في الوقت الذي تستعد فيه الأطراف اليمنية لبدء الحوار من أجل التوصل لحل لوقف نزيف الدماء، ارتكب تنظيم “داعش” جريمة جديدة صباح اليوم، الأحد، باغتيال محافظ عدن جعفر محمد سعد في تفجير دامٍ أودى بحياة المحافظ و8 من مرافقيه.
وكأن هناك من لا يريدون لليمن أن يعود سعيدا كما كان، فقبل كل اتفاق على موعد للحوار يستفيق البلد على فاجعة، وبعد طول خلاف تحدد أمس، السبت، موعد للحوار برعاية الأمم المتحدة الذي أطلق عليه “جنيف 2” في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو الموعد الذي ظل يرجأ طوال أشهر ماضية بسبب تصعيد الأحداث العسكرية على الأرض.
التواهي
تعد مديرية التواهي أحد الموانئ الاستراتيجية على خليج عدن وكان تحريرها قبل نحو 6 أشهر من قبضة الميليشيات المتمردة بمثابة مفتاح تحرير محافظة عدن بالكامل وكانت النقطة الوحيدة التي يمكن من خلالها الوصول إلى مدينة عدن من البحر.
ربما حملت “التواهي” نصيبا من اسمها اليوم، الأحد، بعد اغتيال محافظ عدن على أرضها، فقد وصفت بهذا الاسم لأن أهالي اليمن كانوا يخشون التيه في جبالها، ويبدو أن تنظيم “داعش” وجد في تلك السلاسل موقعا جيدا للتخفي وتنفيذ ضرباته.
فوجئ أهالي المديرية بمقاتلي التنظيم يغلقون شوارعها مساء أمس، السبت، في سابقة ظهور لهم لم تشهدها عدن من قبل، وفي بيان لهم قالوا إن العملية دُرست بدقة متوعدا بمزيد من الهجمات لاستهداف مسؤولين آخرين.
عدن.. فوهة البركان
تعد محافظة عدن أولى المناطق التي تمكنت المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية من تحريرها ليعود المسؤولون لممارسة أعمالهم منها، إلا أنها شهدت عدة حوادث إرهابية مؤسفة على مدار الشهور القليلة الماضية.
منذ مارس/آذار الماضي عندما بدأت عملية عاصفة الحزم التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية كانت عدن محط أنظار الجميع، فالمدينة التي تقبع فوق فوهة بركان خامد هي العاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي لجأ إليها الرئيس عبدربه منصور هادي منذ بدء الانقلاب المسلح للحوثيين، وشهدت تنفيذ عدة عمليات اغتيال وتفجيرات حولتها من مدينة ساحلية هادئة إلى ثكنة عسكرية تتلقى الهجمات من كل اتجاه.
وفي ظل انشغال المقاومة الشعبية بتحرير مدن خارج عدن، شهدت شوارع المدينة فرصة سانحة أمام المسلحين للتحرك والقيام بهجماتهم، فنفذت عشرات الاغتيالات بحق مسؤولين عسكريين وأمنيين ومدنيين على حد سواء، منها ما تبناه الحوثيون وتنظيم القاعدة وتنظيم “داعش” أيضا.
قبيل ساعات قليلة من بدء حوار جنيف 1 في يونيو/حزيران الماضي، أقدم الحوثيون على تفجير منزل أحد أعضاء الوفد الحكومي المفاوض في رسالة قوية أوضحوا خلالها أن التفاوض لن يغير الواقع على الأرض، وبالفعل خرج المؤتمر دون نتيجة تذكر.
وفي أغسطس/آب الماضي كان قد تقرر إجراء الجولة الثانية من مؤتمر جنيف، إلا أن ارتكاب الحوثيين لمجزرة في تعز راح ضحيتها نحو 70 قتيلا وعشرات الجرحى، وهو ما أرجأ الحوار إلى أجل غير مسمى.
وبوساطة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ تحدد أمس، السبت، موعد جديد في 15 من الشهر الجاري، إلا أن “داعش” هذه المرة ارتكب جريمة اغتيال محافظ عدن وهو اللواء الركن في الجيش اليمني الذي قاد عملية تحرير المدينة.
