فيديو| إسرائيل تلجأ لـ«سلاح السوشيال ميديا» في محاولة للتطبيع مع مصر
كتب أحمد حامد
تؤثر الأحداث السياسية المتصاعدة بالمنطقة على مسار العلاقات المصرية الإسرائيلية، وهو التأثير الذي بات واضحا مع حجم التعاطي الإسرائيلي، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو السياسي مع هذا الملف الحساس، ملف العلاقات المصرية.
وتنظر إسرائيل بعين من القلق لتعاطف الشعب المصري مع القضية الفلسطينية، والدعم الذي تلقاه فلسطين من مصر، سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي وعلى كافة المستويات، وهو ما بات واضحا، سواء مع الرصد الإسرائيلي لهذا الدعم أو التعاطي مع القضية الفلسطينية عموما.
وأخيرا وضعت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة مقطع فيديو خاصا حمل عنوان “صفحة من التعاون الزراعي بين مصر وإسرائيل”، وهو الفيديو الذي يعرض، وفي دقائق، منظومة العلاقات أو التعاون بين مصر وإسرائيل بدقة، مستعرضا آراء عدد من كبار المسؤولين من الجانبين، سواء المصري أو الإسرائيلي، فضلا عن التركيز على إبراز المزاعم التي تؤكد أن كلا من مصر وإسرائيل استفادتا من هذا التعاون المشترك، وهو ما بات يظهر على أرض الواقع الآن.
غير أن هناك نقطة محورية يمكن اكتشافها مع متابعة هذا الفيديو، هذه النقطة تشير إلى بدء السفارة الإسرائيلية بالقاهرة أو منظومة العمل الدبلوماسي الإسرائيلي عموما في التفاعل والرد على أي انتقادات توجهها وسائل الإعلام المصرية إلى إسرائيل، وهذه نقطة في حد ذاتها قلما بادرت إليها إسرائيل.
ويقول الفيديو، في بدايته ونصا، “في الآونة الأخيرة تداولت بعض الصحف المصرية معلومات مغلوطة حول التعاون الزراعي الإسرائيلي المصري”، ولهذا سنشارككم بهذا الفيديو.
اللافت هنا أن إسرائيل لم تكن ترد بالمرة على أي انتقادات أو هجوم تتعرض له في الصحف المصرية، سواء بسبب الاحتلال أو بسبب سياساتها ضد العرب بصورة عامة، أو ضد الفلسطينيين بصورة خاصة، إلا أن وضع عبارة تداول الصحف المصرية لمعلومات مغلوطة يعني وببساطة أن إسرائيل بالفعل تدخل الآن في التعاطي مع الحالة السياسية أو الصحفية المصرية في عهد جديد، وهو العهد الذي سترد فيه على الانتقادات التي توجهها بعض من الأطراف إليها، والأهم من هذا أيضا أن هذا الرد بات بالسوشيال ميديا أو بالإعلام الجديد، وهو ما سيحقق انتشارا لهذا الرد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك سؤالا مركزيا يمكن استخلاصه عند مشاهدة هذا الفيلم، أبرزه أن إسرائيل كشفت عن عدد من المصريين ممن يعملون في القطاع الزراعي مع إسرائيل، وهذا في حد ذاته يعتبر خطوة أيضا مثيرة وتطرح تساؤلات كثيرة، خاصة أن الكثير من المصريين ممن يعملون في إسرائيل في الكثير من المشاريع الاقتصادية، وبموجب اتفاقية السلام ومعاهدة كامب ديفيد، يحرصون على عدم الظهور أو الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام على كافة المستويات، إلا أن المبادرة بطرح هذه النماذج وحديثه عن التعاون مع إسرائيل بالتأكيد له دلالة استراتيجية جديدة.
بالإضافة إلى ما سبق يبدو أن المادة الفيلمية لهذا الفيديو الجديد هي مادة من التسعينيات، وبالتالي فإن هناك طرحا لمادة أرشيفية هامة لتحقيق هدف سياسي معين الآن بالتأكيد هو أمر سيكون له رسالة سياسية بالتأكيد تسعى إسرائيل إلى تحقيقها.
