قال فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، إن حزب الله ورط لبنان كثيرا في مستنقع الأزمة السورية، ولكنه لا يتصرف من تلقاء نفسه، فهو مجرد أداة في يد إيران للوصول إلى مطامعها في المنطقة.
وأضاف السنيورة، أن إيران لا تكتفي بحزب الله وحده، ففي سوريا تتدخل بالحرس الثوري، وهناك وجود أعداد كبيرة منه في القتال في سوريا، وحزب الله له خلايا أيضا في العراق واليمن وليبيا.
وأشار إلى أن الحزب عندما تأسس كان الهدف تحرير الأراضي البنانية، لذلك حصد ما يشبه التأييد من قبل المجتمع اللبناني، ووقف اللبنانيون إلى جانبه ومعه من أجل التحرير، ولكنه استمر بعد الانتصار في معركة التحرير عام 2000، وورط نفسه في خرق الخط الأزرق، وأدى إليه الاجتياح الإسرائيلي وبعد نجاح اللبنانيون في التصدي لإسرائيل وجد الجميع أن حزب الله تغيرت وجهته من التوجيه لإسرائيل الى الداخل اللبناني.
وأوضح السنيورة، خلال لقاء خاص على شاشة الغد، أن الأزمة السورية لن تنتهي بعملية عسكرية، وإنما تحتاج جولات عديدة من المفاوضات والحلول السياسية لإنهائها، حيث أن النظام السوري عمليا يقاتل شعبه وأكثرية شعبه لا ترضي بوجوده، ومهما وجدت ضغوط دولية أو قصف وما إلى ذلك لن تستطيع أي قوة أن تبقي ذلك النظام في سدة الحكم، لافتا إلى وقوع 400 ألف شهيد في سوريا، إلى جانب التدمير الذي أصاب البلاد، وأكثر من نصف عدد سكان البلاد نازحون في بلادهم وخارج بلادهم.
وأشار رئيس الوزراء اللبناني الأسبق إلى أن البلاء، الذي وقع فيه الشعب السوري، أن ورقة المفاوضات لإنهاء الأزمة بين طرفين يبدو أنهما ينتقلان إلى خوض حرب باردة، وهما موسكو وواشنطن، وبالتالي هم يتصارعون ليس فقط من أجل سوريا، ولكن في مسائل عدة مثل أوكرانيا ودرع الصواريخ بأوروبا، وبالتالي تلك المسألة ورقة في لعبة الصراع الروسي الأمريكي، وعلى الرغم من ذلك فإن الأزمة السورية لن تنتهي سوى بحل سياسي، ولكن لا وجود للأسد في ذلك الحل السياسي.
وأوضح السنيورة أن لبنان تاريخيا مع الإجماع العربي، وفكرة الإجماع العربي تم ابتداعها من قبل مصر والمملكة العربية السعودية خدمة للبنان لإشراك بيروت، ولكن المشكلة عندما قام وزير الخارجية دون تنسيق مع الحكومة ولم يأخذ جانب الإجماع العربي ضد تدخلات إيران بالمنطقة، وهو الأمر الذي أثار الرياض والسعودية كانت محقة في ذلك، ولكن يجب التفريق في أن المتسبب في ذلك هي إيران وليست لبنان، ولكن الأمر لن يكون سوى سحابة عابرة، ولن يأخذ وقتا أطول من ذلك، وسينتهي بعودة الدول العربية جميعا إلى الترابط والإجماع والتضامن للحفاظ على مصالح العرب بالمنطقة في مواجهة التحديات والاعتداءات المتتالية.