وأكد المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية أن المصلحة الأمنية لبريطانيا تقتضي بوضوح دعم الأردن والسعودية.. المزيد عن تلك الزيارة يتحدث أستاذ العلاقات الدولية الدكتور أحمد عجاج، مع علاء الشيخ عبر الفقرة الإخبارية.
اليوم .. تتوقف دقات ساعة «بيج بن» التاريخية !!
بعد قرن ونصف القرن تقريبا، تتوقف دقات ساعة « بيج بن»الشهيرة في لندن، أربع سنوات لتجديد البرج الذي ترتفع عليه.. وأعلن البرلمان البريطاني، في بيان، أن «الدقات الشهيرة لساعة بيج بن، سترددّ للمرة الأخيرة ظهر اليوم الاثنين 21 أغسطس/ آب، قبل البدء بأعمال تجديد كبيرة»
وأوضح حارس الساعة، ستيف جاغز، أن «هذا البرنامج اللازم للصيانة والتجديد، سيحفظ الساعة على المدى الطويل ويسمح أيضاً بحماية برج إليزابيث الذي يحتضنها والحفاظ عليه» .. داعياً المواطنيين والسياح ، إلى زيارة المكان للاستماع إلى آخر دقات الساعة الشهيرة.
وتشمل أعمال الصيانة والتجديد، الجانب التقني لطريقة عمل الساعة، وأيضاً البرج البالغ ارتفاعه 96 متراً في قصر وستمنستر مقر البرلمان البريطاني الذي يسمى غالباً بيج بن، فيما هذا الاسم لا يخص في الواقع سوى الجرس البالغ وزنه 13,7 طن.. وتتكلف أعمال الصيانة 29 مليون جنيه أسترليني (41,4 مليون دولار).
ساعة «بيج بن» ستظل تعطي الوقت الصحيح بفضل آلية عمل بديلة وستبقى واجهة واحدة على الأقل مرئية للعموم خلال أعمال التجديد. لكن سيتم قطع نظام تشغيل الساعة وبالتالي ستتوقف دقاتها التي بقيت تُسمع على مدى السنوات الـ157 الماضية من دون توقف تقريباً مع دقات مختلفة مرة كل ربع ساعة باستثناء الأحداث المهمة مثل رأس السنة.
وثمة نظريتان بشأن أصل تسمية «بيج بن» : الأولى مرتبطة بـ وزير الأشغال البريطاني، «بنجامن هال»، المهندس الذي دُوّن اسمه على الجرس، وأشرف على تنفيذها وتصميم برجها، ولمّا كان بنجامين ضخم الجسم، كانوا يطلقون عليه لقب بيج بن، وقد أُطلق اسمه تكريماً له على جرس الساعة الضخم وفي ما بعد ليشمل الساعة نفسها.. أما الثانية فتشير إلى أن هذه التسمية أطلقت نسبة إلى «بن كاونت» الملاكم من الوزن الثقيل في أواسط القرن التاسع عشر.
وسادت حالة من الجدل بين البريطانيين بسبب وقف دقات الساعة التاريحية .. ورفض صانع الساعات «ميلفين لى» قرار إسكات دقات ساعة بيج بن الشهيرة لمدة 4 سنوات، ووصفه بأنه «هراء» .. ومن جانبها ، شاركت «تيريزا ماى» رئيسة الوزراء البريطانية بالجدل حول هذا الوضع، قائلة إن «إسكات بيج بن لمدة أربع سنوات أمر غير صائب»، ودعت ماى البرلمان إلى مراجعة عاجلة للخطط .
يذكر أن ذلك القرار جاء لحماية حاسة السمع لدى عمال البناء، حيث اقترح البعض إسكات الجرس الذى تبلغ قوته 120 ديسيبل أثناء عملية التجديد.
بدأت ساعة بيج بن الشّهيرة في لندن عملها في الثّالث من يونيو/ حزيران عام ١٨٥٦م، وتزن الساعة حوالي ١٢ طنًّا ونصف، وهي مثبتة في برج لندن، وتعتبر من أهمّ معالم مدينة لندن وبريطانيا، كما أنّها أشهر جهاز لقياس الوقت في العالم. وتشتهر السّاعة بدقّتها المتناهية في قياس الوقت، حيث يزن جرسها حوالي ثلاثة عشر طنًّا، كما يبلغ طول عقربها الأصغر تسعة أقدام وعقربها الأكبر أربعة عشر قدم.
تقع ساعة بيج بن في برج القدّيس ستيفان في الجزء الشّماليّ من مبنى البرلمان، ويصل ارتفاع برج السّاعة إلى ما يقارب الـ ٣٢٠ قدمًا، ممّا جعل من هذا الصّرح محطّ اهتمام الكثيرين ووجهة للعديد من السّيّاح الّذين يقصدونها من كلّ مكان في العالم.
ساعة «بيج بن» .. فلسطينية
وترددت قصة، تروي أن ساعة «بيج بن» فخر بريطانيا ورمزها الوطني تعمل بمحرك فلسطيني عثماني مسروق من الساعة التي كانت تزين باب الخليل في القدس وتطلق اجراسها في كل ساعة، إلا أن الجنرال اللنبي أمر بتفكيكها ووضعها في متحف لندن عام 1922 وتم نقل محرك الساعة الى ساعة بيج بن .. والمعروف تاريخيا، أن العثمانيين شيدوا برج الساعة فوق باب الخليل بجوار القلعة على بناء مربع بلغ ارتفاعه 13 مترا. واستغرق بناؤه سبع سنوات وتم الفراغ منه في ذكرى اليوبيل الفضي لاعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني عرش الخلافة عام 1909. وبلغت تكاليف إنشائه 20 ألف فرنك فرنسي. وكان يمثل تحفة معمارية تستقبل القادمين إلى المدينة من جهة يافا والخليل، وكان يشمل أربع ساعات يراها السكان من مختلف الجهات.
وبعد سقوط فلسطين تحت الحكم البريطاني، أصدرت «جمعية محبي القدس اليهوديهۜ» قرارا بإزالة برج الساعة عام 1922 ، تارة بحجة شبهها ومنافستها لساعة «بيغ بن» اللندنية، وتارة بحجة بشاعة البرج، بينما كان الهدف الحقيقي إزالة ذكرى السلطان من أذهان السكان ومحاولة مسح ما يمكن من الذكريات العثمانيه.وقاوم الفاسطينيون بقوة ذلك القرار، إلى أن سرت شائعة بأن «ستورس» الحاكم العسكري عدل عنه بسبب اعتراض مصطفى كمال أتاتورك باعتباره من الآثار العثمانية. لكن ستورس نقل الساعة ونصبها على برج صغير بُني على الساحة المقابلة لمبنى بلدية القدس خارج الباب الجديد. وبحجة أنها لم تكن فكره جميلة، أمر ستورس بهدم البرج و سرقة الساعة و نقلها إلى المتحف البريطاني حيث تم تفكيك المحرك وتركيبه ليصبح قلب ساعة «بيج بن» رمز بريطانيا الشهير.
واختلفت الأراء حول سرقة الساعة الفلسطينية.. ويرى مؤرخون أن التاريخين للساعتين مختلفان.. ساعة «بيج بن» في العام 1859 .. وأن الساعة التي كانت في برج الخليل بنيت في العام 1908 .. ولكن هذا لا ينفي تبديل محرك «بيج بن» بمحرك الساعة الفلسطينية.. باعتبار أن تاريخ تغيير المحرك جاء بعد اكتشاف ضعف محرك الساعة البريطانية.