عندما أطل الرئيس التركي بعد ساعات من محاولة الانقلاب الفاشلة عليه في الساعات الأولي من صباح السبت الماضي 16 يوليو/ تموز الجاري وظهر في مطار إسطنبول، لفت انتباه العديد من المحللين ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي أن خليفة الصورة التي يظهر فيها أردوغان تحتوي صورة كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة، مع العلم التركي.
وتحدثت التعليقات آنذاك عن أن الرئيس التركي ذا التوجه الإسلامي يتحصن بصورة أتاتورك في مواجهة الانقلاب عليه، خاصة أن الأمور وقتها لم تكن قد حسمت بعد في ظل وجود قوات من الجيش في الشارع تسعى للسيطرة على مؤسسات الدولة، ورصد آخرون أن الهدف من ظهور أردوغان وفي خلفيته صورة أتاتورك، هو السعي لتأكيد الرئيس التركي أنه ملتزم بمبادىْ أتاتورك التي أنشا عليها تركيا الحديثة وعلى رأسها علمانية الدولة.
مؤخرا ظهر الرئيس التركي مساء أمس الأربعاء 20 يوليو الجاري في مشهد اختفت من خلفيته صوة أتاتورك تماماً وظهر في خلفيته صورة العلم التركي فقط، وهو المشهد الذي أطل فيه الرئيس التركي في المؤتمر الصحفي بعد أن استقرت له الأوضاع على الأرض وبدأ يتخذ إجراءات عقابية ضد المعارضين له ممن يتهمه بتدبير الانقلاب. وعزمه فرض الطوارئ على البلاد لمدة ثلاثة أشهر.
ورصد المراقبون تحول المشهد الأول التي ظهر فيها أردوغان من تمجيد أتاتورك، والحرص على وجود صورته كخلفية له وقت عدم اتضاح الرؤية، إلى اختفاء صورة أتورك في خلفية أردوغان تماماً في المشهد الأخير، بعد أن استقرت الأمور له وضمن السيطرة على الانقلاب.
ورغم أن الفاصل بين المشهدين لا يتعدى سوى 5 أيام فقط، فإن المشهد الأخير والذي ظهر فيه أردوغان ربما يوضح التوجه الجديد للرئيس التركي الذي يسعى منذ توليه السلطة في 2002 ، للعمل على تغيير الدستور التركي، خاصة المبادئ التي أقرها كمال أتاتورك، والتي كان أهمها الحفاظ على علمانية الدولة وأن الجيش هو المؤسسة الحامية لهذا التوجه ضد أي انحراف.
