مشاركة مرتقبة لقوات برية أمريكية في المعركة المصيرية لتحرير الموصل من قبضة تنظيم «داعش»، حسبما أكد مسؤولون أمريكيون وعراقيون اليوم، الأحد.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قال في تصريحات عقب تحرير الرمادي أواخر الشهر الماضي، إن 2016 سيشهد تحرير الموصل، معقل التنظيم الإرهابي بعد انتهاء عمليات تحرير محافظة الأنبار.
وتجرى عمليات عسكرية في هذه الأثناء لتحرير الفلوجة، التي تعتبر معركة صعبة هي الأخرى، حيث بتمركز مقاتلو تنظيم «داعش» على بعد 40 كيلومترًا من العاصمة بغداد، وتعد الفلوجة أكبر قضاء عراقي من حيث عدد السكان.
اقرأ أيضا: هل تكون الفلوجة معركة “داعش” الأشرس في الأنبار؟
وقالت النائبة عن محافظة نينوى، انتصار الجبوري، إن تنسيقا (أمريكيا ــ عراقيا) للتمهيد لمشاركة قوات أمريكية في المعركة البرية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل معقل التنظيم في العراق، وأشارت إلى أن قوات الشرطة والحشد الشعبي تتلقى تدريبات عسكرية في معسكر «سبايكر» الشهير ومناطق بإقليم كردستان، استعدادا للمعركة الكبرى.
ورغم رفض واشنطن في أكثر من مناسبة مشاركة ميليشيات في معارك إلى جانب قوات التحالف الدولي، فإن الجبوري أكدت أن «قوات برية أمريكية ستشارك مع الحشد الشعبي في نينوى وقوات البيشمركة في المعركة بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان، وهي تتمركز حاليا في منطقة بقضاء مخمور التابع للإقليم».
وتعد ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية أكبر القوات الموالية للجيش العراقي في الميدان وشاركت في كافة المعارك التي خاضها قبل أشهر وانتصرت إلى جانبه في معركة تحرير الرمادي التي تواصلت على مدار شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقالت صحيفة «إنترناشيونال بيزنيس تايمز» الأمريكية، إن مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية أكدت إرسال قوات برية للمشاركة في الهجوم على مدينة الموصل معقل تنظيم «داعش» في العراق، مشيرة إلى أن مباحثات ثنائية بين مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين جرت لتنسيق كيفية مشاركة القوات الأمريكية في المعركة.
اقرأ أيضا: كارتر يوصي بضرورة استعادة الموصل والرقة من «داعش»
وأكدت مصادر إعلامية وعسكرية أمريكية، أن لقاء وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الأول، الجمعة، على هامش قمة دافوس الاقتصادية، كان بهدف إعداد خطة مزدوجة لإتمام الهجوم لاستعادة الموصل من قبضة التنظيم، وأشارت إلى أن التنسيق الثنائي يشمل تعاونا بين الجيش الأمريكي والعراقي وقوات البيشمركة الكردية.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولي وزارة الدفاع أن الخطة العسكرية لاستعادة الموصل لن تكتفي بالعراق فقط بل سوريا أيضا، متابعة إن التحالف الدولي لمكافحة التنظيم طلب من تركيا تدريب وتجهيز مئات من المقاتلين العرب السوريين الذين سيطر التنظيم على بلداتهم لإتمام مشاركتهم في معركة بالتزامن مع بدء العمليات العسكرية في الموصل.
وقالت النائبة الجبوري إن شرطة محافظة نينوى تتلقى تدريبات في معسكر سبايكر الجوي في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، مؤكدة أنه سيكون لها دور كبير في معركة الموصل تحت غطاء جوي من التحالف الدولي.
وأكدت مصادر إعلامية عراقية، أن قوات أمريكية بدأت بالفعل في الانتشار داخل مناطق شمال العراق في مهمة تهدف لتدريب القوات العراقية وقطع طرق الإمداد بين العراق وسوريا، وكان وزير الدفاع خالد العبيدي قال في تصريحات سابقة إن «معركة الموصل أقرب مما يتوقع مقاتلو داعش وأشد هولا مما شهدوا ويشهدون».
اقرأ أيضا: القوات البرية.. إستراتيجية جديدة للتحالف في مواجهة «داعش»
وتعد معركة الموصل أحد العمليات العسكرية المرتقبة ضد تنظيم «داعش» بشكل عام بعدما حقق الجيش العراقي بدعم جوي من التحالف الدولي استعادة السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار ويجري حاليا تطهير أنحائها من فلول التنظيم المتبقية في بعض مناطقها وقراها الصغيرة.
واعتبر تحرير الرمادي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، خسارة كبيرة للتنظيم بعدما تمكنت قوات البيشمركة أيضا من تحقيق انتصار سابق في معركة تحرير جبل سنجار والطريق الدولي الرابط بين العراق وسوريا مما مهّد لقطع طرق إمدادات التنظيم بالعدة والعتاد والمقاتلين الأجانب بين البلدين.
