على مدار عقود عدة، اتخذت جماعة الإخوان من بريطانيا ملجأ لهم، في ظل خصوماتهم مع الحكومات المتعاقبة في مصر إبان الاستقلال، فحينما بدأت ثورة الـ25 من يناير كانت قيادات الإخوان تراقب تطور الأحداث من لندن، فبدأت قيادات الإخوان بتالتوةافد والإنخراط بين صفوف الثوار بعد أسبزعين من إندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ليتمكنوا شيئاً فشيئًا من تقدم الصفوف وتصدر المشهد مقارنة الامكانات الضعيفة للثوار ليصل إلى سدة الحكم في ظل حالة الفراغ السياسي.
ولم يطل الأمر بالإخوان قبل أن ينقلبوا على حلفائهم، حيث وقعوا في أخطاء كثيرة في إدارة البلاد ما أدى إلى احتجاجات واسعة ضدهم حيث رفضوا الرد على مطالب الجماهير، ودخلت مصر في أزمة سياسية، واحتفقان داخلي كاد أن يجر على البلاد ويلات التدخل الخارجي.
وقال كمال الهلباوي، قيادي سابق ومنشق عن جماعة الإخوان، أن أربعة سيناريوهات كانت تنتظر مصر نتيجة ضعف أداء الإخوان في الحكومة وعدم استجاباتهم لمطالب الشعب، أولها أن يستمر الإخوان في السلطة، وقياس الاتجاهات لعدم إفساد الرأي، لافتا أنه كان متأكدا أنهم وضعوا أنفسهم في شرنقة جعلتهم يفشلون في إدارة البلاد، وهو ما جعل القوات المسلحة تتدخل لحفظ المنشآت ومقدرات الشعب والخروج بمصر من الخطر التي تعرضت له.
ورفضت جماعة الإخوان تغيير سياستها، حيث استمرت في مسار المجابهة ما زاد من حدة الاحتجاجات الشعبية ودخلت البلاد في حالة الجمود سياسي، وعزلة وانكماش سياسي، فضلا عن معدلات البطالة، وأصبحت مصر على حافة المجهول، اينتهي الأمر بتدخل الجيش المصري.
