في الوقت الذي تدور فيه مباحثات سلام مكثفة بين الحكومة الشرعية والمتمردين، واصلت ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح خروقاتها المتكررة للهدنة المتفق عليها منذ ظهر الثلاثاء الماضي، في الوقت الذي ردت فيه مقاتلات التحالف العربي عليها.
وقالت مصادر محلية يمنية في أنحاء متفرقة من محافظة تعز المحاصرة، إن المتمردين قصفوا أحياء سكنية في المدينة باستخدام قذائف الهاون والكاتيوشا، وسقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والمقاومة الشعبية.
وأضافت المصادر، أن الحوثيين أمطروا سماء أحياء في تعز بصواريخ الكاتيوشا طوال الليلة الماضية، موضحة أن السكان عاشوا ليلة قاسية ومرعبة، على حد وصفها.
وأشارت مصادر إعلامية محلية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن 50 خرقا تم تسجيلها على مدار الـ24 ساعة الماضية فقط، مؤكدة سقوط 10 قتلى على الأقل من بينهم أفراد من عائلة واحدة.
وفي سويسرا كانت تجرى المباحثات برعاية أممية على قدم وساق، لمحاولة تثبيت الهدنة المتفق عليها لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في مختلف المحافظات اليمنية، التي تعاني من حرب لا تتوقف وبلا هوادة منذ مارس/ آذار الماضي.
واتفق الطرفان على السماح لقافلة إغاثية لتعز، التي تعاني من حصار مشدد من قبل المتمردين، خشية زحف المقاومة الشعبية نحو تخوم العاصمة صنعاء معقل “الحوثي”.
اقرأ أيضا: فيديو| الطريق إلى معركة صنعاء يبدأ بعد جنيف2
وأكدت مصادر حقوقية في تعز، أن الحديث عن فك الحصار عن تعز والالتزام بالهدنة “لم يتعد نطاق قاعات التفاوض”، مشيرين إلى أن الحصار على الأرض لايزال مشددا حتى ظهر اليوم، الجمعة.
من جانبه، أكد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الذي ساند المقاومة الشعبية، بسط نفوذ “الحكومة” على معسكرات تابعة للحوثيين في محافظتي مأرب والجوف، ردا على خروقات قاموا بها للهدنة المبرمة.
اقرأ أيضا: فيديو| بدء مباحثات اليمن في سويسرا وسط آمال بالتوصل لحل دائم
ومنذ مارس/ آذار الماضي سقط نحو 6000 قتيل في اليمن، بينما فشلت الجولة الأولى من المحادثات بين الحكومة والحوثيين التي عقدت في جنيف في يونيو/ حزيران الماضي، وكادت عراقيل وخلافات بين الطرفين حتى اللحظة الأخيرة أن تدفع نحو إلغاء الجولة الثانية المنعقدة في مدينة بييل السويسرية منذ 3 أيام.
