قال محمد دحلان، القائد الفتحاوي، ونائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان لديه نوع من الانفتاح على الجانب الإسرائيلي، إلا أنه كان لديه خطوط حمراء لا يمكن أن يتم تخطيها.
وأضاف دحلان، خلال حواره عبر برنامج “أوراق فلسطينية” على شاشة “الغد العربي” مساء الأحد، أنه يتذكر خلال مفاوضات الخليج، التي وصلت إلى اللحظة الحاسمة كان هناك اقتراح أمريكي بالاجتماع مع نتنياهو، مستطردا “كنت حاضرا مع عرفات، وأتذكر تفاصيل هذا الاجتماع كأنه حدث بالأمس، حيث رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي فكرة الانسحاب من أي شبر من الأراضي الفلسطينية، وعلى رأسها الخليل، وتكونت لدى عرفات قناعة بهذا الأمر، ليسأله سؤالا ليرد نتنياهو لن ننسحب من الخليل لأنها مدينة يهودية”.
وواصل دحلان حديثه، قائلا: “عرفات قلب الطاولة فعليا علينا وعليهم وغادر الجلسة دون عصائر وطعام، وقاتلت من أجل إعادته للاجتماع، وبدأ يصيح، وحصلنا على ما حصلنا عليه في مدينة الخليل، وهذه دلالة أخرى على أن الخوف لا يرد في نفس أو عقل ياسر عرفات عندما يتعلق الأمر بالحقوق والكرامة الوطنية”.
وشدد دحلان بقوله “هناك نقطة أخرى متعلقة بالرمزيات، حين اختارني لأذهب للتفاوض مع وفد حكومي إسرائيلي ممثل من شارون وابن شارون ونائب رئيس الأركان، وكانت مفاوضات مضينة ومحزنة ومذلة، ليتدخل ملك السعودية الملك عبدالله، ليتم إنجاز الاتفاق، بمعظم الشروط التي كان يريدها عرفات، وبقي شرط واحد، وكان مفاجأة، وهي طلب الوفد الإسرائيلي في الرابعة صباحا ألا يرفع عرفات علامة النصر بيده، وهو ما يؤكد أن تلك الحركة كانت تعطي رمزا قويا للصمود الفلسطيني”.
وأوضح “أكثر شخص تسامح مع حركة حماس هو ياسر عرفات، واستجاب لمتطلباتها في حالة الصدام بين فتح وبينها، وبالتالي، يجب استغلال الروح الإيجابية لتعزيز الوحدة الوطنية، بالتزامن مع ذكرى ياسر عرفات، والتي يجب أن تكون ذكراكم، لأنكم لا تستطيعون أن تكتبوا تاريخكم دون أن تكتبوا تاريخ ياسر عرفات، ولدينا رمز يجب أن نفتخر به، ونعيد النظر في الأخطاء السابقة من أجل اللحمة الوطنية، نخرج من الحديث عن الماضي، والبدء في الحديث عن المستقبل، نتفرغ لعام واحد فقط عن المستقبل، تعمنا روح الشهيد ياسر عرفات”.
