لم تكن تعلم عائلة المواطن عماد أبو شكيان أنها ستكون ضحية جديدة للاحتلال الإسرائيلي وصورايخه الحربية، التي انهمرت على المنطقة التي يقطنون بها في حي الشيخ زايد شمال قطاع غزة، والتي أدت لوقوع أكثر من 25 مصابا بينهم 6 أطفال، بالإضافة إلى خسائر المواطنين الفادحة فى الممتلكات.
من بين هؤلاء المصابين الرضيع يوسف أبو شكيان، ابن السبعة أشهر، ذو الجسد الهش، والذي لاحقته الصواريخ والقذائف الإسرئيلية الملتهبة، دون ذنب، في وقت يتطلع أهله لرضيعهم مستقبلا أفضل، بعيدا عن الخوف والموت والدمار، شأنه شأن الأطفال فى العالم، لكنهم نسوا أن سنة حياة الفلسطينيين وأطفالهم وشبابهم مرهونة بما تفعله آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تفرق بين صغير أو كبير.
يقول عماد أبو شكيان، والد الطفل يوسف الذي تعرض لإصابة بالغة أدى لكسر في الجمجمة وبذلت الطواقم الطبية جهوداً لإنقاد حياته، إن رضيعه لايزال يرقد في العناية المركزة إلى جوار أمه التى تعاني في سرير مجاور للرضيع.
يضيف وعلامات الحزن والخوف تعتلى وجهه: يوسف كان نائما كالملاك في حضن والدته التي أصيبت هي الأخرى بجروح بالغة، عندما سقطت الصواريخ ودوت الانفجارات مخيفة في الحى السكني الذي يقطنون فيه.
يستطرد: كنت خارج المنزل وحينما رأيت ما حدث للمنزل شعرت حينها أن كل شيء انتهى، وأن عائلتي أصبحت ضمن أعداد الشهداء، فاندفعت بقوة إلى البيت وكسرت باب المنزل، بحثت عن أفراد أسرتي فوجدت يوسف غارقا فى الدماء، وأصيب الأم بإصابات خطيرة في الظهر والكتف.
يتابع بحرقة: ما ذنب عائلتي وبلادي، وما الجرم الذي اقترفه الفلسطينيون لكى تصب قوات الاحتلال صواريخها على مدنيين عزل لا يملكون سوى أجسادهم لحمايتهم من القصف والموت.
نسير برفقة ويوضح المواطن أبو شكيان وسط أطلال منزله ليخبرنا: أنه ظل طوال سنوات حياته يعمل ويكد من أجل بنائه والاستقرار فيه، حتى جاءت آلة الحرب الإسرائيلية لتدمر كل شيء في لحظة واحدة، لكنه يختم حديثه بشكر العناية الإلهية على سلامة أسرته.