أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط اليوم الجمعة، أن المشهد الدولي يمر بواحدة من أشد الفترات خطورة في التاريخ المعاصر، فهو زمن استقطاب وتنافس هائل بين القوى الكبرى على حساب القوى الصغرى أو المنفردة، مؤكدًا أنه ليس أمام الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية العصيبة سوى أن تستمسك بالمصالح العربية معيارًا أساسيًا للمواقف الدولية، وأن تلتزم بالتنسيق فيما بينها وبالعمل الجماعي سبيلًا أكيدًا لتعزيز الكتلة العربية في مواجهة ضغوط الاستقطاب.

وقال أبو الغيط، في كلمته خلال افتتاح فعاليات القمة العربية 32 في المملكة العربية السعودية «إن أزمات منطقتنا العربية لم تجد للحل طريقًا بعد عِقد وأكثر من المعاناة والدماء والآلام، فملايين العرب ما زالوا لاجئين ونازحين، واليوم أضيف إلى أحزان هذه الأمة حزن جديد في السودان، ويدفع المدنيون ثمنًا ضخمًا للمواجهة المسلحة التي فرضها البعض على هذا البلد العزيز، وآن لتلك المواجهات أن تتوقف وأن تلتزم الأطراف بمبدأ الحوار صونًا لدماء الشعب وحفاظًا على السودان ومقدراته ووحدته وسلامة مؤسساته الوطنية».

ودعا أمين الجامعة العربية، أن تكون قمة جدة علامة بدء لتفعيل حل عربي يوقف نزيف الدم في السودان، ويصحح أخطاء ارتكبت في الماضي، وتوخي المصلحة العليا للدولة السودانية، وليس المصالح الضيقة لفئات أو أشخاص.

وأضاف «إننا نسعى إلى إيقاف نزيف الدم والخسائر في كافة ميادين الاحتراب الأهلى، حيث لا منتصر ولا مهزوم، والأزمات العربية تشهد حاليًا حالة من التجميد مقارنة بأوضاع أشد اشتعالًا شاهدناها في السابق خلال العقد الماضي، وهي فرصة يتعين اغتنامها من أجل تفعيل حلول عربية لتلك الأزمات العربية».