قال أشرف محمود، كاتب مصري، إن كتاب “المصريون والرياضة”، الذي صدر مؤخرا، يركز على أن المصريين القدماء كانوا الأوائل في ابتكار كافة الألعاب الرياضية، التي تمارس في الوقت الحالي، حتى إننا اكتشفنا أنهم قاموا بعمل رياضيات جديدة كالرقص الإيقاعي الفرعوني.
وأوضح محمود، خلال مشاركته ببرنامج “يوم جديد” على فضائية “الغد العربي”، صباح الأربعاء، أن الكتاب محاول لتوثيق شغف المصريين بالرياضة، وتفسير قوة أجسام المصريين القدماء، بالإضافة إلى عرض تاريخي لتطور الرياضة في العصور الفرعونية حتى وقتنا الحالي.
تحتل قناة السويس، موقعا بارزا في الجغرافية السياسية، منذ افتتاحها رسميا في عهد الخديوي إسماعيل في العام 1869، ثم سجلت موقعا آخر في التاريخ الحديث، مع سقوط إمبراطوريتين ( بريطانيا العظمى وفرنسا) مع تداعيات حرب السويس 1956 لتصبح القناة «شعارا سياسيا ناصريا».. ولكن معهد العالم العربي في باريس، فتح ملفا تاريخيا للقناة تضرب جذوره في أديم الحضارة الفرعونية، في المعرض الضخم الذي افتتح اليوم تحت شعار «ملحمة قناة السويس: من عهد الفراعنة إلى القرن الحادي والعشرين».
ويستمر المعرض حتى شهر أغسطس / آب في معهد العالم العربي، ثم ينتقل إلى متحف التاريخ في مدينة مرسيليا، ثم ينتقل في العام 2019 إلى متحف الحضارات في القاهرة للاحتفال بالذكرى المئة والخمسين لافتتاح القناة.
المعرض يكشف أسرارَ هذه القناة ويلقي ضوءاً ساطعاً على تاريخها شبه المجهول والحقبات التي اجتازتها هذه القناة التي تصل بين بحرين، البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وبين قارات ثلاث وحضارات قديمة.
يمكن وصف هذا المعرض بالحدث الجغرافي والسياسي والتاريخي، نظراً إلى أن قناة السويس هي من الإنجازات البارزة في تراث الإنسانية، ويستحق تاريخها أن يوصف بـ «الملحمي»، كما ورد في عنوان المعرض، بسبب ما شهدت من صراعات ونزاعات.
هذه الرحلة التي يرسم المعرض خطوطها الطويلة والمتقاطعة، تمثل حقبات ومراحل من تاريخ مصر أولاً، ثم تاريخ المنطقة، سياسياً وحضارياً وتاريخياً. إنها رحلة في قلب التاريخ والجغرافيا، وفي صميم الخريطة السياسية بصراعاتها وخلفياتها منذ حملة نابليون(1798) عندما انطلقت فكرة بناء القناة، إلى عهد محمد سعيد باشا، فافتتاحها رسمياً عام 1869 في ظل الخديوي إسماعيل، ثم إلى إغلاق عبد الناصر إياها في بادرة نضالية عروبية، وإلى إعادة السادات فتحها.. ثم إلى واقعها الراهن وما تمثل في السياسة المصرية.. وقد يكون ما قاله مرة الخديوي إسماعيل يعبر عن الحالة الإشكالية التي تمثلها هذه القناة: «لا يوجد مُدافعٌ عن القناة أكثر مني، لكني أريد أن تكون القناة لمصر لا أن تكون مصر للقناة».
التقنيات السينمائية والضوئية والافتراضية الحديثة التي اعتمدها منظمو المعرض، في بناء فضائه البصري، جعلت الجمهور يحيا لحظة الزيارة وكأنها لحظة واقعية وغرائبية ومدهشة في آن..يشعر الزائرون بأنهم ينتقلون فعلاً بالصورة والصوت من عهد الفراعنة حتى حقبة فردينان دي ليسبس والخديوي إسماعيل..ومن زمن بونابرت إلى حقبة تأميم القناة على يد جمال عبد الناصر..هذه الرحلة الرائعة الممتدة نحو أربعة آلاف عام في التاريخ، تتمثل عبر المعروضات الفريدة التي يضمها المعرض من آثار ولوحات وخرائط ووثائق وصور الشخصيات النافذة التي صنعت تاريخ القناة.
وأبرز المعرض قصصا ونوادر وأحداث بارزة وسَمَتْ تاريخ هذا المكان الرمزي القائم على مفترق طرق بين القارات الثلاث، آسيا وأفريقيا وأوروبا، وما تمثل هذه القارات من أبعاد حضارية وبيئية. وهي حضارات تحالفت وتواجهت في هذا الموقع الذي يُعَدّ من أبرز المواقع التاريخية للتبادل المتعدد الغايات بين الشمال والجنوب، بين الشرق والغرب، وبين البشر المتحدرين من جذور تلك القارات.
واستعراض تاريخ القناة محاولة ناجحة لإبراز معالم النهضة السياسية والاقتصادية والثقافية التي شهدتها إحدى أقدم دول العالم (مصر)، بل أول دولة في عالم عربي كان في طور التشكل أو التأسس.
والمعرض الذي يتبع مخططاً سينماتوغرافياً، يقترح على الزائر القيام برحلة مباشرة، واضعاً إياه فوراً في لحظات الافتتاح عام 1869، ثم يعود به إلى الماضي عابراً مراحل نشأة هذه الملحمة والحقبات التي شهدتها.. وتساعد القطع الأثرية والخرائط والمجسمات والصور الفوتوغرافية والأفلام، الزائر في اقتفاء مسالك المعرض، فتبسط أمامه تاريخ مصر وعبره تاريخ العالم. وفي المختصر، ينطلق المعرض الضخم من الحقبة الفرعونية لينتهي إلى أحدث أعمال توسيع القناة التي كان من ضمنها حفر مجرى مواز.
أما المراحل التي يقدمها المعرض بصرياً ووثائقياً، فحملت عناوين رئيسة ذات دلالات تاريخية وسياسية واضحة: بداية الرحلة (1869).. منذ الفراعنة (1850 قبل الميلاد).. نحو مصر الحديثة أو عندما أصبح الحلم واقعاً (1797- 1849).. القناة في قلب الأطماع (1954- 1882).. تطلعات مصر الاستقلالية (1914- 1945).. القناة للمصريين (1956).. عالم جديد يظهر (1956- 1975).. قناة المستقبل (1975- 2018).
