فيديو| محلل: هناك أدلة قاطعة على تورط إيران في دعم البوليساريو

جددت جبهة “البوليساريو” الانفصالية تهديداتها الصريحة بشن هجمات على مناطق في الصحراء المغربية، لتطرح بذلك  أكثر من علامة استفهام حول سياق ومآلات التهديدات التي أطلقتها.

وهذه لم تكن المرة الأولى التي تطلق فيها قيادة الجبهة تهديدات مباشرة باستهداف أهداف مدنية في المناطق الجنوبية في الصحراء المغربية.

وتأتي هذه التهديدات في وقت يُنتظر فيه أن يقوم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا بـ”جولة إقليمية جديدة لمحاولة الدفع بالعملية السياسية إلى الأمام”.

في هذا السياق،  قال الدكتور عبدالفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية ورئيس المركز المغربي لحوار الحضارات، إن هناك ملاحظة أساسية هي أنه كلما اقترب موعد التداول في قضية الصحراء المغربية داخل مجلس الأمن، أو كلما كانت هناك جولة للمبعوث الأممي للصحراء المغربية، تلوح “البوليساريو” إما بالعودة لحمل السلاح وإما إنها تحاول أن تخلق تعبئة داخلية لتجمع الفرقاء داخل هذا التظيم.

وقال إنه من الملاحظ أن هناك انقساما وانشقاقات كبرى داخل جبهة البوليساريو، تؤدي إلى أعمال معينة، لافتا إلى أن من يتحدث عن الوصول للقيام بأعمال إرهابية يعي تماما بأنه من المستحيلات، وإنما له أغراض أخرى يريد أن يحققها من مثل هذه التصريحات، مشيرا إلى تحقيق المملكة مكاسب دبلوماسية كبيرة في ملف الصحراء  في الأنة الأخيرة وتحول إستراتيجي لمواقف بعينها.

وجددت جبهة “البوليساريو” الانفصالية على لسان “محمد الوالي اعكيك” المسؤول عما يسمى بالجيش الصحراوي، تهديداتها الصريحة بشن هجمات عسكرية على مناطق الصحراء المغربية.

وقال اعكيك إن “الحرب العسكرية قد بدأت الآن، وستستمر مستقبلا، حيث ستشمل مدن الصحراء بفعل الشباب المستعدين للقتال، وإن الشباب الصحراويين مستعدون للقتال بكل الأساليب المتاحة في الصحراء، مشيرا إلى أن تلك الأعمال القتالية ستظهر مع مرور الوقت على شاكلة عمليات عسكرية نوعية..

تصريح قيادي جبهة البوليساريو عن نيتهم الحربية في الأراضي الصحراوية المغربية وبحسب رأي المراقبين، جاءت هذه التصريحات لتعيد إلى الواجهة  النقاش حول  تورط البوليساريو في الأنشطة الإرهابية بالقارة الإفريقية .

ويعد دفع جبهة البوليساريو الشباب لتنفيذ عمليات عسكرية بالمدن الصحراوية المغربية استغلالا لهم بالإنابة عنها في أعمالها العسكرية، خصوصا أن للجبهة تجربة في أعمال الخطف واستهداف المنشآت الاقتصادية.

علقت جبهة “البوليساريو” الانفصالية كافة اتصالاتها مع الحكومة الإسبانية بعد التقارب السياسي بين مدريد والرباط، على ضوء الزيارة الدبلوماسية الأخيرة التي قادت بيدرو سانشيز إلى العاصمة المغربية للقاء الملك محمد السادس حول مستقبل العلاقات المشتركة.

وتتخوف قيادات “البوليساريو” من انقطاع الإمدادات الغذائية والمالية التي تبعثها المنظمات الإسبانية نحو مخيمات تندوف، بالتزامن مع تراجع نفوذها السياسي بالمشهد الحقوقي الإسباني في السنوات الأخيرة، بعد توالي التقارير الدولية التي كشفت عن سرقة تلك الإعانات الإنسانية.

وقال الدكتور مصطفى المريني، أستاذ العلوم السياسية ورئيس مركز الحوار المغربي العربي للدراسات، عبر برنامج حصة مغاربية، إن الاعتراف الإسباني بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي، أنهى علاقة إسبانيا بجبهة البوليساريو، خاصة أن هذا الاعتراف، يعد إقرارا بالسيادة المغربية على الصحراء.

وأشار المريني، إلى أن جبهة البوليسارو شعرت وأدركت أن  الاعتراف الإسباني بالحكم الذاتي، سينهي وجودها  في إسبانيا، ويكرس لعزلتها الدولية والإقليمية.

وقال أستاذ العلوم السياسية، إن المبادرة المغربية، حصلت على دعم وتأييد العديد من الدولة الإقليمية والدولية.