عامان فقط منذ أعلن تنظيم “داعش” دولة خلافته المزعومة بين العراق وسوريا، حتى انتشر عبر الخارطة العربية، ليرتكب مجازر متتالية لم يعرفها التاريخ منذ قبله، فما يرتكبه يذكرنا بقصة “يأجوج ومأجوج”، الذين “سيموجون في الأرض ويعيثون فيها الفساد ولا يأتون على شيء إلا أهلكوه”.
وبحسب تقرير صادر عن متحف الهولوكوست في الولايات المتحدة، اليوم الخميس، فإن “داعش” ارتكب جرائم إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشيعة والأقلية الإيزيدية والمسيحية والتركمان شمال العراق.
مئات من المجازر التي لا حصر لها، بحسب شهود عيان ومراقبين، ارتكبها التنظيم في العراق وسوريا وليبيا ومصر، بخلاف ما تبناه من هجمات إرهابية في السعودية والكويت وغيرها من دول العالم، إلا أن خسارته لبعض المعارك والأرض في العراق وسوريا ألقت الضوء على ما اكتشف من مجازر ارتكبها قبل مغادرته، فمع تقدم القوات العراقية والكردية بدعم من غارات التحالف الدولي في الموصل شمال البلاد، ظهرت آثار وحشية التنظيم، حيث اكتشفت مقابر جماعية جديدة تضم رفات جنود من الجيش والشرطة والأكراد.
العراق
بدأت قصة التنظيم المتشدد تأخذ منحى مختلفا على الصعيد العسكري، عقب فرضه السيطرة على محافظة الموصل ربيع عام 2014 حتى اعتلاء أميره أبوبكر البغدادي لأحد المنابر في المدينة.
وفي يونيو/حزيران من نفس العام، اقتحم قاعدة سبايكر الجوية بمحافظة صلاح الدين التي يتمركز بها الجيش العراقي، وعقب هزيمة مدوية للجيش، أسر “داعش” طيارين تحت التدريب وضباطا بالقاعدة بلغ عددهم بين 1700 و2200 قتلهم جميعا ودفنوا في مقابر جماعية اكتشفت لاحقا.
عقب توسع التنظيم أمام تقهقر الجيش العراقي، قررت الولايات المتحدة قيادة تحالف دولي ضده في سوريا والعراق، في سبتمبر/أيلول 2014، إلا أن مسؤولين أكدوا أن القضاء على التنظيم سيستغرق أعواما.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ارتكب “داعش” مجزرة بحق أسرى من الشيعة، كانوا ضمن سجناء عراقيين من كافة الطوائف وعددهم 600 شخص، وبحسب مقطع فيديو فقد أجبر السجناء على الركوع على حافة أحد الأودية، وأطلق النيران عليهم لتسقط جثثهم فيه.
وفي إبريل/نيسان الماضي، قتل التنظيم نحو 500 من قبيلة “البونمر” في الأنبار شمال البلاد مع عشرات من أبناء العشائر الأخرى.
وارتكب التنظيم المتشدد مجازر على مدار عامين بحق الإيزيديين في جبل سنجار، واغتصب الآلاف من النساء الإيزيديات اللاتي وقعت في الأسر، إضافة إلى ما ارتكبه من مجازر بحق مئات من قوات البيشمركة الكردية التي فرضت سيطرتها اليوم الخميس، للمرة الأولى منذ عامين على قضاء سنجار.
سوريا
فرض التنظيم سيطرته على 50% من أراضي سوريا خلال أقل من عامين منذ أعلن تأسيسه، وارتكب عشرات المجازر التي لا يمكن حصرها بشكل كامل ضد إعلاميين ونشطاء ومدنيين وعسكريين في الجيش والمعارضة المسلحة، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014 ارتكب التنظيم مجزرة بقتل 800 من عائلة “الشعيطات” في محافظة دير الزور شمال شرق البلاد.
وفي مايو/آيار الماضي، قتل التنظيم نحو 400 من أبناء تدمر الأثرية عقب تدميره لتماثيل وأعمدة تاريخية في المدينة.
ليبيا
ارتكب التنظيم في ليبيا مجزرة مدوية في فبراير/شباط 2015، عندما بث فيديو تنفيذه لعملية “ذبح” جماعية لـ21 مصريا قبطيا في سرت شرقي البلاد، وهي الجريمة التي أثارت حفيظة العالم وإدانته، وردت مصر بعدها بغارات جوية على معاقل التنظيم في ليبيا.
لم يكتفِ التنظيم بتلك المجزرة التي اختلطت فيها دماء المصريين بماء البحر المتوسط في مشهد مريع، وتوالت جرائمه بحق المدنيين في البلاد.
وفي أغسطس/آب 2015، قتل التنظيم نحو 200 شخص معظمهم من قبيلة الفرجان إثر اشتباكات في سرت التي يسيطر عليها، الأمر الذي دعت على إثره الحكومة الليبية لجلسة طارئة بالجامعة العربية لاتخاذ خطوات فعالة ضد الإرهابيين.
مصر
تبنى تنظيم “ولاية سيناء” التابع لـ”داعش” قتل عشرات الجنود المصريين والمواطنين الداعمين للجيش على مدار عام مضى منذ أعلن مبايعته للبغدادي في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وتوالت جرائمه في سيناء التي يجري فيها الجيش المصري عمليات عسكرية قاصمة ضده.
