ذكر مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية، الإثنين، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتوقع أن يكون للعقوبات الاقتصادية، التي ستعاود واشنطن فرضها على إيران بدءا من الثلاثاء، أثر كبير على الاقتصاد الإيراني.
قناة الغد تتناول أهداف إعادة فرض العقوبات على طهران والنتائج التي قد تتحقق مع مجموعة من المحللين السياسيين والاقتصاديين.
قال ديفيد بولك، المحلل السياسي الأمريكي من واشنطن، إن هدف ترامب من فرض العقوبات على إيران هو إضعاف النظام في طهران اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا ومعنويا وسياسيا.
وأضاف بولك، إن إدارة ترامب تهدف كذلك العودة إلى طاولة المفاوضات من نقطة انطلاق أقوى لأمريكا، واتفاق على إنهاء البرنامج النووي مطلقا، وإنهاء عمليات التخريب التي تقوم بها إيران في المنطقة، وكذلك تحسين النظام الإيراني معاملة المواطن الإيراني في الداخل.
من جانبه، قال الدكتور محمد السعيد إدريس، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن العقويات الاقتصادية على إيران غير كافية لتعديل سلوكها، وهناك إدراك أمريكي بأن العقوبات الاقتصادية ستكون كافية لتعديل السلوك الإيراني، ولكن هذا غير صحيح.
وأشار إلى أن إيران تعرضت من قبل لعقوبات مماثلة، وصمد النظام الإيراني في وجهها، لكن يجب أن يكون هناك مسار آخر يسير بالتوازي مع العقوبات المفروضة، وهو مسار الضغوط السياحية، وهو خلق معارضة إيرانية داخلية تستطيع معارضة النظام من الداخل.
وأضاف أن المعارضة الإيرانية من الخارج مشكوك في ولائها ووطنيتها من الداخل الإيراني، ولذا يتوجب توليد معارضة إيرانية من الداخل، والتي بدأت بالفعل تظهر بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران.
بدوره، أكد موسى إفشار، المعارض الإيراني من باريس، أن الشركات الأوروبية لن تضحي بمصالحها مع واشنطن من أجل طهران، مشيرا إلى أنه قبل العقوبات الأمريكية شهدت إيران حركة تراجعية من قبل شركات أوربية، وخصوصا من فرنسا وألمانيا لكون هذه الشركات ذات استثمارات كبيرة، فهي لا شك ستخاف على مصالحها.
ولفت إلى أن النظام الإيراني أصبح الآن تحت سندان المظاهرات والانتفاضية الشعبية في إيران من الداخل، ومطرقة العقوبات، وخلال الأشهر الماضية سعي النظام الإيراني إلى إخماد المظاهرات التي اندلعت في شوارع البلاد.
وفي السياق ذاته، قال حسن هاشميان، المحلل السياسي، إن الرئيس الإيراني حسن روحاني لا يريد ضياع فرصة المفاوضات مع ترامب، فالعقوبات الأمريكية ستؤثر لتغير السلوك الإيراني، كما فعلت من قبل العقوبات النفطية، حيث أرغمت النظام الإيراني على الدخول في مفاوضات، والنظام الحالي لا يريد الدخول أو الاستمرار في معاداة أمريكا وإلا سيصبح وقتها اسقاط النظام أمر حتمي.
وأضاف هاشميان، أن أمريكا الآن لا تحتاج لخلق فجوة في المجتمع الإيراني بين الشعب والنظام الحاكم، لكون الفجوة موجودة بالفعل والنظام يسير في السياسة التدميرية، فيأخذ الأموال من الشعب ويعطيها لبشار الأسد وحسن نصر الله والحوثيين وغيرهم من الجماعات الإرهابية.
وأشار إلى أن روحاني لا يرفض التفاوض مع ترامب، لكنه في موضع صعب يجعله في حال قبول المفاوضات في مرمى نيران المتشددين، ولو رفض المفاوضات سيكون في مأزق، وهو يعلم عواقب الرفض على إيران، لكنه في نفس الوقت لا يريد تضييع الفرصة، بل هو يبحث عنها، ولكن بعد ضمان الحصول على امتيازات للجانب الإيراني.
سمير منصور المحلل السياسي من بيروت، قال إن الموقف الأوروبي رافض للخطوة الأمريكية، وهذا الرفض يخفف من تداعيات العقوبات الأمريكية على إيران، ويجعل التأثيرا محدودا، مشيرا إلى أن الحصار الأمريكي على إيران متعدد، فأمريكا معنية بإيران فى أكثر من بقعة في العالم.
ولفت إلى أنه عندما أعلن ترامب انسحابه من الاتفاق النووي، كان يعقب هذا الخطوة قرارات أخرى وتداعيات لفرض عقوبات على إيران، فأمريكا معنية بما يجرى في سوريا واليمن والعراق ولبنان، وتعلم دور إيران في هذه البلاد، ومن ثم فلن تقتصر العقوبات على مجرد عقوبات اقتصادية فقط، بل تفرض عقوبات أخرى تجعل إيران في حالة ضغط مستمر.
وتابع منصور، إيران الآن تبحث منذ إعلان ترامب الانسحاب من البرنامج النووي عن تداعيات هذا القرار وهذه الخطوة، وسبل التعامل معها مع بدأ تنفيذها، لاسيما مع إعلان أمريكا بدأ هذه العقوبات متدرجة، سواء في مجال الطاقة أو صادرات السجاد الإيراني وكل هذه أمور تجعل إيران على المحك.
وستستهدف العقوبات، التي ستسري اعتبارا من الساعات الأولى من صباح غد، الثلاثاء، المشتريات الإيرانية بالدولار وتجارة المعادن وغيرها من التعاملات والفحم والبرمجيات المرتبطة بالصناعة وقطاع السيارات في الجمهورية الإسلامية.
وفقد الريال الإيراني نصف قيمته منذ إبريل/نيسان، في ظل التهديد باستئناف العقوبات الأمريكية، وأطلق الانخفاض الشديد في قيمة العملة، فضلا عن ارتفاع التضخم، شرارة مظاهرات متفرقة في إيران ضد الاستغلال والفساد، ردد كثير من المحتجين خلالها شعارات مناهضة للحكومة.
