بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي عماد عبد الهادي إن الحكومة الأمريكية منقسمة في هذه اللحظة، معتبرا أن اسم هيلاري كلينتون كان العقبة الرئيسية أمام الديمقراطيين، لكونها امتداد للرئيس السابق أوباما، الذي جاء فيه انتخاب ترامب كرد فعل ضده.
وأضاف المحلل السياسي أن نجاح ترامب في حشد “الأغلبية البيضاء” واللعب على مشاعر الخوف من سيطرة الأجندة الخاصة بأوباما مرة أخرى مع هيلاري كلينتون، ألقى بظلاله على مسيرة الديمقراطيين.
حسن المومني أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية اعتبر فوز الديمقراطيين بأغلبية النواب مؤشرا على التعامل مع ترامب كمرحلة مؤقتة، مشيرا إلى أنه حدث اختلاف كبير منذ تولي ترامب الرئاسة في بعض القضايا التي تخص الشرق الأوسط، من بينها القضية الفلسطينية وقضايا أخرى تتعلق بالإرهاب. بينما لم يختلف الأمر في الأزمة السورية عن سابقه أوباما.
ولفت المومني إلى أن السياسة الحالية لترامب مختلفة عن “شهر العسل” الديمقراطي بين أوباما وإيران، مضيفا أن استرداد الديمقراطيين عافيتهم يرسل إشارات إلى دول المنطقة التي لا تشعر بارتياح مع ترامب، بتأجيل أي اشتباك على اعتبار أن ترامب مسألة مؤقتة إلى حين عودة الديمقراطيين إلى سدة الحكم.
في جانب آخر، أشار المحلل الاقتصادي صادق الركابي إلى أن فوز الديمقراطيين بأغلبية النواب قد يفرض على ترامب خفض الإنفاق العسكري، وهي القضية مثار الجدل بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وقلّل الركابي من تأثير نتيجة هذه الانتخابات على السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية، رغم ترجيحه بإمكانية تأثير الديمقراطيين على بعض القرارت المتعلقة بالتجارة وتعديل الاتفاقيات التجارية.
كما أكد على أن فوز الديمقراطيين بالنواب والجمهوريين بالشيوخ، يجعل الكونجرس منقسما، وهو ما يفرض صعوبة على تمرير القرارات، وهو ما قد يستغله الرئيس الأمريكي في تمرير سياساته المحلية أو الخارجية، واللعب على هذه النقطة.
وفي رأي آخر يقلل من تأثير الصعود الديمقراطي الأخير في السياسة الأمريكية، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن الديمقراطيين قد يعجزوا عن تحقيق أي اختراق للسياسة الخارجية لإدارة ترامب، لافتا إلى أن السلطة التنفيذية تعلو السلطة التشريعية في هذا النظام الرئاسي.
وأضاف البرديسي أن الرئيس الأمريكي سيستكمل سياساته، مرجحا استمرار نهج الإدارة الأمريكية كما هو فيما يخص قضايا الشرق الأوسط.
وغرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر” محتفلا بتقدم الحزب الجمهوري على الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ.
كما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، في مؤتمر بالبيت الأبيض، عن أمله في أن يتمكّن الجمهوريون والديمقراطيون من “العمل سويا”.
وأفادت نتائج أولية لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي بأن الحزب الديمقراطي استعاد سيطرته على مجلس النواب بواقع 222 مقعدا مقابل 199 للحزب الجمهوري، بينما لا يزال 14 مقعدا قيد المنافسة.
وفي مجلس الشيوخ احتفظ الجمهوريون بالأغلبية حيث حصدوا 51 مقعدا مقابل 45 مقعدا للديمقراطيين في حين لا يزال 4 مقاعد قيد المنافسة.