قال جيل دي كريكوف، المنسق العام لمكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، إن العمل العسكري في سوريا ليس مفتاح الحل للأزمة.
وأكد دي كريكوف، خلال «لقاء خاص» مع الإعلامي عبد اللطيف المناوي عبر فضائية «الغد»، أنه يدعم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، للوصول إلى حل سياسي في سوريا، ويضيف «ندعم المعارضة السياسية المعتدلة في سوريا».
الأنظمة الضعيفة وراء انتشار الإرهاب
ولفت المسؤول الأوروبي، إلى إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتمتع بحصانة ضد الإرهاب، ولكن هناك تعاونا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، معتبرا أن المنظمات الإرهابية تترعرع في دول فاشلة لا تقدم عدالة أو خدمات اجتماعية، ما يؤثر بالسلب على المواطنين، لافتا إلى أن داعش نشأ في العراق وسوريا وليبيا لغياب الدولة، كما استغلت التوتر بين السنة والشيعة وإيران والسعودية في المنطقة.
وقال جيل دي كريكوف، إن دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية عانت من الإرهاب منذ أمد بعيد، مشيرا إلى أن أحداث 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 جعلت العالم يضع خططا جديدة وأساليب لمكافحة الإرهاب وعملياته التفجيرية في العالم، مشيرًا إلى أن العالم أدرك حجم الإرهاب الذي يواجهه والخطر المحدق الذي يحيط به بعد نشأة داعش، لافتا إلى أن أكثر من 5000 مقاتل انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي من داخل أوروبا.
الأزهر حائط صد ضد الخطاب الديني المتطرف
وتابع، أن الاتحاد لا يقدم الأسلحة كما تفعل الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن مصر دولة هامة للاتحاد الأوروبي كونها تمثل المرجع الثقافي للعالم العربي واللاعب الأساسي بالمنطقة، وأن مصر لها الريادة ثقافيا بالمنطقة لاحتوائها على جامعة الأزهر، لافتا إلى أن لمؤسسة الأزهر دور بارز في مكافحة الخطاب الديني المتطرف.
الهجمات مستمرة.. وأوروبا تستعد للمواجهة
&
وفيما توقع المنسق العام لمكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، استمرار الهجمات الإرهابية على أوروبا، مؤكدا أنه يتم تجهيز رد قوي لمنعها، من خلال العمل على تحسين تدفق المعلومات بين الأجهزة الأمنية، وكذلك ضبط الحدود ومنع تسلل الإرهابيين، أكد أن دول أوروبا أصبحت الآن أكثر جهوزية واستعدادًا لمواجهة الإرهاب عن ذي قبل.
«النصرة» وليدة تنظيم «القاعدة»
وقال دي كريكوف، إن التمييز بين المجموعات المسلحة في سوريا صعب، وإن «جبهة النصرة» تنظيما إرهابيا يمثل جزءا من تنظيم «القاعدة»، مشيرا إلى أن معاهدة الاتحاد الأوروبي تمنع استحداث أجهزة استخباراتية للدول الأعضاء، وأن الأهم للمرحلة الحالية هو ضمان عمل تبادل المعلومات بين الأجهزة الاستخباراتية للدول الأعضاء بسلاسة بشأن مكافحة الإرهاب الى جانب تشجيع الدول الأعضاء على إعادة هيكلة التعاون الاستخباراتي، وأن الاتحاد الأوروبي يحرز تقدما ملحوظا في اتجاه التعاون الاستخباراتي بين الدول الأعضاء ولكن ذلك الجهد لن يؤدي إلى استحداث وكالة استخباراتية لمكافحة الإرهاب خلال المرحلة الحالية.
التدخل العسكري في ليبيا
ونفى المسؤول الأوروبي أن يكون التدخل العسكري في ليبيا مطروحا للنقاش في الوقت الحالي، مؤكدًا أن هناك ما يقارب خمسة آلاف مقاتل من داعش في ليبيا، مؤكدا حرصهم على مساعدة ليبيا في مكافحة داعش.
بقاء بريطانيا في الكيان الأوروبي يدعم مكافحة الإرهاب
وقال، إن أوروبا تسعى لإقناع بريطانيا بالبقاء داخل الاتحاد من أجل أغراض اقتصادية، بالإضافة إلى جانب أمني، مشيرا إلى أن بقاء بريطانيا عضوا بالاتحاد الأوروبي يعطي الجانبين مزيدا من الإحساس بالأمن خاصة وأن المملكة المتحدة تعد الدولة الأكثر تقديما لمعونات مكافحة الإرهاب داخل أوروبا.
وأضاف دي كريكوف، أن هناك أزمة في تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء في الاتحاد، ولكن هناك تحسنا وتقدما من خلال منظومة معلومات شنجن وتم تكثيف التعامل الأمني لدول الاتحاد مع التهديدات الإرهابية المستمرة.
