وليمة لأعشاب البحر، عنوان رئيسي، تحته عنوان فرعي.. نشيد الموت، هذا هو عنوان الرواية التي أثارت جدلا في الأوساط الثقافية الإسلامية عام 2000، بعد اتهام مؤلفها السوري الأديب، حيدر حيدر بتطاوله على الدين الإسلامي من خلال عبارات وردت على لسان الأبطال خلال مسيرة الأحداث.
وتتكون الرواية من أربعة فصول، أسماؤها كفصول السنة الأربعة، موزعة على 376 صفحة، وتقدم الرواية رؤية مركبة للواقع السياسي المتحرك للتيارات التي نشطت في الوطن العربي، خلال النصف الثانى من القرن العشرين.
الرواية على صعيد الحدث تدور في آفاق معاناة مسرحها العراق والجزائر، الثورة حيث العنصر هو المشترك بينهما، والإخفاقات عالم من الضياع والدم والفناء غرق في لججه الإنسان، المواطن، وأوجاع مشتركة تجمع بين مهدي جواد الهارب من مدائن العراق إلى بونة، وفلّة التي خطت على الورق- الجزائر-خطوطا وإشارات كانت تشبه زورقا أو سمكة لتطوقها بدوائر لولبية.
الرواية بحسب مؤلفين وروائين وصل سعرها إلى 100 جنيه بعد أن أصدرتها الهيئة العامةالمصرية للكتاب بسعر جنيهين، وذلك عام 2000، كما اعتبرها يوسف القرضاوي الهارب من مصر، والمدان في عدة أحكام قضائية، أنها هم ثقافي وليست رواية.
وقال مجد حيدر، ناشر ونجل الروائي حيدر حيدر، أن والده خرج من سوريا كإعارة للتدريس في دولة الجزائر، وذلك في فترة السبعينيات، تلك الفترة المفصلية التي تغير فيها الحكم إلى الاستبداد والعنف حسب قوله، فكانت الجزائر هي محطته التي بدأ فيها كتابة الرواية، حيث كان يرى أن التجربة السياسية هي التي دفعته للكتابة تزامنا مع فشل المشروع القومي السوري وفي أثناء ولادة تنظيمات وتيارات جديدة حينذاك.
ويتابع نجل الروائي حيدر حيدر، أن والده وهو في الجزائر بدأ يتلمس ما سمي فيما بعد المشروع الإسلامي السياسي، “حينها كنت طالبا بينما كان هو في تلك الفترة في بيروت، وكان يعمل مع المقاومة الفلسطينية رغم موقفه من النظام السوري، وكان قد قرب من الانتهاء من كتابتها، حيث قال سأعمل عملا سيزلزل العالم العربي”، وحين صدور الرواية لم يتجرأ أحد على طباعتها في لبنان، وتم طباعتها في قبرص، وصدرت إلى بيروت ومن ثم دخولها إلى سوريا عن طريق التهريب وبيعت في المكتبات، ومن هنا بدأت الرواية تنتشر في الأوساط القارئة والمثقفة والشباب، وتم منعها من التدوال.
وتدور أحداث الرواية، على ما تقول اللوائح الشخصية والمسافة النائية من البلد الذي وقع تحت وطأة الحكم العسكري و”الموت يأتيك على شكل موجات وأطياف زرقاء وصفراء تصرخ أهلي أحبابي لا أحد عراءات بيضاء” النفس طائرة ونائية تريد أن تعود إلى جسدها ولا تستطيع هل يعالج حيدر حيدر غربة الإنسان في عالم إنسانيته، ضل عنها أم ضلت عنه، أم أنه أضاعها إلى الأبد في عالم الإنسان المقهور المتلجلج بالثورات والشعارات، وفي حمأة هذه المعاناة هل يمكن للإنسان أن يضيع إيمانه؟
وليمة لأعشاب البحر هي رواية للأديب السوري حيدر حيدر، حيث تدور أحداثها حول مناضل هرب إلى الجزائر، غير أنه يلتقي بمناضلة قديمة تعيش عصر انهيار الثورة، والخراب الذي لحق بالمناضلين هناك، بعد سبعة عشر عاما وإثر إعادة طبعها في مصر عام 2000م أحدثت جدلا واسعا ومنعها الأزهر بدعوى “الإساءة إلى الإسلام”.
