جددت مريم رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية في الخارج، دعوتها المجتمع الدولي الى تشكيل لجنة تحقيق بشأن المجزرة التي ارتكبها النظام الإيراني في عام 1988، بحق 30 ألف سجين سياسي، مطالبة بمحاكمة ومعاقبة منفذي الجرائم ممن يحتلون مناصب مفصلية في الحكم ويواصلون جرائمهم. وأكدت أن الشعب الإيراني عقد العزم لنيل الحرية والديموقراطية وإسقاط نظام ولاية الفقيه مهما كلّف الثمن.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقت بها في العاصمة الألبانية تيرانا، أمام الاحتفال بالذكرى السنوية الثانية للهجوم الصاروخي المدمرعلى مخيم ليبرتي الذي خطط له النظام الإيراني بهدف القضاء على سكان المخيم وتوجيه ضربة قاصمة لأعضاء منظمة مجاهدي خلق، مما أسفر عن استشهاد 24 منهم.
شارك في الاحتفال عدد من الشخصيات من الدول الغربية والعربية. واستنكر الحضور ذلك الهجوم الهمجي وأدانوا أعمال نظام الملالي الإجرامي في قمع أعضاء المقاومة بمخيمي أشرف وليبرتي، وكذلك في سجون إيران لاسيما في مجزرة العام 1988.
وقالت مريم رجوي في كلمتها: “لقد استهدفونا بحملات المجازر الرهيبة في ثمانينات القرن الماضي، وفي العام 1988 أبادوا 30 ألفا من اخواننا وأخواتنا. وقضينا سنوات في الحصار وتحمّلنا ادراج أسمائنا في قائمة الإرهاب والمؤامرات وعمليات القصف الجوي والاغتيالات وأعمال القتل والقصف الصاروخي. ولكننا اجتزنا كل هذه المواقف بالصمود والاصرارعلى قضيتنا.
و أكدت رجوي أن اتساع نطاق الاحتجاجات اليومية للمواطنين الطافح كيل صبرهم في طهران والأهواز وغيرهما من المدن الإيرانية، هو من آثار هذا العهد. وهو ما يشكّل محطة جديدة من المقاومة والاحتجاج تشارك فيها غالبية الشرائح والطبقات: بدءا من المواطنين المنهوبة أموالهم من قبل المؤسسات التابعة لخامنئي وقوات الحرس، وإلى العمال والمعلمين والممرضين والمتقاعدين، والموظفين والطلاب الجامعيين وخريجي الجامعات، والكوادر الطبية، وطلاب المدارس والشباب الباحثين عن العمل والمزارعين، أو المواطنين الضائقين ذرعا حيث ينظمون سلاسل بشرية على ضفة نهر «كارون» أو نهر «زاينده رود» ليحتجوا على جفاف النهر أو تلوث المياه والهواء، والسجناء السياسيين الذين يدفعون الثمن بأرواحهم من خلال الخوض في إضرابات عن الطعام.
وأضافت: اليوم بات من المطلب العام تقديم قادة النظام أمام العدالة بسبب ارتكابهم مجزرة بحق 30 ألف سجين سياسي في العام 1988. إننا ندعو المجتمع الدولي إلى دعم تشكيل لجنة تحقيق من قبل الأمم المتحدة بشأن المجزرة في العام 1988.
وبشأن سوريا شددت رجوي بانه لابد من التذكير بحقيقتين أساسيتين من جديد، أولا: لو لم يرتكب نظام ولاية الفقيه بجانب نظام سوريا الجرائم التي خلفت مستنقع الدماء في سوريا، لكان بشار الأسد قد سقط قبل سنوات،
والحقيقة الثانية: هي أن الشعب الإيراني يقف بجانب الشعب السوري، وأعلن أبناء الشعب الإيراني مرات عديدة في هتافاتهم خلال تظاهراتهم الاحتجاجية رفضهم ومعارضتهم لتواجد القوات الاجرامية لنظام الملالي في الأراضي السورية.
واختتمت السيدة رجوي بالقول: أكرّر مرة أخرى أن اسقاط هذا النظام واجب وهو في متناول اليد وهناك بديل ديموقراطي له. وأنه يمكن ويجب النهوض والعصيان والانتفاضة لكنس هذا النظام المعادي للإنسانية والحاكم باسم الدين من ايران والمنطقة.
وأكد نائب البرلمان من مجلس العموم البريطاني من حزب المحافظين الدكتور«ماتيو آفورد» قائلا: إننا نتابع العمل لإستكشاف جميع جوانب مجزرة العام 1988 والكشف عن المتورطين فيها الذين يمسكون السلطة في الوقت الحالي لإحالتهم إلى العدالة. وأدعو الإدارة الأمريكية وحكومتي إلى دعم المقاومة الإيرانية ودعم مساعي الشعب الإيراني من أجل تمريرالحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون في بلدهم.
و بدوره قال جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الهيئة العليا للمفاوضات: لن ننسى ابداً تلك القافلة الكبيرة من الشهداء، شهداء ثورة ايران الحقيقة عام 1988، ونترحم أيضا على مئآت الآلاف من شهداء الشعب السوري الذين يسقطون يومياً كل يوم وكل ساعة منذ سبع سنوات. شهداء الحرية والكرامة، الشهداء الذين قالوا فقط نريد أن نحيا على ارضنا ، في بيوتنا اعزاء، حرما، ورفضوا سياسة خطيئة
وتساءل: هل كثيرٌ علينا نحن السوريين والايرانيين أن نقول نريد الحرية كباقي شعوب العالم؟ ألا يرى العالم ماذا يفعله نظام بشار الأسد مدعوماً من نظام الملالي؟ يرسل السلاح الأعمى (البراميل المتفجرة) دون هدف فقط لتقتل المدنيين ثم يستخدم السلاح الكيماوي ويجد من الدول الكبرى من يحميه؟!
وأكد أن مايفعله النظام الايراني الآن لا يتضرر منه ايرانيون والسوريون فقط، بل كل شعوب الشرق الاوسط. وقال:”حتي الارهاب الذي طال أوروبا واكثر من مكان آخر تعود جذوره لتلك السياسة التي مارستها ولاية الفقيه في طهران، ونأمل أن تتشكل جبهة عالمية واقليمية لمواجهة هذا النهج الطائفي العنيف والارهابي.
وقال أحمد أبو هولي نائب المجلس التشريعي الفلسطيني: نحن كشعب فلسطيني ضاق مرارت الاحتلال ولايزال اكثر من يشعر بكم ويعيش معكم، ونحن نعيش معكم وننظر الي شهدائكم، إلي هؤلاء الابطال الذين سقطوا قبل عامين والذين سقطوا على مدار السنين السابقة في سجون القمع الايراني.
وأضاف: عندما حوصر الشهيد القائد ياسرعرفات حوصر اربعة سنوات كما حوصرتم انتم في مخيم ليبرتي، وتعرض كما تعرضتم انتم للكثيرمن التضييق والتعذيب والمؤامرات والضغط حتي الاستسلام، ولكن قال كلمته الأخيرة: يريدونني أسيرا أوطريدا أو شهيدا؛ شهيدا شهيدا شهيدا. وأنا أرى مجاهدي خلق التي تقدم الشهداء، الشهيد تلو الشهيد، وأرى النصر في عيونكم وتضحياتكم ومعاناتكم وصبركم وصمودكم. وأقول: إن هذه الثورة بإذن الله ستنتصر ستنتصر ستنتصر.
وبدوره قال نائب البرلمان الإيطالي «نيكولا تشيراتشي»: بعد التغييرات في الإدارة الأمريكية الحاكمة إنتهت العملية السياسية التي نصفها في أوروبا بأنها فترة فاشلة. أي سياسة المداهنة مع النظام الإيراني المتطرف. ونحن نطالب بصرامة بإدراج قوات الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية، فمن الضروري فرض العقوبات لانها تؤدي إلى تجفيف المصادرالمالية للمجموعات الإرهابية من أمثال حزب الله و سائر المجموعات المليشياوية في العراق واليمن. مضيف:”انني وبرفقة العديد من نواب البرلمان الإيطالي نطالب الحكومة الإيطالية والإتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على قوات الحرس وإعلانها كيانا غير شرعي.
