تطور جديد في العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية، التي أصبحت تستهدف الجنود الإسرائيليين وليس المدنيين، وذلك بعد عملية القدس الأخيرة.
استهدف الفلسطيني نمر الجمل، صباح الثلاثاء، دورية إسرائيلية في القدس، وأطلق عليها النار، ما أسفر عن مقتل 3 جنود إسرائيليين، وإصابة آخر بجروح خطيرة، ثم استشهد بعد ذلك بنيران الاحتلال.
الكاتب الصحفي أحمد المصري، يرى أن عملية القدس جاءت ردا طبيعيا على التوسع الإسرائيلي في الاستيطان.
وفي مشاركة عبر النشرة الإخبارية مع الإعلامي بهاء ملحم، يضيف المصري، أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حق مكفول للفلسطينيين من قبل الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
وأوضح المصري، أن العملية تعتبر تطورا في العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية، فهي تستهدف الجنود وليس المدنيين.
العملية وقعت على مدخل مستوطنة “هار أدار” قرب بلدة “قطنة” شمال غرب القدس المحتلة، بعد تمكن مسلح فلسطيني، من الوصول للمستوطنة، وإطلاق الرصاص بشكل مباشرٍ على حراس الأمن، ثم قام بطعنهم، واستشهد بعد إطلاق النار عليه.
رسائل عدة
وتظاهر عشرات المواطنين الفلسطينيين في غزة، تأييدا وابتهاجا بالعملية، ووزع أنصار حركة الجهاد الإسلامي الحلوى على المشاركين في المسيرة والمارة.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، “إن عملية القدس حملت رسائل عدة إلى الاحتلال الإسرائيلي، أولها أنه سيدفع ثمنا باهظا نتيجة سياساته الاحتلالية”، مؤكدا أن مسيرة المقاومة لن تتوق، و”أن شعبنا سيعمل على إفشال كل محاولات التآمر العربي والدولي على القضية الفلسطينية”، متابعا: “أن الإدارة الأمريكية أعلنت أنها ستعقد صفقة القرن لصالح الاحتلال، لكن تلك المشاريع والصفقات لن تمر إلا على أجسادنا ما دام فينا مجاهدين أمثال نمر الجمل”.
دلالات سياسية
ورأى طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، أن العملية تحمل دلالات سياسية كبيرة من ناحية التوقيت والمكان، إذ إنها جاءت بعد خطابات الأمم المتحدة، التي تتنكر للحقوق الفلسطينية، وتحمل رسالة لكل ما وصفهم المتنكرين للحقوق الفلسطينية بأن الشعب الفلسطيني قادر على مجابهة الاحتلال والحفاظ على قضيته.
وحمل أبو ظريفة، في كلمة القوى الوطنية والإسلامية، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن السياسيات الإسرائيلية الاحتلالية بحق الفلسطينيين، ودعا الإسرائيليين لمغادرة فلسطين والاعتراف بالحقوق الفلسطينية، قائلاً “لا أمان لكم على أرض فلسطين، وعملية القدس تحمل رسائل أمنية منها أن الجنود الإسرائيليين عجزوا عن حماية أنفسهم، فكيف باستطاعتهم حماية المستوطنين؟”.
ترحيب وتأييد
ورحبت الفصائل الفلسطينية بالعملية، مؤكدة أنها تأتي ردا على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، حيث أكدت حركة فتح أن إسرائيل وحدها تتحمل كامل المسؤولية عن ردود الفعل الفلسطينية على جرائمها، وأن الانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحق الفلسطينيين هي سبب لكل دوامة العنف في المنطقة.
وقال منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح، “إنه إذا ما استمرت حكومة الاحتلال في عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني لا تتوقع إلا المزيد من العنف وردات الفعل”، موضحا أن عملية القدس جاءت بعد تفويت كل الفرص الداعية للسلام، وانعدام تحقيق أي رؤية تؤمن حقوق الشعب الفلسطيني، ومؤكدا لجوء الاحتلال الإسرائيلي إلى خيار القوة العسكرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، التي لا تفرق ما بين الكهل والطفل الفلسطيني والمرأة من جرائم باتت جزءا من يوميات الفلسطينيين أمام آلة الحرب والتنكيل الإسرائيلية.
حلقة جديدة في انتفاضة القدس
قالت حركة حماس إن العملية الفدائية التي وقعت اليوم شمال القدس هي حلقة جديدة في انتفاضة القدس، وتأكيد من الشباب المنتفض أنه سيواصل القتال حتى الحرية الكاملة للشعب والأرض.
وأكد حازم قاسم المتحدث باسم الحركة، أن عملية اليوم تؤكد أن الشعب الفلسطيني يرفض منطق استجداء الحقوق عبر المؤسسات الدولية، وأن هذا الشعب سيحافظ على حقوقه ومقدساته بدمه وروحه، أن العلاقة الطبيعية مع الاحتلال هي الصراع والمدافعة، ولا يمكن أن تكون علاقة تعايش.
وقال قاسم، “مرة أخرى تثبت القدس أنها قلب الصراع مع الاحتلال، وأنه لا مجال لإخراجها من معادلة الصراع، وأن كل محاولات الاحتلال لتغيير هوية القدس لن تمر، وأن كل جهود الاحتلال لتزوير الوقائع لن تغير من حقيقة الأمر، بأن القدس فلسطينية عربية وأن شعبنا سيقاتل حتى النهاية لتحريرها”.
غضب إسرائيلي
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن قوات الاحتلال ستهدم منزل نمر الجمل (37 عاما) منفذ العملية، بالإضافة إلى سحب تصاريح العمل من أبناء عائلات منفذي العمليات، مضيفا “سنستعد لاحتمال أن يكون هذا نمط عمليات جديد”، وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتنديد بالعملية .
وفرضت قوات الاحتلال حصارا على قرية بيت سوريك، واقتحمت بيت نمر الجمل، الذي هو أب لأربعة أبناء. وأعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية، أن الجمل كان يحمل تصريح عمل وأنه عمل في المستوطنة إلى أن تم فصله من العمل قبل 4 سنوات.
وقال الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، “سنواصل ضرب الإرهاب، وسنصل إلى جميع منفذيه، وإلى الذين يساعدونهم”، بينما دعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد إردان، إلى “إعادة النظر مجددا في نظام التصاريح العمل الممنوحة للفلسطينيين، لأنه لا يمكن معرفة من أين تأتي العملية القادمة”.
وهاجم وزير المواصلات يسرائيل كاتس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتبرا أن الرئيس أبو مازن يحرض في الأمم المتحدة ضد إسرائيل.
