يقترب جيش النظام السوري من تحرير مطار كويرس العسكري، في ريف حلب، حيث بات قاب قوسين أو أدني من استعادة السيطرة على المطار الذي يحاصره تنظيم “داعش” منذ أكثر من عامين، بينما يقترب أيضا عناصر التنظيم في جبهة أخرى من الاستيلاء على مطار دير الزور العسكري، إلا أنهما ليسا المطارين الوحيدين اللذين جرت من أجل السيطرة عليهما معارك ضارية.
منذ إندلاع الثورة السورية المسلحة أصبحت السيطرة على المطارات بمثابة انتصار عسكري بين أطراف النزاع في الحرب الأهلية التي تدخل عامها الخامس في مارس/آذار المقبل، عشرات من المطارات المدنية والعسكرية شهدت اقتتالا داميا لفرض نفوذ المتحاربين سواء من النظام أو المعارضة بشتى أطيافها أو تنظيم “داعش” المتشدد، وفي أنحاء المحافظات المختلفة.
https://www.youtube.com/watch?v=dUJ091zew4s
سوريا.. زحام المطارات العسكرية
تكشفت حقيقة المطارات العسكرية التي ملأت خارطة البلاد، فمع تصاعد حدة المواجهات العسكرية ظهرت عشرات من المطارات التي يستخدمها النظام لأغراضه العسكرية السرية والمعلنة.
بحسب مصادر موثقة فإن هناك أكثر من 30 مطارا في محافظات البلاد البالغ عددها 14، منها اثنان فقط مدنيان هما مطار دمشق الدولي ومطار حلب الدولي، ولا يزالان تحت سيطرة النظام، بينما حّول النظام مطارين آخرين من مدنيين إلى عسكريين في السنتين الأخيرتين، في حين يستخدم مهابط أسفلتية لطائراته المروحية التي بات يستخدمها لنقل الأسلحة أو قصف المدن المختلفة بالبراميل المتفجرة.
أهمية السيطرة على المطارات
مع اشتداد الأزمة السورية عام 2013 عندما ضربت أنحاء ريف العاصمة دمشق بالأسلحة الكيماوية، ما أسفر عن مقتل 1600 شخص معظمهم من الأطفال، قال السيناتور الأمريكي جون ماكين إنه على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتحرك لضرب مطارات نظام الأسد، مشيرا إلى أن تلك المطارات تستخدم لنقل الأسلحة والصواريخ ومن بينها السلاح الكيماوي.
واصل النظام السوري سيطرته على عدد من المطارات إلا أنه خسر كثيرا منها ما تسبب في تكبيده خسائر مهمة على الأرض، فالمسلحون من المعارضة و”داعش” يدركون تماما أهميتها لدى النظام الذي ينقل منها أسلحته إلى كتائب الجيش التي باتت محاصرة في عدة محافظات، بينما يستخدمها كخزائن أسلحة في بعض المناطق، وتنطلق منها مروحياته وطائرات لقصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وكانت مطاراته العسكرية مصادر رئيسية للأسلحة التي حصل عليها معارضوه.
في سبتمبر/أيلول من العام الجاري، حوّل النظام السوري مطار حميميم -باسل الأسد- باللاذقية، من مدني إلى عسكري، لتنطلق منه المقاتلات الروسية لضرب أهداف في أنحاء البلاد.
https://www.youtube.com/watch?v=gYxm_oxqI90
من يربح حرب المطارات؟
خسر النظام مطارا تلو الآخر على مدار الثلاثة أعوام الماضية، إلا أن فقدانه لبعض منها كمطار تفتناز العسكري في إدلب، ومطار الطبقة العسكري في الرقة، ومطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب، شكّل أكبر هزائمه، فتلك المطارات ساهمت في خروج المحافظات من قبضة يده، لتتوالى بعدها انتصارات المعارضة المسلحة و”داعش” في الاستيلاء على مزيد من الأرض والأسلحة.
https://www.youtube.com/watch?v=ohufY8qmGAI
في أغسطس/آب 2014، تمكن تنظيم “داعش” من السيطرة على مطار الطبقة العسكري ليستكمل فرض سيطرته الكاملة على محافظة الرقة ويعلنها عاصمة لدولة خلافته المزعومة، وكانت تلك نقطة تحوّل جديدة في سوريا، فقد غنم التنظيم المتشدد أسلحة هائلة وخطيرة من المطار، خرج بعدها للاحتفال وجاب عناصره بالدبابات والأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها من المطار في شوارع المحافظة، بينما شن حملة إعدامات لجنود الجيش الذين لم يتمكنوا من الهرب من المطار.
وعلى جبهة أخرى، كان “جيش الفتح” الذي يضم فصائل المعارضة وجبهة النصرة – جناح تنظيم القاعدة في بلاد الشام- يشن هجمات للإستيلاء على مطار أبو الظهور العسكري، وهو ما تمكن منه في سبتمبر/أيلول 2015، بعد معارك دامت قرابة عام كامل، ويعد ثاني أكبر المطارات العسكرية للبلاد.