتالية، وخسر مرة واحدة في البطولة على مدار ثماني سنوات، لكن الهزيمة أمام فيدرر البالغ من العمر 19 عاما أوقفت هيمنته على البطولة، ثم خرج من الدور الثاني في العام التالي قبل أن يبتعد عن اللعبة.

* نادال ضد فيدرر في 2008

في 2008، قضى نادال على آمال فيدرر في الفوز بلقب ويمبلدون السادس على التوالي بعدما انتصر 6-4 و6-4 و6-7 و6-7 و9-7.

وأنهت الهزيمة آمال فيدرر في التفوق على سجل بورج في حصد اللقب خمس مرات متتالية.

لكن اللاعب السويسري فاز بثلاثة ألقاب أخرى على الملاعب العشبية، ليرتفع رصيده إلى ثمانية وهو رقم قياسي لا يزال قائما حتى الآن.

وكان هذا اللقب هو أول لقب في بطولة كبرى لنادال خارج بطولة فرنسا المفتوحة، مع نجاح اللاعب الإسباني في الوصول بعد ذلك إلى 22 لقبا في البطولات الكبرى.

* ألكاراز ضد ديوكوفيتش في 2023

فاز ديوكوفيتش ببطولة فرنسا المفتوحة الشهر الماضي ليصل إلى 23 لقبا في البطولات الأربع الكبرى وينفرد بالرقم القياسي على حساب نادال، ودخل نهائي ويمبلدون في محاولة لحصد لقبه الخامس على التوالي في نادي عموم إنجلترا.

لكن انتهت آمال اللاعب الصربي أمام ألكاراز المصنف الأول عالميا، حيث فاز اللاعب الإسباني الشاب في نهائي مثير من خمس مجموعات واستمر حوالي خمس ساعات.

أحرز الصربي نوفاك ديوكوفيتش لقبه 23 في البطولات الأربع الكبرى بعد فوزه على النرويجي كاسبر رود بنتيجة 7-6 و6-3 و7-5 في نهائي فرنسا المفتوحة للتنس يوم الأحد.

وأصبح ديوكوفيتش أول لاعب يحرز ثلاثة ألقاب على الأقل في كل من البطولات الأربع الكبرى وهي أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة وويمبلدون وأمريكا المفتوحة.

وبدأ رود المصنف الرابع، والذي خاض النهائي الثالث في البطولات الكبرى بعد رولان جاروس وأمريكا المفتوحة، المباراة بشكل رائع وكسر إرسال منافسه مبكرا.

لكن ديوكوفيتش المصنف الثالث في البطولة انتفض ليفوز بالشوط الفاصل قبل أن يحسم المجموعة الثانية، وأحكم قبضته خلال اللحظات المهمة في المجموعة الأخيرة.

وحسم اللاعب البالغ عمره 36 عاما اللقب عندما أطاح رود بضربة أمامية خارج الملعب في الفرصة الثانية للفوز بالمباراة.

سيسدل روجر فيدرر الستار على مسيرته الحافلة في وقت لاحق هذا الأسبوع لكن المايسترو السويسري أكد لملايين المشجعين أنه لن يصبح “شبحا في عالم التنس“.

وبالعودة إلى لندن، حيث فاز بثمانية ألقاب قياسية في بطولة ويمبلدون، قال اللاعب البالغ من العمر 41 عاما إنه لا ينوي الابتعاد عن رياضة عشقها منذ الطفولة.

وفي حديثه إلى الصحفيين في ملعب أو2 أرينا في لندن، حيث فاز فيدرر مرتين هناك بلقب البطولة الختامية لموسم تنس الرجال، غلبت المشاعر على اللاعب السويسري في بعض الأحيان عندما وهو يشرح للحاضرين خطواته المستقبلية.

وردا على سؤال حول خططه للمستقبل، قال فيدرر إنه لن يختفي مثل الأسطورة السويدي بيورن بورج الذي سيكون كابتن الفريق الأوروبي أمام فريق العالم هذا الأسبوع.

وقال فيدرر عن بورج الحاصل على 11 لقبا ضمن البطولات الأربع الكبرى والذي اعتزل التنس في سن 26 عاما “أردت فقط إبلاغ الجماهير بأنني لن أكون شبحا.. تحدثت عن بيورن بورج، الذي لم يعد إلى ويمبلدون لمدة 25 عاما ليحرم عشاق التنس من الاستمتاع به.

“لكنني لا أعتقد أنني سأكون ذلك الرجل. أعطاني التنس الكثير. مارست اللعبة لفترة طويلة جدا ووقعت في حب الكثير من الجوانب فيها.

“سنلتقي مرة أخرى. بأي صفة، لا أعرف. لا يزال يتعين علي التفكير في الأمر قليلا، وأمنح نفسي بعض الوقت”.

وأعلن فيدرر الخميس الماضي أن كأس ليفر للفرق التي ساعد على تأسيسها ستكون آخر بطولة في مسيرته الاحترافية الحافلة التي امتدت لما يقرب من ربع قرن.

وبالحديث عن قراره باعتزال التنس على المستوى الاحترافي، وصف فيدرر الأشهر القليلة الماضية بأنها مجهدة وقال إنه لم يكن مستعدا “للمخاطرة بكل شيء” والخضوع لمزيد من العمليات الجراحية لعلاج ركبته اليمنى المصابة.

وقال “في مرحلة ما، تجلس وتقول في نفسك حسنا نحن في مفترق طرق ويجب عليك أن تقرر في أي اتجاه ستسير”.

وتابع “لم أكن مستعدا للتوجه نحو المخاطرة بكل شيء. كان الجزء الأصعب بعد ذلك عندما تدرك أنه حسنا، إنها النهاية”.

وبعد غيابه عن المنافسات الرسمية منذ خسارته في دور الثمانية لويمبلدون العام الماضي، سيسدل فيدرر الستار على مشواره بمباراة للزوجي، ربما إلى جانب منافسه الكبير رافائيل نادال.

وقال “لا أعرف إذا ما كان هذا سيحدث، ولكنها بالطبع قد تكون لحظة خاصة”.

وحقق فيدرر لقبه الأول في البطولات الأربع الكبرى في 2003، عندما هزم مارك فيليبوسيس في نهائي ويمبلدون التي فاز بها في السنوات الأربع التالية قبل أن يخسر أمام نادال في مواجهة كلاسيكية في 2008.

وقال عن لندن “ربما هي المكان الأكثر خصوصية. أدركت ذلك خلال الصيف وبعدها كنت أبحث عن مكان في الوقت المناسب لأنهي فيه مسيرتي”.

وتابع “بدا الأمر ملائما أن أنهى مسيرتي هنا. بوجود بيورن على المقعد إلى جواري في هذه اللحظة الوداعية سيكون أمرا في غاية الروعة. وجود فريق كهذا خلفي لن يجعلني أشعر بالوحدة عندما أنهي مسيرتي”.

وفاز نادال بالبطولات الأربع الكبرى 22 مرة ونوفاك ديوكوفيتش 21 مرة متفوقين على 20 لقبا حققها فيدرر في حقبة ذهبية لا مثيل لها في تاريخ تنس الرجال. ولكن بغض النظر عن الإحصاءات، يرى الكثيرون أن السويسري هو أعظم من حمل المضرب على الاطلاق.

وحصد فيدرر 103 ألقاب في مسيرته الاحترافية، في ثاني أكبر حصيلة خلف جيمي كونورز، وتصدر التصنيف العالمي طوال 237 أسبوعا متتاليا بين 2004 و2008 وهو رقم قياسي.

وقال “سيترك الجميع اللعبة في مرحلة ما، لقد كانت رحلة رائعة للغاية”.