حشدت المعارضة الفنزويلية صباح اليوم الخميس، أنصارها متوجهين للعاصمة كاراكاس للمطالبة باستفتاء شعبي مبكر على بقاء الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي وصلت إليها البلاد، والفساد الذي أوقع البلاد في الفقر والجوع وزاد من معدل الجريمة، بحسب رويترز.
ونشر مستخدمون عبر شبكات التواصل الاجتماعي لقطات فيديو لمظاهرات حاشدة ضد مادورو في حلقة جديدة من الأزمة السياسية المستمرة التي تشهدها البلاد منذ أشهر عدة.
وتجمع المئات شرق العاصمة، منذ ساعات الصباح الباكر، وكتبوا على لافتات: “تغيير”، و”استفتاء الآن”.
وقالت آنا غونزالس (53 عاما) للوكالة الفرنسية “أمضت 12 ساعة في الباص “إما نخرج للتظاهر، إما نموت جوعا. الحكومة لم تعد تخيفنا”.
ونقلت رويترز عن ناتي جوتيرس “سوف نسقط مادورو. سوف نهزم الجوع والجريمة والتضخم والفساد”.
وأضافت وهي تقف وسط الآلاف من الناس الذي يلوحون بأعلام فنزويلا “لم يفعلوا شيئا طوال 17 عاما وانتهى وقتهم”.
ووصف مراسل الفرنسية الأحداث التي تشهدها كاركاس، بحرب إرادة ما بين المعارضة والحكومة، حيث دعت الحكومة هي الأخري، مناصريها دفاعا عن الرئيس الذي لا يحظي بشعبية بسبب سياساته الاقتصادية.
ونددت المعارضة باعتقال اثنين من رؤساء البلديات المؤيدين لها فجر اليوم وسط البلاد، فيما كانا يعتزمان التوجه الى كراكاس للمشاركة في التظاهرة.
كما ندد زعيم المعارضة هنريكي كابريلس بتوقيف أجهزة الاستخبارات “اثنين من رؤساء البلديات فجرا، هما اورلاندو هيرنانديز وبيدرو لوريتو من ولاية غاركو”. وكتب لوريتو على “تويتر”: “انتهاكات النظام مستمرة (…) شرطة أراغا تحتجزنا من تسع ساعات بلا سبب”.
واستيقظ سكان المدينة صباحا، فوجدوا الشرطة تطوّقها. وكتب متظاهرون يسكنون في المحافظات، على شبكات التواصل الاجتماعي، انهم مُنِعوا من الصعود الى الحافلات، في حين أقامت الشرطة حواجز لتنظيم الوصول الى كراكاس.
وخرج مناصرو الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، الوريث السياسي للرئيس السابق هوغو تشافيز (1999-2013)، في مسيرة مضادة وسط العاصمة أطلقوا عليها اسم “الحفاظ على فنزويلا”.
وكانت البلاد شهدت تظاهرات مشابهة للمعارضة عام 2014، أسفرت عن 43 قتيلا بسبب عنف الشرطة، إلا أن عام 2015 شهد فوز المعارضة في الانتخابات النيابية الآخيرة، مما سمح لها قياس حجم أنصارها الحقيقي بعيدًا عن ساحات التظاهر.
وتشهد فنزويلا بحسب مراقبين وضعا اقتصاديا سيئا ناجما عن هبوط أسعار النفط الذي يؤمن 96% من العملات الأجنبية للحكومة وبحسب تقارير الوكالات فإن المواد الغذائية والادوية تشهد نقصًا حاد بسبب عجز الحكومة عن توفير الدولار لاستيرادها، وقدر عجز الأحتياطي الداخلي في المواد الغذائية بنسبة قاربت علي 80%.
وتطالب المعارضة، حكومة مادورو الإشتراكية، بإجراء استفتاء شعبي حول استمرار الرئيس أو إقالته، خاصة مع إعلان مطلع أغسطس/آب الماضي مواعيد الأنتخابات الرئاسية، الذي اعتبرتها المعارضة مناورة سياسية من الحزب الاشتراكي الحاكم، لتجنب مطلب الانتخابات المبكرة. حيث تتهم المعارضة المجلس الوطني الانتخابي بمحاباة حزب مادورو (التيار تشافي).
وتعد مسألة المواعيد أساسية. فإذا أجري الاستفتاء قبل 10 كانون الثاني 2017 وتكلل بالنجاح، كما تتوقع استطلاعات الرأي، تجرى انتخابات جديدة. لكنها إذا أجريت بعد هذا التاريخ وأقيل الرئيس، فمن الممكن أن يحل محله نائبه.
وقدر زعيم المعارضة انريكي كابريليس عدد المشاركين في مسيرة اليوم زهاء المليون مواطن مؤكدًا أن الحكومة “يائسة” و”خائفة” من مستوى الحشود.
وفي تصريحات أوردتها الوكالة الفرنسية أكد خيسوس تورالبا، المتحدث باسم المعارضين للتيار التشافي المجتمعين في تحالف “لقاء الوحدة الوطنية” (وسط يمين)، ان وقت “التغيير حان لأن الشعب يريد التصدي للجوع والتسيب الامني ونقص الادوية”.
فيما هدد مادورو (53 عاما) بسجن قادة المعارضة إذا وقعت أعمال عنف اليوم. وقال: “سواء بكوا أم صرخوا، سيذهبون الى السجن”. وكان هدد مساء الأربعاء برفع الحصانة عن بعض النواب “للتصدي لكل الانشطة الانقلابية”. وذلك يوم أمس عشية موافقة الشيوخ علي اقالة ديلما روسيف (الرئيسة البرازيلية السابقة).
واعتبر البعض قرار حكومة كراكاس طرد عدد كبير من المراسلين الاجانب الذين وصلوا الى فنزويلا لتغطية التظاهرة، (بينهم اثنان من صحيفة “لوموند” الفرنسية) دليلاً علي هشاشتها.
