فيديو| «بيت السناري».. رواية جديدة للدكتور عمار علي حسن

انطلقت فعاليات المهرجان الدولى للطبول في دورته العاشرة بمصر، والتي جاءت تحت شعار «حوار الطبول من أجل السلام».

وتشارك فى المهرجان الدولي للطبول في دورته العاشرة فرق فنية من: اليونان والمكسيك والهند وسريلانكا وجنوب السودان وبنجلادش واليمن وإندونيسيا وفلسطين والجزائر ومصر.

وتُعرض فعاليات المهرجان في مسرح السور الشمالي، وساحة الهناجر بالأوبرا، والحديقة الثقافية بالحوض المرصود، ومركز الطفل للحضارة والإبداع «متحف الطفل» بمصر الجديدة، وبيت السنارى.

افتتح مقهى مصر المحروسة، برئاسة الكاتب الصحفى يسرى السيد، مدير تحرير الجمهورية، البرنامج الرمضانى، فى بيت السنارى، بحى السيدة زينب، بأنشطة ثقافية ومناقشات فكرية وصحفية واحتفالات بانتصارات 10 رمضان، وحرية الإبداع، وليلة سورية، و شعر، وإنشاد دينى وموسيقى عربية، إلى جانب العديد من الحوارات المفتوحة مع الرموز الثقافية.

وتضمن البرنامج في اليوم الأول ، حول «الصحافة والإعلام بين سيطرة الحكومة وسطوة رأس المال»، بمشاركة الكاتب الصحفى فهمى عنبة، وعماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، وصلاح صيام نائب رئيس تحرير جريدة الوفد، والكاتب الفلسطينى فؤاد أبو حجلة، والكاتب الصحفي فتحي خطاب .. ومع فرقة «الجميزة»

واحتفل المقهى بانتصارات أكتوبر فى العاشر من رمضان، بلقاء مع أبطال حرب أكتوبر، اللواء عبد المنعم سعيد الذى يكشف عن اسرار جديدة عما كان يدور فى غرفة عمليات الحرب، ويتحد ث الكاتب والمحلل السياسى الدكتور محمد فراج عن دروس نكسة 5 يونيو فى الوصول إلى انتصارات أكتوبر، أما الشاعر سعيد شحاتة فيلقى بعض قصائده ويتخلل الحوار فقرات غنائية من فرقة النيل للإنشاد الدينى والشعبى.

وبستضيف المقهى يوم السبت 15رمضان – 10 يونيوـ الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، والكاتب الصحفى عبد المحسن سلامه نقيب الصحفيين، ورئيس مجلس إدارة الأهرام وحوار حول هموم الثقافة و صاحبة الجلالة، ويتحدث الدكتور مصطفى الرزاز عن الحرية والإبداع مع فقرات فنية من فرقة شبين القناطر للآلات الشعبية.

وفى يوم الأحد 16 رمضان -11 يونيو، يستضيف المقهى ليلة سوريه لدعم الشعب السورى والدولة السورية من محاولات التمزيق والتفتيت من خلال استضافة العديد من الفنانين والكتاب والسياسيين المصريين والسوريين، فى مقدمتهم السفير السورى بالقاهرة الدكتور رياض سنيح، والكاتب الدكتور محمد سيد أحمد، والدكتور جهاد عوده، والفنان التشكيلى سمير ظاظا، ومصممة الأزياء أمل غازى، وفؤاد بركات عازف تورمبتا، والمنشد الدينى فايز الحلو

ويوم الاثنين 17 رمضان- 12يونيو يستضيف الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق والشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة والكاتب الصحفى فتحى خطاب، لتحدث عن «إشكاليات التعامل مع الصحف العربية»، مع فقرات فنية لفرقة بهتيم للموسيقى العربية.

وفى يوم الثلاثاء 18رمضان- 13 يونيو يختتم المقهى لياليه مع الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، والناقد الرياضى الكبير محمود معروف، والناقدة الفنية الكبيرة ماجدة موريس،  حول «الدراما التليفزيونية فى ميزان النقد» ..  مع نغمات فرقة كفر الشرفا للآلات الشعبية.

ويشارك فى فعاليات المقهى مجموعة كبيرة من الشعراء والصحفيين منهم : مسعود شومان ويسرى حسان، ومحمود الحلوانى، وأيمن سالم، وأمل عامر، وأمينة عبدالله، وعفاف أحمد، وسعيد شحاتة وإيمان السباع، إلى جانب طارق الطاهر رئيس تحرير اخبار الأدب، وعماد الغزالى رئيس تحرير القاهرة، وماهر حسن نائب رئيس تحرير المصرى اليوم، وأسامة الرحيمى، نائب رئيس تحرير الأهرام و صلاح صيام نائب رئيس تحرير الوفد، وأيمن الحكيم نائب رئيس الإذاعة والتليفزيون.

كما يشارك خلال أيام فعاليات المقهى الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق، والشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، والشاعر زين العابدين فؤاد، والفنانة عزة بلبع، والناقد الرياضى الكبير محمود معروف، ويبدأ المقهى فى التاسعة مساء وحتى الحاديه عشر، ويدير اللقاءات الكاتب الصحفى يسرى السيد مدير تحرير الجمهورية.

ويقول الكاتب الصحفى يسرى السيد، إنه كتقليد رمضانى سنوى معتاد، يواصل مقهى مصر المحروسة نشاطه فى منطقة السيدة زينب وينتقل من الشارع لتضاف فعالياته إلى أنشطة بيت السنارى “بيت الفنون والعلوم التابع لمكتبة الاسكندريه”.

ومن جانبه قال الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، إن المقهى يقام فى إطار مجموعة كبيرة من الأنشطة الرمضانية لبيت السنارى هذا العام التى تشكل بؤرة إشعاع ثقافى فى قلب القاهرة .

وأضاف أيمن منصور مدير المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية ومدير بيت السنارى، أن برنامج المقهى المتنوع يضيف ساحة جديدة للحوار بين جمهور السيدة زينب وضيوف المقهى، بالإضافة إلى أن المنتج الثقافى المتنوع لبيت السنارى عامة ومقهى مصر المحروسة على وجه الخصوص يشكل رافدا مهما للثقافة الجادة التى ترفع من وعى المواطن من جهة وفرصة للحوار الجاد والعميق حول هموم الوطن.

وقال الكاتب الصحفى يسرى السيد صاحب فكرة المقهى أن التجربة فى خطتها تغطية لأحياء مصر وستواصل فاعليتها هذا العام من بيت السنارى فى السيدة زينب، وقد حققت تفاعلا جماهيريا متجاوزة فكرة الصالونات الثقافية المغلقة على النخبة، وتعيد لإحياء فكرة المثقف العضوى ولتعميق الفائدة وتعميمها، وسيتم تسجيلها وبثها على شبكة الانترنت لتكون فى متناول الجميع، وبرنامج هذا العام متنوع بين السياسة والرياضة والفن والشعر والإنشاد الدينى والسينما والمسرح.

في مزج بين الخيال والتاريخ يقدم الكاتب والباحث والروائي المصري عمار علي حسن أحدث رواياته «بيت السناري» التي يستخرج فيها شخصية تاريخية يكتنفها الغموض ويكسيها لحما ودما لتنطق بما لم تكشف عنه كتب التاريخ أو حكايات الرواة.

جاءت الرواية في 326 صفحة من القطع المتوسط عن الدار المصرية اللبنانية ونال عنها المؤلف جائزة (الطيب صالح للإبداع الكتابي) في فبراير/ شباط الماضي عندما كانت «مخطوطة» قبل طباعتها وطرحها بالأسواق.

تدور أحداث الرواية قبل أكثر من مئتي عام خلال سنوات الحملة الفرنسية الثلاث على مصر من 1798 إلى 1801 وتنطلق من قلب القاهرة القديمة في حي السيدة زينب حيث بيت إبراهيم كتخدا السناري الذي أبدع صاحبه في بنائه وجعله تحفة معمارية يتحاكى بها المعاصرون واللاحقون لكنه لم ينعم بالإقامة فيه طويلا.

ورغم أن الرواية تحمل اسم «السناري» صاحب البيت -ذلك الرجل القادم من السودان والذي بدأ حياته حارس عقار في مدينة المنصورة حتى أصبح أحد كبار رجال السلطة في مصر- يكتشف القارئ رويدا رويدا أن الشخصية الرئيسية هي «زينة» تلك الجارية التي ملكت على صاحب البيت قلبه وعقله وأصبحت أقرب إليه من زوجاته.

ويبلور المؤلف متانة العلاقة بين السيد وجاريته في حديث يقول فيه السناري «أنا يتيم مثلك. أنت خُلعت من حضن أبيك وأنا خُلعت من بلدي.. نعم وجدت هنا ما لم أجده هناك ولم يكن بوسعي أن أجده لو لم آت إلى هنا لكن الحنين إلى جذوري لا يفارقني».

ويتابع قائلا «جئت من ‘سنار‘ عاصمة السلطنة الزرقاء التي تحكم السودان. يقولون إنها ‘سن نار‘ فدمج الناس النونين فصارت هكذا.. ألسنة نار الشعل التي كانت تضيء حلقات الذكر وجلسات تعلم القرآن. تركت الناس هناك في صباي يرجعون اسم المدينة إلى هذا محتفين وفرحين لكن رجلا ركب معي المركب الذي أقلني إلى ‘بولاق‘ أخبرني أن ‘سنار‘ اسم امرأة سميت المدينة باسمها وأنا صدقت هذه الرواية وزاد صدقي حين قابلتك ولو كان الأمر بيدي لسميت القاهرة ‘زينة‘ على اسمك».

يغيب السناري عن البيت للحاق بمراد بك الكبير للتصدي للفرنسيين تاركا زينة حارسة على خبيئته الكبرى التي دسها خلف أحجار البيت إلى أن يدخل الغزاة القاهرة ويقتلعون أهله منه ويحتله علماء وفنانو الحملة الفرنسية.

يظهر السناري ويختفي على فترات بين الصفحات لكن تبقى زينة هي المحرك الأساسي للأحداث بذكائها ودهائها وحسنها الذي يدور في فلكه الجميع مثل الفراش الذي يتجمع حول النار لكنه يحترق إذا اقترب فتراوغ الفرنسيين تارة وتناور عاشقها القديم تارة أخرى.

وربما تتجلى هنا مهارة المؤلف الذي يدرك أن نهاية السناري معروفة للقارئ مسبقا قبل أن يطرق صفحات الرواية وهي القتل لذلك ارتكز على زينة التي قد تبدو في كثير من الأحيان معبرة عن “مصر” الحائرة بين حكم العثمانيين وإدارة المماليك وطمع الفرنسيين والإنجليز.

تتوالى الأحداث ويخرج الفرنسيون من مصر ليستعد الإنجليز للدخول ويعود الغائبون إلى بيت السناري لكن زينة وحدها تبقى مجهولة المصير ليظل خيال القارئ معلقا بها حتى بعد انتهاء صفحات الرواية وكأن المؤلف قصد أن يظل طيفها هائما إلى الأبد في جنبات البيت الذي آل حاليا إلى مكتبة الإسكندرية وتقام به أنشطة فنية وثقافية متعددة.

أكثر ما يميز الرواية هو المفردات التي استدعاها المؤلف من التاريخ مثل «القنبر» وهي القنابل بلغة العصر الحالي و«الطومار» والمقصود بها المرسوم السلطاني و«البحر المحيط» وهو الاسم القديم للبحر المتوسط و«الأخطاط» وهي الأحياء السكنية واستخدام الأسماء القديمة لبعض أحياء القاهرة وهو ما أضفى على الرواية صبغة مميزة جعلت القارئ أقرب إلى العصر الذي تحكيه.

وكذلك تركيز المؤلف على خط واحد متصل من البداية للنهاية تمسك طرفه زينة رغم تفرع القصص والحكايات والشخصيات من عثمانيين ومماليك وفرنسيين ومصريين إلا أنه استطاع الحفاظ على وحدة الرواية بمهارة دون أن يرهق ذهن القارئ في دروب فرعية.

يضاف إلى هذا البانوراما الكاشفة التي قدمها المؤلف لمصر ومحيطها الإقليمي في ذلك الوقت من تاريخها فمزج الخاص بالعام وأصبح مصير أبطال الرواية مرتبطا بمصير البلد كله.

تعد هذه الرواية التاسعة للمؤلف بعد (جبل الطير) و(باب رزق) و(السلفي) و(شجرة العابد) و(سقوط الصمت) و(زهر الخريف) و(جدران المدى) و(حكاية شمردل) بخلاف المجموعات القصصية والكتب البحثية والنقدية.