ترامب ينتقد سياسة أوباما: واشنطن ليست “شرطي العالم” ولن نحمي غيرنا دون أجر
كلينتون تتهم روسيا بالهجوم على مقر حملتها الانتخابية
ترامب يتعهد بتقليص الضرائب.. وكلينتون: سيضر بالاقتصاد القومي الأمريكي
الملياردير الجمهوري: لدي مزاج للفوز وهيلاري لا تتمتع بالقدرة على تحمل أعباء الرئاسة
المرشحة الديمقراطية تطالب منافسها بنشر تصريحه الضريبي.. ودونالد: سأفعل بشرط نشر رسائلك الإلكترونية الـ33 ألفا
دخل مرشحا الرئاسة الأمريكية، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، في وصلة تراشق، في أول مناظرة بينهما مساء الإثنين، حيث تبادلا الاتهامات في قضيتي البريد الإلكتروني الخاص، الذي استخدمته كلينتون لدى توليها وزارة الخارجية، وتهرب الملياردير الجمهوري من نشر تصريحه الضريبي.
رؤى متباينة بشأن الاقتصاد
واختلفت وجهة نظر كلا المرشحين بشأن الاقتصاد، وهاجم كل منهما السياسة الخارجية للآخر، كما قاطعا بعضهما مرارا في تراشق محتدم في أول مناظرة انتخابية تجمعهما..
وبعد أن تصافحا وابتسما في البداية، شرع المتنافسان في الهجوم حيث انتقدت كلينتون سياسات ترامب الضريبية في حين اتهم ترامب وزيرة الخارجية السابقة بأنها “تتحدث ولا تعمل”.
واتهم كل منهما الآخر بالتشويه والافتراء وحثا المشاهدين على مطالعة مواقعهما الإلكترونية لتحري الحقائق. ونادته هي باسم ترامب بينما ناداها هو الوزيرة كلينتون.
تراشق
وقالت كلينتون، أول امرأة تفوز بترشيح حزب أمريكي كبير للرئاسة، “لدي شعور بأنني سألام على كل شيء.”
ورد ترامب بحسم “لم لا؟”
ومع بدء المناظرة، طرح المرشحان وجهات نظر متباينة بشأن الاقتصاد الأمريكي.
وانتقد ترامب، قطب العقارات والنجم السابق لتلفزيون الواقع الذي لم يتقلد قط منصبا منتخبا- كلينتون بسبب سياساتها التجارية وقال إنها ستوافق على اتفاق تجاري مثير للجدل مع الدول الآسيوية برغم معارضتها له وهي مرشحة.
وقال “كنت مؤيدة لها بشكل كامل.. ثم سمعت ما كنت أقوله .. وكم هي سيئة.. وقلت ‘حسنا لا يمكن أن أكسب هذه المناظرة‘ لكنك تعلمين أنك إذا فزت فسوف توافقين عليها.”
ورفضت كلينتون الانتقادات.
وقالت “حسنا ترامب. أعلم أنك تعيش في واقعك الخاص.. لكن هذه ليست الحقائق.”
وارتدت كلينتون (68 عاما) سترة حمراء اللون، بينما ارتدى ترامب (70 عاما) سترة سوداء ورابطة عنق زرقاء في المناظرة التي قد تغير مسار السباق المحتدم نحو البيت الأبيض.
وقال ترامب، “سانشر تصريحي الضريبي، خلافا لرأي محامي، حالما تنشر هيلاري الرسائل الإلكترونية الـ33 ألفا التي محتها”، في حين ردت عليه كلينتون بالقول، إن منافسها يتهرب من نشر تصريحه الضريبي “لأن لديه ما يخفيه”.
وبدأ المرشحان مناظرتهما الأولى، من بين ثلاث مناظرات منتظرة، استمرت 90 دقيقة في جامعة هوفسترا في لونج إيلاند بنيويورك، إذ تعد واحدة من الفرص الأخيرة للمرشحين لاستقطاب الأصوات قبل الانتخابات المقررة في الثامن من تشرين ثان/نوفمبر المقبل. وتضمنت المناظرة أسئلة حول الاتجاه الذي من المقرر أن تسلكه البلاد إضافة إلى الاقتصاد والأمن القومي.
وفيما واصل المحللون رصد أدق التفاصيل ولغة الجسد لكل من المتنافسين، يُنظر إلى كلينتون، الديمقراطية المحنكة التي تعمل بالسياسة منذ أربعة عقود، على أنها الطرف الأقوى في المناظرة . أما ترامب، وهو وافد جديد على الساحة السياسية وذو شهرة واسعة في مجال العقارات وتلفزيون الواقع، فإنه يتمتع بأسلوب منمق ولا يمكن توقعه ويقول المحللون إنه يجعله خصما صعب المواجهة.
ويولي الإعلام والصحفيون المعنيون بالشأن السياسي على وجه الخصوص والمعلقون والمشاهدون اهتماما بالمشادات الكلامية ولغة الجسد لكلا المرشحين، وكل ما بدر عنهما صار محلا للتأويل.
وأظهر استطلاع رأي أجرته شبكة بلومبرج الأمريكية ونشرت نتائجه يوم الإثنين منافسة قوية بين المرشحين على المستوى الوطني ، حيث حصل كل منهما على 46% من أصوات الناخبين المحتملين، ما يفسر التعبير الأمريكي “Dead Heat ديد هيت” أو “سباق التعادل”، الذي يشير إلى اقتراب مراكز المتنافسين في السباق بصورة تجعل تحديد الفائز أمرا صعبا.
وكما كان متوقعا كسرت هذه المناظرة رقم المشاهدين القياسي الذي سُجل أثناء مناظرة الديموقراطي جيمي كارتر والجمهوري رونالد ريجان في تشرين الأول/ أكتوبر 1989 وبلغ حوالي 80 مليون مشاهد، بحسب مؤسسة نيلسن.
وتعد المناظرات آخر وأفضل فرصة، أمام دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، لإقناع الناخبين بالتصويت لهما.
وخلال الدورة الانتخابية التي تقاس بشهور وربما سنوات، تعطي هذه المناظرات الأمريكيين فرصة حقيقية وارتجالية، لرؤية كيف سيتعامل الرئيس المستقبلي مع الضغوط الشديدة للمكتب البيضاوي. إنها أهم مقابلة توظف على الإطلاق.
ولن تجذب أي مناظرة عددا أكبر من المشاهدين، ولن تستطيع التأثير في انطباعاتهم عن المتنافسين، مثلما ستفعل المناظرة الأولى.
تقليص الضرائب
وركز المرشح الجمهوري على إعادة التفاوض حول اتفاقيات التجارة، قائلا
“علينا أن نعيد التفاوض حول اتفاقيات التجارة التي أبرمناها لمنع تلك الدول من سرقة شركاتنا ووظائفنا”.
وأوضح، أنه يتفق مع كلينتون على بعض الموضوعات مثل توفير مزايا أفضل لرعاية الأطفال للأمهات العاملات.
وأضاف، أنه في ظل خطته سوف يتم تقليص الضرائب “بشكل هائل”، مشيرا إلى أن ذلك سيخلق فرص عمل “بشكل لم نشهده منذ رونالد ريجان”.
من جانبها، قالت كلينتون لترامب، إنك تعيش في عالمك الخاص، وعليك الاعتذار لصغار الموظفين الذين قمت باستغلالهم لإقامة إمبراطوريتك، معتبرة أن خطته لخفض الضرائب سوف تضر بالاقتصاد والموازنة العامة للولايات المتحدة الأمريكية.
اتهامات
كما اتهمت كلينتون خصمها الجمهوري، بأنه بنى مسيرته السياسية على “كذبة عنصرية” عندما شكك في محل ولادة الرئيس باراك أوباما، وبحقه تاليا في تولي الرئاسة.
وقالت، إن خصمها الذي تراجع مؤخرا عن تشكيكه بمكان ولادة أوباما بإقراره أن أول رئيس أمريكي اسود ولد فعلا في الولايات المتحدة “لا يمكنه الإفلات بهذه السهولة” من هذه “الكذبة”، مشددة على أن ترامب ” بدأ بالفعل مسيرته السياسية بناء على هذه الكذبة العنصرية القائلة إن “أول رئيس أسود لبلادنا لم يكن مواطنا أمريكيا”.
وتابعت المرشحة الديمقراطية، ردًا على انتقادات ترامب حول ابتعادها عن الحملة الانتخابية خلال الأيام القلائل الماضية، قائلة “أعتقد أن دونالد انتقدني فقط بسبب إعدادي لهذه المناظرة، وأنتم تعلمون ذلك. لقد فعلت ذلك وأعتقد أنه أمر جيد. هل تعلمون ماذا فعلت أيضا، أعددت لأكون رئيسة وأعتقد أن هذا شيء جيد”.
فيما قال ترامب، أثناء مناقشة حول العرق في أمريكا، “لقد خذل ساستنا مجتمع الأمريكيين من الأصول الأفريقية .. لقي هذا المجتمع معاملة سيئة للغاية. لقد تم إساءة معاملتهم وتم استغلالهم من أجل الحصول على أصوات”.
كما اتهم المرشح الجمهوري منافسته، بأنها لا تتمتع بالقدرة على التحمل، اللازمة لتولي الرئاسة، معتبرًا أنها السبب وراء الفوضى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا “لدي حكم أفضل بكثير منها. كما أن لدي مزاج أفضل كثيرا منها. إن أقوى ركيزة لي حتى الآن ربما مزاجي. لدي مزاج للفوز، وأعلم كيف سأفوز”.
ترامب ينتقد سياسة أوباما
وفي مغرض انتقاده لسياسات إدارة الرئيس أوباما، قال ترامب إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تكون “شرطي العالم”، ولا أن تحمي كل حلفائها إذا لم تتقاض ثمن ذلك.
وقال الملياردير المثير للجدل “أريد فعلا أن اساعد كل حلفائنا، ولكننا نخسر مليارات الدولارات. لا يمكننا أن نكون شرطيا للعالم، لا يمكننا أن نحمي الدول في سائر أنحاء العالم حين لا تدفع لنا ما ينبغي”.
كلينتون تتهم روسيا بالهجوم على مكاتب حملتها
وحملت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، روسيا مسؤولية الهجوم الإلكتروني الأخير على مكاتب الحملة الديمقراطية، غير أن الجمهوري دونالد ترامب قال إنه من غير الواضح من يقف وراء ذلك الهجوم.
وقالت كلينتون: “هذا واحد من السبل المفضلة لروسيا، محاولة أن تعيث فسادا وتجمع المعلومات”.
ومع ذلك شكك ترامب، الذي يتهم بأنه له علاقات وثيقة مع موسكو، فيما ذهبت إليه كلينتون.
وقال: “ربما تكون روسيا، لكن ربما تكون أيضا الصين أو أي شخص يجلس على سريره الذي يزن 400 رطل”.
