قال المترجم اللبناني جريس الخوري، إنه تلقى تعليمه في مدرسة للمكفوفين، وقضى جزءًا من سنوات الدراسة بالمرحلة الثانوية بنظام الدمج في مدارس عادية، إلا أن اندلاع الحرب عام 1975، أوقف هذه التجربة، موضحاً أنه استكمل المرحلة عبر البرنامج الثانوي اللبناني، بالاشتراك مع برنامج الثقافة العامة البريطانية، ما ساعده في إتقان اللغة الإنجليزية.
وأضاف الخوري، وهو كفيف، خلال حواره عبر برنامج “يوم جديد” على شاشة “الغد العربي” اليوم الخميس، أنه استكمل دراسته بالجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرج فيها عام 1980، ومن ثم حصل على درجة الماجستير عام 1986 ، ليعمل في تدريس اللغة الإنجليزية.
وروى الخوري قصة دخوله مجال الترجمة قائلاً، إن “الأمر بدأ مع بحثي عن عمل لتأمين المعيشة، بعد حصولي على درجة الليسانس، وبدأت العمل بالتواصل مع منظمة اليونيسيف، ثم بعد ذلك قمت بترجمة تقارير صحفية بسيطة، إلى أن تحول الأمر من التدريس إلى الترجمة بالكامل، على مدار 35 عاماً”.
وأشار المترجم الكفيف، إلى أنه صدر له ما يقرب من 32 كتاباً في السوق اللبنانية، لافتاً إلى أن مدة ترجمة الكتاب تختلف بحسب حجم الكتاب، ونوعية المجال الذى يناقشه، إذا كان علميا أو اجتماعيا، موضحاً أن الكتاب الواحد قد يستغرق عاماً كاملاً، ضاربا المثل بأحد الكتب التي كانت تتحدث عن الطب الحديث.
واختتم حديثه بالقول، “يظل المعاقون في أي بلد، غير مقبولين اجتماعيا لا سيما في تصدرهم لأي عمل، وهي صعوبة واجهتني أيضا، ولكن ما إن يتم معرفة إنجازاتي، حتى أباشر عملي دون مشكلة، لأن الدقة هي الأساس، وبدون الدقة يكون العمل بلا قيمة، وأحلامي كثيرة والأهم أن أستمر في ممارسة عملي مترجماً، وأن يتحسّن المردود المالي لي”.
